جريدة بريس ميديا الأوروعربية للصحافة PRESS Medias Euro Arabe
المدير برهون حسن 00212661078323

المغاربة تحولوا إلى فئران تجارب لغوية

قال الصحافي علي أنوزلا: “ليس غريبا أن يكون الحزب الإسلامي الذي يقود الحكومة (البيجيدي) أول المعترضين على الإصلاح الجديد لمناهج التعليم، والذي يسعى إلى إعادة فرنسة بعض المناهج، مضيفا أنه لا غرابة في أن تقف على الطرف الآخر جهاتٌ متنفذة داخل الدولة، تسعى إلى فرض “إصلاحاتها” من فوق”.

واسترسل أنوزلا قائلا “بين الفريقين المتعارضين، توجد الأغلبية الصامتة من أبناء الشعب المغربي الذين تحوّلوا إلى فئران تجارب لغوية، الأجيال الحديثة منهم لا يتقنون لغة واحدة، مُّذَبْذَبِينَ بين لغاتٍ ولهجاتٍ يرطنون مفرداتها مختلطةً بلا قواعد ولا أسس”، وزاد أنه “من المؤسف جدا أنه بعد أكثر من ستين سنة على استقلال المغرب، المغربية والمغربي لا يعرفان ما هي اللغة الرسمية لبلادهما”.

وأردف الصحافي أن “الدستور يقول إنها العربية والأمازيغية، وفي المدرسة يلقنان بالعربية والفرنسية، وفي الإدارة تفرض عليهما التعامل بالفرنسية، وفي الشارع والبيت يستعملان العامية والأمازيغية، وفي مواقع التواصل الاجتماعي يستعينان بلغاتٍ هجينةٍ، لا مغربية ولا غربية ولا شرقية. لقد آن الأوان لإبعاد الخلافات السياسية والخيارات الإيديولوجية عن المناهج التعليمية، فهي التي نخرت هذه المناهج، وخربت معها مستقبل أجيال كاملة”.

“فوضى لغوية حقيقية”

ويرى أنوزلا في مقال معنون بـ”عن النقاش اللغوي في المغرب”، المنشور على موقع “العربي الجديد”، أن “خلفية هذا النقاش هي إصلاح منظومة التعليم المغربية المتعثرة منذ سنوات، والتي باتت تعرف فوضى لغوية حقيقية، أثّرت سلبا في نجاعتها وفي أدائها، فالتلميذ المغربي يجد نفسه داخل مدرسته العمومية مضطرا إلى تلقي دروسه بالعربية، بما في ذلك المواد العلمية، حتى الحصول على البكالوريا”.

وتابع المتحدث أنه “في الجامعة، أو المعاهد العليا، يطلب منه أن يتابع تلقينه في العلوم نفسها، ولكن بالفرنسية. وفي السنوات الأخيرة، سعت جهات من داخل وزارة التربية الوطنية المغربية إلى “تلهيج” بعض المقرّرات الدراسية، بإدخال مفردات من العامية المغربية إلى لغة التلقين والتدريس في المدارس العمومية، عدا عن أن الأمازيغة التي تعتبر لغة وطنية ثانية حسب الدستور المغربي باتت تدرّس في بعض المدارس العمومية، ويدافع المنافحون عنها لتصبح لغة تلقين أساسية، مثل العربية والفرنسية، تلقن بها كل المناهج، بما فيها العلمية الصرفة”.