تعيش الجارة الجنوبية موريتانيا على وقع احتجاجات كبيرة، في مدينة ركيز جنوب شرق العاصمة نواكشوط، بدأت بسبب ضعف الخدمات المقدمة، وتطورت إلى شغب، وإضرام نار في بيوت مسؤولين، وتحولت إلى حملة اعتقالات واسعة لا تزال مستمرة.
وبدأت شرارة الاحتجاجات، صباح أول أمس الأربعاء، بسبب انقطاعات الكهرباء، حيث حمل المتظاهرون شعارات غاضبة من الحكومة، واحتجوا على تردي الخدمات المقدمة للساكنة، قبل أن ينتقلوا إلى مقر شركتي الكهرباء والماء، ويعرضوهما للتخريب، في أعمال حلفت إصابة أحد الإداريين أثناء الأحداث.
وأوقفت الشرطة الموريتانية، حسب وكالة “الأخبار” المستقلة، نحو 50 شخصا من بينهم بعض المشاركين في الاحتجاجات، التي عرفتها المدينة، وبعض من اعتبرتهم الجهات الأمنية محرضين على الاحتجاجات.
ولا تزال شرارة الاحتجاجات متواصلة، بينما نقلت السلطات الأمنية في ولاية الترارزة، اليوم الجمعة، عشرات الموقوفين في مدينة الركيز إلى مدينة روصو عاصمة الولاية، لاستكمال التحقيق معهم، قبل إحالتهم إلى النيابة العامة.
وتم تحويل الموقوفين عقب وصول تعزيزات أمنية إلى الركيز، أمس الخميس، بعد نحو 24 ساعة من الاحتجاجات، التي عرفتها المدينة، فيما تولت شرطة مكافحة الشغب توقيف عشرات الموقوفين منذ أول أمس.
الداخلية الموريتانية اتهمت المحتجين بالتخريب، ومن أجل معاينة دقيقة للأوضاع هناك، أعلنت الجهة الحكومية عن وصول قادة أمنيين، وقادة الأجهزة العسكرية في الولاية إلى اركيز، وتم الشروع في تحقيق ميداني لمعرفة ملابسات الأحداث، والجهات، التي تقف وراءها.
وقالت وزارة الداخلية، واللامركزية، في بيان، أن السلطات ستحقق بخصوص الأحداث المسجلة، وسيتم اعتقال، ومحاسبة كل الضالعين فيها من قريب، أو بعيد، طبقًا للنظم، والقوانين المعمول بها، مشددة على أن الدولة “لن تتردد في معاقبة كل من تسول له نفسه الإخلال بالأمن والسكينة العامين”.
يذكر أن انقطاعات الماء والكهرباء في موريتانيا لا تعاني منها أرميز وحدها، بل هي ظاهرة عامة، تمس عددا كبيرا من المدن، حتى العاصمة نواكشوط، حيث تسجل عدد من أحيائها انقطاع الماء لمدد طويلة.