جريدة بريس ميديا الأوروعربية للصحافة PRESS Medias Euro Arabe
المدير برهون حسن 00212661078323

تطوان الحُسن.. الأحْسَن.. الإحْسَان

مصطفى منيغ

سفير السلام العالمي

مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي في سيدني-استراليا

الحُسْنُ ليس الأََحْسَن ، الأول مَظْهَر والثاني اجتهاد بمَفُْهُومَيْهِِما جَمَعَتْهُما تطوان، لتضيف بمفهومها للحُسْنِ الإحْسَان ، وللأَحْسَنِ الإِسْتِحْسَان، بحس إلْهام الفنَّان ، المانح لمقامات الأنغام المناسبة الألحان ، إن كانت مردِّدَة ملحمة كُنْهَ خِفَّةِ تَسَلُّقِ بُنيان ، قمة جبل “دِرْسَة” وَتَد خيمة زمان، الحاضنة “حمامة بيضاء” ناشرة جناحيها منحدرا جسدها صوب ماضي ساحة “الفِدَّان”، الواهبة أرضيتها عن طيب خاطر لتشييد قصر رمز الوطن، و نسج بساط نِعَمِ استقرار شمل أحياء “العتيقة” عشيقة الإسبان ، الحالمين (عما قدموه لصيانتها بين الحين والحين) برخاء أيام مُعَطَّرَة بالتسامح المنتهي تاريخاً لا يُؤْذِي مَن غَطَّاهُما الوفاء بذكرى مَدَّت بينهما خيوط حنان، كقاعدة احترام الإنسان الأَهْلِي لأنسان غيَّبَه استرجاع الأول حقه الأَزَلِي عن نضال لم يفسد للمصير المشترك قضية أحداثها دارت بعقلية أعيان الموقَّرة تطوان ، المتربعة فوق أحاسيس “الإيبيريين” وما راق لهم من ذاك الحضور غير المُرحب به كاحتلال إلى غياب الآن، المُحَصَّن باستقلالٍ لتطوان فيه طليعة مقاومة يشهد بجسامة تضحياتها من عَمَّرَ ولا زال مرسوماً بحبر مُفعم بأصدق برهان ،  يزكيه من عَلِمَ منهم بحقائق تاريخها المرتبط (في جزء منه) بالأندلس أيام الأفراح المنقلبة بعد قرون خمسة أو ما يفوقها عَدّداًً لأشْهَرِ أحزان.

… لتطوان من عباقرة أي ميدان ، ما يكبر حجم المقال المُطعم ببلاغة الوصف لما جرى ولا  زال مُصان، ينشد موقف كاتب له في التعبير الحر المسؤول ألف عنوان وعنوان، عن مدينة علّمَته مقابلة الحُسن بفضائل الإحسان ، مذ كان يافِعا يتلقى العِلم داخل مَن تحوَّل اسمها لثانوية “جابر بن حيَّان” داخل مُجَمَّعٍ لمؤسسات تعليمية شَرَّفَت جَوْدَة البِِنْيَاتِ التحتيَّة لمرافق تربوية لقَّنت الجهات الأخرى معنى الحفاظ على حرمة التدريس بتوفير مستلزمات لا فرق بين ضرورياتها وكمالياتها ما دامت تهيئ لمستقبل دولة وأمة ، وما حي “لواضة” إلا انموذج لاكتمال رؤية تخطيط يفكر في المستقبل التعليمي بطاقات الحاضر الخارجة من ماضي حرمان مكبَّل بقيود مرحلة الاحتلال ، حيث نجد ثانوية “القاضي عياض” العمود الفقري لتخريج أفواج من أطر مسكت بجدية تدبير الأمور ومنها الإدارية ، وبالقرب منها معهد الفنون الجميلة من رسم تشكيلي ونحث فني وموسيقى على المنهج العلمي ذي المقاييس الإكاديمية العالمية ، فثانوية عائشة أم المؤمنين الخاصة بالبنات فمدرسة المعلمين ، ووسط كل ذلك مقر وزارة التعليم الموَجِّهة والمراقبة والمسؤولة المباشرة عن الدفع بالمجال لاحسن المستويات على الصعيدين الإقليمي المحلي والوطنى الشامل، وفق تنافس مقبول هدفه خدمة الوطن بتوفير كفاءات قادرة على تعويض مَن رحلوا (ساعتها) للضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط . وكأَنَّ الحي المذكور مجرد مدينة مدرسية مصغَّرة يكفي التمعن ساعة انصراف المنتمين لمؤسساسها لتعلم كم كان لتطوان السبق الحَسَن في بناء عقلية جيل ، أظهر التاريخ المختص، أنها كانت فعلاً أم حضارة ، وتفكير يرتِّب أولوياتها حسب الحاجة ممَّا أهَّلها للقب “الحمامة البيضاء” المحلقة في علياء مجد النبوغ المغربي ، وكل ما ينظر للحُسْنِ باحترام كأنه نعمة من نِعَمِ الحياة في هذه الربوع الحاضنة عزائم النساء والرجال الراغبين في الابحار بعيداً بقارب المعرفة ليرسو بين مجتمع يليق بمعانقة الشريفة تطوان عناق محبة وسلام واطمئنان .