المدير برهون حسن 00212661078323
عبد الله البقالي يكتب: حديث اليوم
بكل استغراب ودهشة يلاحظ الرأي العام الدولي الصمت المطبق الذي احتمت فيه كثير من المنظمات الحقوقية الدولية التي اعتقد مهذا الرأي العام أنها لا تفوت أي صغيرة حينما يتعلق الأمر بأية دولة من دول العالم، ومهما كان حجم الحدث.
فالولايات المتحدة الأمريكية تهتز منذ عشرة أيام بالمسيرات الشعبية الجماهيرية الكبرى احتجاجا على قتل مواطن بريء تحت ركبة رجل شرطة كان ينتشي بقتله، وقوات الأمن الأمريكية تُمارس أبشع مظاهر خروقات حقوق الإنسان بما في ذلك استعمال العنف المفرط ضد المحتجين بمن فيهم المسنين.
ولم يسلم الصحافيون الذين يقومون بأدروارهم في نقل الوقائع من بطش قوات الأمن الأمريكية التي تريد بذلك إلغاء دور الشاهد فيما تقترفه، وامتلأت السجون بالمعتقلين.
ورغم كل هذا الذي يحدث دخلت بعض المنظمات الحقوقية، التي تقول إنها دولية، جحورها ولم نسمع لها أثرا، وافتقدنا بهذه المناسبة بلاغاتها المنددة والشديدة اللهجة، وافتقدنا إطلالة مسؤوليها علينا من عشرات القنوات التلفزية وهم يدعون حكومات الدول المعنية بخروقات حقوق الإنسان إلى السماح بالاحتجاجات والتعامل معها بسلمية.
طبعا، كثير من الناس يسألون عن سبب هذا الخذلان من هذه المنظمات التي تقول إنها حقوقية وتهتم بقضية حقوق الإنسان في العالم؟ والجواب واضح، لأن هذه المنظمات تتلقى جزء كبيرا ومهما من تمويلاتها من الحكومة الأمريكية ومن أوساط مالية أمريكية.
ولذلك لا يمكنها أن تأكل الغلة وتسب الملة، وهي في وضعية بالغة الحرج والضيق لأنها حينما يتعلق الأمر بالولايات المتحدة فإنها لا تفتح فمها إلا عند طبيب الأسنان.
وأن جغرافية اهتمامها وانشغالها بحقوق الإنسان لا تشمل الأراضي الأمريكية، ولذلك فهي ليست معنية بما يجري في الولايات المتحدة، وإن قتل مواطن بأبشع أشكال التعذيب الجسدي والنفسي، وإن نزف الدم من أذن شيخ يرقد حاليا بين الموت والحياة نتيجة عنف مورس عليه من طرف مجموعة من قوات الأمن من مفتولي العضلات، وإن مورس العنف والتعذيب ضد الصحافيين.
إنها لحظة تتجلى فيها الحقيقة لمنظمات تكيل بعدة مكاييل في تعاطيها مع حقوق الإنسان، وبذلك ينزل مؤشر الثقة فيها إلى الأدنى.
وعلى كل حال ننتظر خروجها من جحورها حينما يستجد أمر حقوقي في إحدى بلدان العالم.