المدير برهون حسن 00212661078323
قال محمد الناجي، الكاتب والباحث الأنثروبولوجي إن الحكومة الحالية، التي يترأسها عزيز أخنوش، “هي عبارة عن رجال أعمال يشتغلون في الوزارات مثل ما يشتغلون في شركاتهم”.
وأضاف الناجي، في حديث مصور مع موقع “لكم”، إن الحكومة الجالية ليس لها أو مشروع أو رؤية،في مرحلة تتطلب من المغرب أن تكون رؤية ووضوح في ظل التطورات العالمية الحالية”.
وأوضح الناجي” ليس لدي مشكل أن يكون رجال أعمال أو حتى رجال دين في الحكومة، المشكل هو الفراغ الموجود، في المرحلة السابقة كان هناك خطاب ولو أنه ديني، لكن لم يكن هناك مشروع واضح ومتكامل، ولم يكن هناك عمق في التفكير، والآن تعمقت هذه الأزمة أكثر، فالمخيف أكثر هو أننا لا نعرف إلى أين نسير، ليست هناك معالم طريق واضحة..”
وزاد الناجي موضحا فكرته إن”الخريطة السياسية في المغرب لا تواكب التطورات الاجتماعية، فالمجتمع تطور من الناحية الثقافية ومن الناحية الديمغرافية لكن من الناحية السياسية يظل الأفق غير واضح”.
وقال الناجي إن الافتقاد إلى المشروع والرؤية ميز حتى بتجربة حكومة التناوب التي قادها الاشتراكي عبد الرحمن اليوسفي، مشيرا أنه بالرغم من مراهنة المغاربة عليها، لكن ظهر أنه لم يكن لديها مشروع سياسي واضح ومتكامل يمكن أن يساهم في تقدم الأوضاع في المغرب.
وبالنسبة لتجربة حكومة حزب العدالة والتنمية أوضح الناجي أن هذا الأخير”رغم أنه حزب إسلامي، بنى عليه الناس الكثير من الآمال وصوت عليه ناس لا علاقة لهم بمرجعيته..لأنه كان حزبا جديدا وانبثق من أوساط شعبية واعتقد الناس أنه يمكن أن يعمق الديمقراطية .. فكانت النتيجة هي هذا الإحباط”،
أما بخصوص الحكومة الحالية، يقول الناجي إنها “تثير القلق بسكوتها، وهذا السكوت هو أحسن تعبير عن عدم وجود مشروع في المغرب وعن ضعف النخبة ، وهوأمر ليست له أسباب سياسية بل أسباب متعلقة بمستوى التكوين..”، ويظل المشكل في نظره هو عدم وجود “نخبة قوية ذات مشروع منطلق من الواقع المغربي ومن إكراهاته، وهذا مشكل النخبة عامة، وليس فقط النخبة اليسارية .. المطلوب هو أن تكون هناك نخبة، حتى وإن كانت لها تطلعات مختلفة، أن تكون حاملة لفكر قوي يتسم بعمق التحليل.. وهذا غير موجود”.
وفي تشخيصه لحالة الغموض التي يمر بها المغرب، يتساءل الناجي حول مسألة ” اتخاذ القرار ومن يتخذه، هل هناك دواليب دولة متكاملة تتخذ القرار ..؟ “، موضحا أن عدم الوضوح يتجلى أثناء “اتخاذ قرارات صغيرة، مثلا في قضية فتح أو إغلاق الحدود..ما يؤكد عدم وجود تكامل بين مراكز القرار، بحيث لا نعرف كيف يتم اتخاذ القرار، وهو أمر يعود لنفس المشكل: غياب نخبة لها فكر ورؤية واضحتين”.
من جهة أخرى يسجل الناجي أنه على خلاف سنوات الرصاص، حيث كان هناك غياب لحرية التعبير السياسي، فإن المفارقة أنه الوقت الذي نتوفر فيه اليوم على هامش لهذه الحرية انخفض مستوى التعبير. وهو ما يعزوه الناجي إلى ضعف مستوى جودة التكوين في الجامعات والمدراس.