عدد المرشحات والمرشحين للانتخابات في وضعية إعاقة المنخرطين في عملية “مشاركة” يبلغ 52

وصل عدد المرشحات والمرشحين في وضعية إعاقة، للانتخابات التي سيعرفها المغرب يوم 08 شتنبر المقبل، المشاركين في عملية “مشاركة” حوالي 52 مرشحا ومرشحة، وذلك بمساندة من برنامج “دعم”.. الابحاث القدرات والترافع، المدعم من طرف السفارة البريطانية بالمغرب ضمن فعاليات مبادرة فضاء الناخبات والناخبين 2021 .

 

وتهدف هذه المبادرة التي أطلقها نشطاء في الحركة الحقوقية للأشخاص في وضعية إعاقة، وتنظم تحت شعار “المشاركة…حق …ماشي مزية”، إلى مرافقة المرشحين في وضعية إعاقة، للإنتخابات التي سيعرفها المغرب سنة 2021، اسهاما في الجهود المبذولة من أجل تعزيز وإذكاء الوعي بحق المشاركة السياسية للأشخاص في وضعية إعاقة.

وفي تصريح لموقع “لكم”، أوضح عبد الرحمان المودني الناشط الحقوقي في مجال الإعاقة، أن مجموعة من الجمعيات أسست عملية أسمتها “مشاركة”، وصل عدد المشاركين معنا من المرشحين في وضعية إعاقة حوالي 52، منهم 7 وكلاء لوائح انتخابية، والباقي كل واحد يتواجد في مرتبة معينة، ويوجد من بينهم عدد معتبرمن النساء، ينتمون لحوالي 15 حزبا رشح أشخاص في وضعية إعاقة.

وأضاف المودني، أن عملية “مشاركة” تتضمن مجموعة من الفقرات، منها أساسا فقرة “تقاسم”، وتتعلق بتقاسم الخبرة، مشيرا إلى أنهم نظموا مجموعة من اللقاءات التكوينية وصلت 3 حصص حتى الآن، ركزت على تقوية المهارات السياسية، مهارات الخطابة وكيفية تنظيم الحملة الانتخابية مع إعداد ملصقات خاصة بالمرشحين والمرشحات ذوي الإعاقة.

وحسب المتحدث، فإن المقصود المشاركة الكاملة الفعالة في الحياة السياسية بما فيها الترشح والإسهام في التدبير الشأن العام، معتبرا أن العملية بطبيعة الحال ستساهم في إيفاء بلادنا بالتزاماتها الدولية فيما يخص المواثيق الدولية التي وقعتها خصوصا الاتفاقية الدولية الخاصة بالأشخاص دوي الإعاقة المادة 29 التي تتحدث عن المشاركة في الحياة العامة.

حواجز العار

ولقيت مبادرة ترشح عدد من الأشخاص ذوي الإعاقة للإنتخابات المقبلة استحسانا من طرف الفاعلين والمهتمين بمجال الإعاقة، لكن في المقابل وجه بعض الفاعلين انتقادات كبيرة لما أسموه بحواجز العار، وفي هذا الصدد اعتبر حسن الزروالي رئيس “الشبكة الجهوية للتأهيل المجتمعي جهة طنجة تطوان الحسيمة”، أن وضع السيدة كريمة الحداد وهي من ذوي الإعاقة، والمعروفة بنضالاتها الكبيرة في مجال الترافع حول حقوق ذوي الإعاقة، ملف ترشيحها كوكيلة لائحة جهوية نسوية بجهة طنحة تطوان الحسيمة، تحديا كبيرا.

وأضاف الزروالي، أن الأمر يتعلق بتحدي كل الحواجز، والأدراج التي وصفها بالعار ـ في إشارة إلى عدد الأدراج التي صعدتها السيدة كريمة لتضع ملف ترشيحها لدى سلطات مدينة تطوان ـ التي تقف حجر عثرة أمام محدودي الحركة للمشاركة الكاملة في الحياة العامة والمساهمة في تدبير الشأن العام، ضدا على كل مقتضيات الاتفاقيات والتشريعات الوطنية والدولية من قبيل الاتفاقية الدولية لحقوق ذوي الإعاقة والدستور والقانون الإطار للنهوض بحقوق ذوي الإعاقة وقانون الولوجيات، معبرا عن تضامنه ودعمه لكريمة الحداد ولكل مناضلي حركة الإعاقة خصوصا والحركة الحقوقية عموما.

نموذج

“لا إعاقة مع الإرادة”، هذا هو الشعار الذي رفعه محمد سمير بروحو وهو يضع أوراق اعتماده سفيرا لحزب التقدم والاشتراكية في الانتخابات التشريعية التي سيعرفها المغرب يوم 08 شتنبر المقبل، وبذلك يكون أول مرشح من ذوي الاحتياجات الخاصة لسباق الفوز بمقعد بمجلس النواب.

وسيخوض سمير بروحو الذي سبق وأن كان رئيسا لمقاطعة السواني بطنجة، الانتخابات التشريعية (وكيل لائحة طنجة أصيلة) والجماعية (وكيل لائحة مقاطعة السواني) باسم حزب التقدم والاشتراكية، بعد أن تم سحب التزكية منه بحزب الحركة الشعبية الذي قضى فيه أزيد من 20 سنة.

“الحزب الذي ظللت وفيا له يسحب مني التزكية بعد أن منحها لي”، هكذا تحدث سمير بروحو لوسائل الإعلام، مضيفا، شاركت آمالي وطموحاتي مع عدد من المنابر الإعلامية، فوصل صداها لكل ربوع وطننا الحبيب، لكن للأسف، وبعد أن تم منحي التزكية من طرف حزبي الذي ظللت وفيا له لعقود (الحركة الشعبية)، تم سحبها مني مرة أخرى لأسباب يطول شرحها.

وقال مرشح حزب الكتاب، شخصيا، تقبلت قرار الحزب، وظللت وفيا له حتى آخر لحظة، لكن الأمر الآن لم يعد يتعلق بي فقط، بل بالتزامي الدائم تجاه مدينتي ووطني، إضافة إلى الرسالة الثقيلة والأمانة التي أصبح عليّ أن أحملها على عاتقي، حيث أصبحت الآن حاملا لصوت كل من يشاركني هموم هذه الشريحة المهمة في المجتمع المغربي من ذوي الإعاقة ولو اقتضى الأمر اختيار لون سياسي مغاير والانتماء إلى جبهة سياسية أخرى، المهم أن تكون مستعدة لمساعدتي في تحمل هذه الرسالة، وأن تؤمن بقناعاتي وعلى رأسها خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة.

من أجل ذوي الإعاقة

ويقول بروحو أنه سعيد بهذه التجربة السياسية الجديدة التي ستمنحني هامشا أكبر من أجل خدمة هذه المدينة الغالية على قلوبنا، وكذا من أجل فئة ذوي الإعاقة التي عاهدت نفسي بأن أكون صوتها من الآن فصاعدا.

ويضيف سمير، أنه سعيد جدا لأن تحركي ونضالي من أجل إدماج الأشخاص في وضعية إعاقة في الحركية السياسية، وخصوصا ترشيحهم لاستحقاقات شتنبر الانتخابية، قد آتى أكله وأصبحت أرى نشاطات وتحركات كثيرة من أجل إدماج هذه الفئة في الحياة السياسية.

وكان سمير بروحو قد فقد رجله بسبب داء السكري، إلا أن هذا الحدث لم يمنعه من خوض الانتخابات المقبلة، رغم أن طنجة تعتبر من الدوائر الصعبة بالنظر لتواجد أسماء لها تاريخ في الفوز بمقاعد طنجة البرلمانية أو الجماعية، مؤكدا استعداده الدفاع من داخل البرلمان عن الملف الحقوقي الخاص بالأشخاص من ذوي الإعاقة.