الأوروعربية للصحافة

هل تحب أن تكون شرطيا ؟

كتب :يوسف بلحسن
لا أعتقد ان لي القدرة على تحمل عبىء مهنة “الشرطة ” أنا الذي زاولت مهنا وهوايات عديدة.؛وخضت في مشاكل الحياة الخطيرة سواء. منها السياسية( أيام كنت لا ازال أحلم بالتغيير الجدري او النوعي قبل ان انسحب بهدوء).او الثقافية أو الرياضية (ومن يعتقد ان عالم الرياضة سهل وجميل فهو خاطىء)او النقابية (وفيها تلمس معنى الإصطدام المباشر /الانتحاري ) او الجمعوية ويا لهول. وقلة الفعل الجمعوي الهادف وووغيرها …
لا أعتقد أن لي تلك القدرة لتحمل كم الضغط النفسي الذي يعيشه رجل الشرطة. بمختلف درجاته طيلة ساعات عمله الغير المحددة أصلا. ولا مكانا
تواجدي داخل مدينة صغيرة مند أيام كنا نعرف بعضنا البعض بالاسم واحدا واحدا كان يضعنا بين الفينة و الأخرى داخل المخفر.. شفاعة لهذا أوراق إدارية لهذا .وساطة لآخر. …تلك الأمور التي يقوم بها عادة عدد من الناس. فقط لأنها تسعدهم.
لكن المدينة تتوغل. تكبر. بالسنين وتكبر معها المشاكل وتصبح عملية الولوج إلى المخفر. ليس كالسابق …هناك اليوم حركة كبيرة. بل أكبر مما تتصورها أنت القارىء لتغريدتي هاته . هناك كم من المشاكل لا يمكن تصورها وبعضها لا يخطر على البال .
وهناك ضغط نفسي رهيب .رهيب لا أعتقد ان من يعيشه يوميا من موظفين يمكنهم أن يسلموا من تبعات نفسية… لا يمكن .!!
هل جربت يوما ان تعيش تجربة ملاحظة عمل الشرطة ليلا ..انه شبيه بألم الاسنان حين “يتقوى عليك ” في ساعات الوحدانية حيث الأطباء نائمون وحيث صدمات العرق المسوس تحدث ألم طلقة الرصاصة في الرأس.
حاول ان تخوض تجربة الملاحظة او أن تصاحب دورية ليلية في الأيام العادية. أما في حالات الطوارئ فتلك معضلة لا سبيل لفهمها…
في مدينة كبيرة؛كانت صغيرة الى أمد قريب ؛.لا يزال الناس يعتقدون أن لهم سلطة “الحرية “حتى في عز المنع..هو إحساس خطير. بامتلاك “الحق” في لحظات “اللاحق “.
ستقف مشدوها لنوعية المصاىب التي لا تتوقف طيلة الليل وستذهل “لقوة الناس” على افتعال مشاكل على أقل نرفزة ثم حملها الى المخفر. ليلا ..المهم. هو ان إحداث حدث تسجيل محضر وصراخ ونرفزة ….
والمعضلة بالنسبة للشرطي هي أن يمزج بين ضبط الوضع عندما تفلت خيوط الاحترام بين الأطراف ثم ان يقوم بمهنة البحث والكتابة وتقديم المقال ..والأجمل هو انه بعد هذا الطبخ كله ياتي القوم غدا ليقدموا تنازلا لبعضهم. يعني كل ذاك الصراخ ليلا كان فقط مضيعة للوقت والاعصاب…
هل ممكن ان أتصور. انسانا (قبل ان يكون موظفا )قادرا على ضبط نفسه وسط هذه الاعاصير. على طول الخط؟طبعا لا. وإلا. لعد ملاكا ..ولكن الجميل. وأتحدث عن تجاربي في مدينتي الصغيرة /,الكبيرة. هو ان معدل الايجابيات يفوق السلبيات بشكل واضح وان نوعية العلاقة التي. تربط الموظف /الشرطي. بالمواطن/المخطىء أو المصيب. تطبعها الثقة في العمل/ الوظيفة الأمنية ..
لهذا. يبدو عاديا. ان تسمع. المواطن هنا وهو مار في الشارع العام يمزح مع الموظف/الشرطي. بشكل تلقائي.
وان تلقى المسؤول الأمني يقف بشكل دوري مع هذا ويحدث ذاك ويوبخ أولئك الشباب على تهورهم
والاهم ان تعيش سلما اجتماعيا رغم. الظروف والظرفية…
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.