جريدة بريس ميديا الأوروعربية للصحافة PRESS Medias Euro Arabe
المدير برهون حسن 00212661078323

جماعة “العدل والإحسان”: الأمل في الحكام العرب إزاء القضية الفلسطينية معدوم والمقاومة قدمت دروسا في الشجاعة والتضحية

أشاد محمد عبادي، الأمين العام لجماعة “العدل والإحسان” بالمقاومتين الفلسطينية واللبنانية، معتبرا أنها ضربت أروع الأمثلة في الشجاعة والتضحية والفداء والتحمل والثبات.

وأشار عبادي في كلمة له بمناسبة مرور سنة على عملية “طوفان الأقصى” أن دروس المقاومة ستلقن للأجيال جيلا بعد جيل، لأنها العدو في مقتل، “فهو اليوم ينتفض انتفاضة المذبوح، وطوفانها سيغرق سفينته عاجلا أم عاجلا، فسنة الله ماضية في القوم الظالمين، والظلم مؤذن بالخراب كما قال ابن خلدون”.

وأكد أن طوفان الأقصى جيّش مشاعر حماة “إسرائيل” وحلفائها، فهبوا منذ اليوم الأول لنجدتها، وفتحوا أمامها خزائن أسلحتهم، وخزائن أموالهم، وأعانوهم بخبرائهم، وعطلوا ويعطلون قرارات الأمم المتحدة التي تدينها، معتبرين أن ما تقوم به إسرائيل من إبادة جماعية في فلسطين ولبنان هو دفاع عن النفس، وما يقوم به المجاهدون من جهاد الدفع إرهاب وعدوان.

وتساءل متى تستيقظ مشاعر المليار والنصف من المسلمين ليلبوا استغاثة أطفال غزة ولبنان ونسائها وشيوخها وهم ينادون صباح مساء: أين أنتم يا مسلمون؟ أين أنتم يا عرب؟ أين المنظمات الحقوقية؟ أين الأمم المتحدة؟ فهل صمت آذاننا عن سماع صرخاتهم وآهاتهم؟ وهل عميت أعيننا عن رؤية الأشلاء الممزقة والجثث المفحمة التي تعرضها علينا القنوات الفضائية كل يوم؟.

وشدد عبادي على أن الأمل في الحكام معدوم أو شبه معدوم، فهم يوالون الصهاينة إما سرا وإما علانية، ومن لم يفعل فهو في حذر شديد من أن تشمّ منه رائحة التعاطف مع إخوانه فيزحزح عن كرسيه، فلو كان في قلوبهم غيرة على إخوانهم، لقطعوا الصلة بإسرائيل، ولقالوا بلسان واحد لحماتها: إن نفطنا وأسواقنا وطرقنا وسلعنا محرمة عليكم، وسلعكم محرمة علينا حتى توقفوا دعمكم لعدونا.

واعتبر أن “الجيوش العربية أعدت وجهزت لقمع انتفاضة الشعوب، والاستعداد للانقضاض على بعضها البعض، ليس دفاعا عن أوطان، ولكن دفاعا عمن يجثم على هذه الأوطان، أما الشعوب المغلوبة على أمرها فأغلبها لا يبالي بما يحدث، فهو يلهث وراء لقمة العيش، أو هو مخدر بالمهرجانات وحفلات الرقص، وبمتابعة المقابلات الكروية إلا من رحم الله”.

وانتقد عبادي الأصوات التي تلقي اللوم على المقاومين، وتتهمهم بأنهم هم السبب في محنة غزة ولبنان، إذ ما كان عليهم أن يناوشوا إسرائيل وعدتهم لا تتكافأ مع عدة العدو، مشيرا أن هذا المنطق لو عمل به من احتلت أرضه ما تحرر بلد من البلدان، ولظل الاستكبار العالمي جاثما على الجزائر وأفغانستان وفيتنام وغيرها من البلدان، ولكنهم قدموا آلاف الضحايا والشهداء، فاندحر العدو، وانفلتوا من قبضته.

وحذر من إثارة الخلافات المذهبية والطائفية، موضحا أن “المعول عليه في النصرة بعد الله تعالى ليس من ذُكر من الحكام والجيوش، وإنما من انحاز إلى تيار المقاومة من علماء ودعاة ومفكرين، وجهدهم وجهادهم في إصدار الفتاوى المتتالية، والبيانات المستنهِضة. وعقد المؤتمرات والندوات لتوعية الأمة لم تعد كافية لتحريض الأمة على مقاومة العدوان، فالمطلوب من العلماء والدعاة النزول إلى الميادين لتربية الأمة وتوعيتها، وتقدم صفوفها لمقارعة الظلم وإصلاح المجتمع، وهذا هو البرهان العملي الذي تزكون به أقوالكم، وعندئذ فقط ستجدون وراءكم الشعوب تردد هتافاتكم وشعاراتكم”.