المدير برهون حسن 00212661078323
عماد فوزي
يقول رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه: “مَن صامَ رَمَضانَ ثُمَّ أتْبَعَهُ سِتًّا مِن شَوَّالٍ، كانَ كَصِيامِ الدَّهْرِ”. رواه مسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه.
في هذا الحديث الشريف بيان فضل ربنا تبارك وتعالى وإحسانه أن ضاعف لعباده الأجر عشرا؛ فصيام رمضان يعدل أجر ثلاثمائة يوم، وصيام ستة أيام من شوال يعدل صيام ستين يوما وذلك تمام السنة.
وقد انتشر بحمد الله تعالى العلم بهذه السنة وكثر حرص الناس على هذا الفضل العظيم والثواب الجزيل، لكن يشوب ذلك لدى طائفة كبيرة من المسلمين عن غير قصد مبالغة في الحرص سؤال بعضهم بعضا، هل صمت الست من شوال؟ كم صمت منها؟ كم بقي لك منها؟ ويردد كثير منهم بأنه قد خلص من نصفها أو لم يبق له إلا ثلثها ونحو ذلك فيقول بالعامية: (حيدتها عليا، أو حيدت يومين)، وكأنها عبء ثقيل ينبغي التخلص منه في أقرب وقت، أو هو فرض يجب أداؤه فورا.
وهذا مع ما فيه من استثقال العبادة غير المقصود طبعا، فإنه كذلك مما لا ينبغي التحدث به إلا إذا اقتضت الحاجة إليه، إذ الأصل في مثل هذه العبادات الستر حرصا على الإخلاص الذي هو من شروط قبول الأعمال عند الله سبحانه، والصيام سر بين العبد وربه جل وعلا.
على أن الصيام لا ينقطع بصيام رمضان وإتباعه ستا من شوال، بل يشرع في كل أيام السنة، وقد كان رسولنا صلى الله عليه وسلم يصوم الاثنين والخميس، وندب إلى صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وما رمضان إلا موسم يتزود فيه المؤمن من التقوى بزيادة القربات ومضاعة الجهد في الطاعات، ويتعود الكف عن فضول الكلام والنظر، أما السب والشتم واللعن فليس من خصاله أصالا، والأصل في المسلم أنه عبد لله في كل أحواله وأحيانه، ينبغي أن يستصحب هذه الصفة ويكون دائم الذكر لها حرصا على رضى سيده سبحانه وتعالى.
رزقنا الله وإياكم حسن العمل بطاعته ودوام الاشتغال بمرضاته إنه هو الهادي إلى سواء السبيل، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.