جريدة بريس ميديا الأوروعربية للصحافة PRESS Medias Euro Arabe
المدير برهون حسن 00212661078323

المشهد السياحي بمدينة المضيق

الهضاب والسهول الشاطئية الممتدة على الطول الساحلي للبحر الأبيض المتوسط اعطت تنوعا بييئا امتزج بين الرمال والإخضرار والمياه المتدفقة من أع إلى الجبال حبب إلى الناس التقرب منها، وحط الرحال بها لقضاء فترة العمر، خلقوا محميات سكنية مرابطة بالقرب من البحر للدفاع ومراقبة الثغور واقاموا على بساط هذه السهول مراعي خضراء منتوجات ومغروسات، ومعروشات فيحاء ،جادت بخير فلاحي وحيواني كثير لبى الحاجيات، وسد الضروريات وضروريات من جاورها من القبائل والحواضر ، وموقع سهل مرتيل ورأس الطرف والمضيق والفنيدق امتداد لكل هذه المجالات الطبيعية، كان هذا في الماضي، أما اليوم فتحولت أغلب هذه السهول إلى مراكز سياحية بحرية متنوعة الأصناف ومتعددة. الدرجات منها ما هو للخاص، ومنها ما هو للعام.

في المخطط الثلاثي 1965 – 1967، اعطى المغرب امكانيات وامتيازات واسعة للمستثميرين في السياحة بالمغرب، بالنسبة للشمال كانت نواتها الأولى المركبات السياحية التي أنشئت بناحية رأس الطرف (كابو نييكرو) فظهر نادي البحر الأبيض المتوسط، المصنف ضمن سلسلة الفنادق السياحية الكبرى التي ظهرت ،باوربا، وأوطيل ياسمينة ونيكرو إلى جانب نادي هوليداي والمركب المغربي السياحي، ورستينكة ومركبات أخرى، ولكن بإنتهاء هذا المخطط الذي كان قصيرا في مدته لم يتح لباقي الاستثمارات أن تتجه إليه في صناعتها السياحية، ما فتح المجال بعد الثمينينات إلى استثمار عقاري أخر فرضه النفوذ السياسي بقوة يتعلق بمنشآت الخواص الذين تهافتوا على الأراضي المطلة على الساحل فحولوها إلى إقامات وسكنى شخصية وفيلات وشاليهات، قضت نهائيا على السياحة العمومية، فأغلقت المنافذ البحرية، وتحكم فيها الخواص تحت شعار “من يشتري يملك البحر، ومن لم يشتر لا يملكه”.

مع هذا التطور المتلاحق وازدياد عدد السكان صارت مدينة المضيق تعرف مشاريع وانجازات اتسمت بالاستثمارات العملاقة في القطاع السياحي الذي أعطى دفعة قوية لهذه المدينة في عهد الحسن الثاني ووصل ذروته في عهد الملك محمد السادس، الذي يعود إليه الفضل في اكتشاف هذه المدينة حينما كان وليا للعهد وهو في مرحلة الطفولة، والشباب. وأخيرا حينما صار ملكا ومالكا لأفئدة ساكنة الشمال خاصة وساكنة المغرب عامة.

ومن المعلوم أن القطب السياحي الساحلي لمدينة تطوان كان يشمل مدينتي مرتيل والمضيق وعايهما تعول ساكنة تطوان في الاستحمام والاستجمام، وأغلبية المستحمين منها ، ومنهم من كان يتخذ من الشواطئ الفارغة مخيمات تجمعية للإيواء لقضاء أكبر مدة من العطلة والسباحة أمام الفراغ الذي كانت تشهده هذه المناطق السياحية من وادي لو، وتمرنوت، وأمسا ، وأزلا والمضيق لغياب المنتجعات السياحية المبنية وتحولت المخيمات الشعبوية إلى بديل سرعات ما تقوى في فصل الصيف، خاصة بعد تكاثف الاقبال من ساكنة المغرب من محتلف الشرائح الاجتماعية خصوصا الفقيرة والضعيفة منها، وهو ماجعل وزارة السياحة تسارع إلى إحداث المركبات والفنادق السياحية، التي أبعدت المخيمات ومسحتها من الشواطئ وحلت محلها الاستثمارات السياحية الكبرى أمام تشجيع الشركات في الإستثمار السياحي بأفضليات وتسهيلات كبيرة من الدولة، سرعان ما عزز القطاع بالتنافس على البناء وسد الخصاص في الايواء السياحي الرفيع لمختلف الطبقات، وخصوصا بالنسبة للأجانب الذين أخذوا يتوافدون على شواطئ الشمال متجهين نحو منطقة المضيق وكدية الطيفور والرأس الأسود ورمال ريستينكا وغيرها، وكثر بناء المدن الساحلية رغم عشوائيته وبدون تصاميم هندسية ومخططات مهيكلة سرعان ما تحولت إلى مآوي للكراء أو الاقامة الدائمة كنسيج عمراني متلاصق وسريع ومضارب لمسايرة الإقبال المتزايد على البحر من الفئات العريضة من المواطنين المغاربة من مختلف المدن والبوادي تركزت أساسا في أحياء مدينة المضيق كحي البطحاء والزاوية والإستقلال، والدرادب والبوغاز والسوينية، والسكة.

وفي إتجاع تصاعدي ملفت للأنظار، تغيرت السياحة المغربية الشاطئية من بدائيتها إلى قطب سياحي كبير بمدينة المضيق ونواحيها مما يثلج الصدر، لخلق سياحة عالمية كبرى.

العنوان: تاريخ مدينة المضيق

الكاتب: النقيب محمد الحبيب الخراز

منشورات هيئة المحامين بتطوان

بريس تطوان