جريدة بريس ميديا الأوروعربية للصحافة PRESS Medias Euro Arabe
المدير برهون حسن 00212661078323

المغاربة يقولون كلمتهم: الشعب يريد إسقاط التطبيع

للمرة الثانية على التوالي خلال عام واحد يحمل المغاربة شعاراتهم إلى العاصمة الرباط للمطالبة بوقف التطبيع، وإلغاء كل الاتفاقات التي أبرمها المغرب مع إسرائيل منذ استئناف علاقات التطبيع مع الكيان الصهيوني عام 2021.

مسيرة الرباط الحاشدة التي عرفت مشاركة الآلاف من المغاربة جاؤوا من عدة مناطق من المغرب، ومن عدة شرائح اجتماعية وتعبيرات سياسية، حملت رسالة واحدة إلى صاحب القرار في المغرب بـأن الشعب المغربي الذي لم تتوقف مظاهراته ومسيراته طيلة عام كامل من التضامن مع الشعب الفلسطيني، يريد وقف التطبيع وفورا.

مناسبة هذه المسيرة التي دعت إليها عدة تعبيرات سياسية ومجتمعية، واستجابت لها شرائح مختلفة من أفراد الشعب المغربي جاءت للتعبير عن غضب أغلبية المغاربة من استمرار حفاظ الرباط على علاقاتها التطبيعية مع تل أبيب، بالرغم من الجرائم التي ينفذها جيشها يوميا ضد الفلسطينيين ومؤخرا وسعها لتشمل اللبنانيين ويهدد بأن تصل نيرانها إلى أكثر من دولة في المنطقة تعارض المشروع الصهيوني في الشرق الأوسط الكبير.

لقد أدى عام كامل من العدوان الإسرائيلي على سكان غزة إلى مأساة إنسانية خلفت حتى الآن أكثر من 42 ألف شهيد وأكثر من 109 آلاف جريح في غزة وحدها، أغلبهم من الأطفال والنساء والمدنيين العزل الأبرياء، وهي جرائم ترقى إلى حرب إبادة جماعية مازال العالم الغربي، والآليات الحقوقية والقضائية والقانونية الدولية تتلكأ في تصنيفها أفعالا إجرامية تستوجب المحاسبة والعقاب، وتتطلب موقفا دوليا جماعيا حاسما لوقفها فورا.

ونتيجة لهذه الحرب الإجرامية التي دمرت مدن قطاع غزة، وتقوم الآن بتدمير دولة لبنان، وتقصف اليمن وسوريا، وتهدد بشن حرب شاملة تطال جميع دول المنطقة، أصبح يٌطرح على الدول التي تٌطبّع علاقاتها مع هذا الكيان التوسعي، ومن بينها المغرب، سؤال أخلاقي كبير حول استمرار علاقاتها مع كيان مجرم يقتل الأطفال والنساء ويدمر المستشفيات والمدارس ودور العبادة، في حرب انتقامية يبحث لها عن مسوغاتها في تراثه التوراتي الأسطوري الخرافي. هل يشرف اليوم المغرب، بلد يرأس ملكه محمد السادس لجنة القدس، ويشهد تاريخ شعبه بوقوفه دائما إلى جانب القضايا العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي تعتبر في المغرب قضية وطنية، أن يستمر في ربط علاقاته مع دولة صنيعة الغرب الإمبريالي، يوجد على رأسها مجرمون نازيون فاشيون عنصريون متعصبون ومتطرفون؟

لقد أتبث الكيان الصهيوني عبر تاريخ دولته التي صنعت في مختبرات الإمبريالية العالمية قبل أن تزرع في أرض فلسطين التاريخية، بأن هذا الكيان لا حلفاء ولا أصدقاء له، بما فيهم حتى أولئك الذين صنعوه، ففي العقيدة الصهيونية لا وجود للحلفاء وإنما للعملاء الذين يتم تغييرهم عندما تنتهي صلاحياتهم عنده، وعندنا أدلة شاهدة حية اليوم على هذا التعامل الاستعلائي الصهيوني مع حلفائه، عفوا عملائه، سواء كانوا بمرتبة رؤساء دول حليفة مثل الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي يتعمد زعيم العصابة الصهيونية، بنيامين نتنياهو إهانته يوميا أمام العالم، وآخر إهانة صادرة عن زعيم هذه العصابة هو موقفه المهين لشخصية الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون، عندما طالب بخجل وبعد دعمه طيلة عام للجرائم الصهيونية في فلسطين، بوقف إرسال السلاح إلى إسرائيل، فجاءه الرد موبخا ومهينا اضطره إلى بلع ريقه وسحب تصريحه بتصريحات وبيانات تشدد على الدعم الفرنسي المستمر لحماية الكيان والدفاع عن وجوده، وبالرغم من ذلك لم يشفع له موقفه “المعتذر” و”المذل” من تهديد وووعيد نتنياهو الذي توعده بأن يلاحقه “العار” وفي هذا التهديد أكثر من إشارة على ما ينتظره من انتقام صهيوني لن يغفر له خروجه عن النص والخط المرسومين له ولدولته!

لقد قال الشعب المغربي كلمته للمرة الألف، وعبر عن رفضه للتطبيع منذ اليوم الأول الذي شهد استئناف العلاقات مع إسرائيل، وكسر حاجز الصمت مرارا وتكرارا مع كل مجزرة أو اغتيال يرتكبه الكيان الصهيوني، من خلال مسيراته الشعبية والتلقائية في كل ربوع المغرب في قراه ومدنه وجباله وصحاريه،  والكرة الآن في ملعب المغرب الرسمي للإستجابة لمطالب شعبه، ولترجمة تصريحاته الدبلوماسية التي تعتبر القضية الفلسطينة قضية وطنية، فعلا وقولا بإعلان فصل كل ارتباطاته بكيان استعماري مجرم، وإغلاق مكتب الاتصال الصهيوني، وتسجيل موقف تاريخي يحسب له في الجانب الصحيح من التاريخ.