تعاني ساكنة حي أم كلثوم وحي الضريوات بمرتيل وسكان حي السواني بتطوان منذ مدة ليست بالقصيرة من انبعاث روائح كريهة لا تطاق من المنطقة الصناعية المجاورة لها والواقعة في تراب عمالة تطوان. وهذه الروائح مصدرها عدد من المصانع بهذه المنطقة الصناعية التي تقذف بغازات سامة ودخان ملوث كلها مضرة للصحة ناجمة عن طرق التصنيع في معالجة الأسماك للتصبير كما هو الحال بمعمل (Cumarex)أو إنتاج مواد التجميل باستعمال أشلاء السمك المعالج (Bluewave) وكذلك حرق مخلفات المواد المستعملة في صنع شيبس (Fritosa)بالإضافة إلى إطلاق مياه عادمة محملة بمواد عضوية تتسبب في انسداد مجاري الصرف الصحي وانتشارها على جنبات الواد المجاور للمنطقة وللسكان وانسيابها أحيانا في الأيام الممطرة عبر قنوات شبه عارية حتى واد مرتيل ومن تم إلى البحر مرورا بالتجمع السكني التنمية المقابل لتجزئة أم كلثوم. إن هذه الروائح كريهة ونتنة شبيهة بروائح الجثث المتعفنة وتصدر غالبا بالليل ما يتسبب في إزعاج السكان المجاورين والذين يقدر عدهم بالآلاف والعيش في حالة حجر مفروض بصفة دائمة علاوة على تعريضهم للإصابة بأمراض جلدية وتنفسية ونفسية كما صرح بذلك عدد من السكان المتضررين. وفي آخر تحرك لهم (يونيو 2020) وجه ممثلو السكان عبر جمعياتهم (4 جمعيات) مراسلة مشتركة إلى كل من السيد عامل إقليم تطوان والسيد رئيس جماعة تطوان يطالبون فيها بالتدخل العاجل لرفع هذه الأضرار وزجر هذه المخالفات التي يعاقب عليها القانون وإلزام المصانع الملوثة باحترام شروط السلامة الصحية (مثل اقتناء التجهيزات الخاصة بتصفية الغازات الملوثة والخاصة بمعالجة المياه العادمة وإيقاف عمليات إحراق المخلفات). والمثير تحركات مماثلة (عرائض ومراسلات) سبق أن قامت بها هذه الجمعيات منذ سنوات وحلت لجان تقصي لمعاينة المشكل وحررت محاضر إلا أن الوضع لم يتغير والمعاناة لا تزال مستمرة.