الأوروعربية للصحافة

سويسا: خطأ حكومة نتنياهو فادح .. وملك المغرب يحظى باحترام عالمي

حسن الركاز من هولندا

بعد طرد فلسطينيين أبرياء من منازلهم وتعويضهم بمستوطنين يهود، اشتعلت نيران الصراع التي وصل لهيبها دول العالم، وبالتحديد مملكة هولندا حيث تضامن العديد من المغاربة المقيمين بها مع الشعب الفلسطيني.

هذا التضامن الذي عبر عنه أيضا مشاهير من بينهم اللاعبان الدوليان المغربيان بنادي “أياكس أمستردام”، خلف العديد من الانتقادات من طرف جمهور هذا النادي العريق الذي طالب بمعاقبة اللاعبين المغربيين، ومنه من طالب بطردهم من النادي، كما قام مجهولون بتهديد لاعبين من أصول إسرائيلية يلعبون بفرق هولندية.

في هذا الحوار الذي خصت به جريدة هسبريس الإلكترونية، تتحدث شانتال سويسا، رئيسة لجنة الحوار لليهود الليبراليين بأمستردام نائبة رئيس مؤسسة اليهود والمسلمين بهولندا، عن رؤيتها للأحداث الدائرة في فلسطين، وعن الحلول الممكنة لتجاوز الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والدور الذي يمكن أن يلعبه المغرب لإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط، وكذا علاقة المغرب باليهود.

من هي شانتال سويسا وما هو مجال اشتغالها؟

بداية أرحب بجريدة هسبريس. أنا سعيدة باستضافتكم في بيتي رغم أنني رفضت التحدث إلى الصحافة طيلة الأسبوع الجاري نظرا لحساسية الموضوع (الوضع القائم حاليا في فلسطين).

أنا رئيسة لجنة الحوار لليهود الليبراليين بأمستردام ونائبة رئيس منتدى اليهود والمسلمين بهولندا.

هل أنت متخوفة من تفاقم الأوضاع بالشرق الأوسط وتأثير الصراع هناك على علاقة المسلمين باليهود في هولندا؟ وما هو دور مؤسستكم في هذا الإطار؟

بالطبع، هناك قلق وترقب من الجانبين، الجانب اليهودي والجانب المسلم؛ نحن عشنا مثل هذه الأوضاع أثناء اندلاع حرب الخليج.

كما تعرف، نحن لدينا علاقات طيبة مع اليهود والمسلمين هنا بهولندا.

هل سبق لكم أن قمتم بتدخلات من هذا النوع؟

نعم، في بداية شهر رمضان، تم إحراق أحد المساجد في طور البناء هنا بهولندا، بعد ذلك تلقى أحد المساجد تهديدات من قبل عنصريين، وقد عقدنا اجتماعا طارئا فيما بيننا، كما راسلنا وزير العدل.

الهجوم على المسجد يعتبر بالنسبة إلينا كالهجوم على معبد يهودي.

هل سمعت بمشكل اللاعبين المغربيين اللذين يلعبان لنادي أياكس أمستردام؟

نعم، سمعت بذلك. هذا بالنسبة لي شيء عادي، ربما هذا راجع لكون نادي أياكس معروف بنادي اليهود، لأن مدينة أمستردام يقطنها عدد كبير من اليهود وبعض المشجعين يحملون علم إسرائيل ويهتفون باسم اليهود عند كل مقابلة لناديهم.

ما رأيك بشأن التطورات الأخيرة للصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين؟

لا أحد يقبل الحرب. أنا لم أنم ليلة البارحة، كنت جد متوترة، لدي عائلتي في إسرائيل ترشق بصواريخ حماس، كما أن لدي أصدقاء فلسطينيين يتم قصفهم بالطائرات الحربية الإسرائيلية.

من بين الضحايا عدد كبير من الأطفال الفلسطينيين الأبرياء، ألا ترين أن هذا يعتبر إرهاب دولة على الأطفال الصغار؟

أكيد، هناك قتلى من الأطفال الصغار، وهذا شيء مرفوض تماما، أنا ضد قتل الأطفال، سواء من اليهود أم من الفلسطينيين.

ألا ترين أن إقدام إسرائيل على إفراغ فلسطينيين من بيوتهم وتعويضهم بمستوطنين إسرائيليين كان عملا متهورا؟

أنا متفقة معك مئة في المئة. الوقت ليس مناسبا تماما للقيام بأعمال من هذا القبيل ومهاجمة مصليين أبرياء بالأقصى في الوقت الذي ترغب فيه إسرائيل في تطبيع علاقتها مع دول أخرى عربية ومسلمة. هذا خطأ فادح ارتكبته حكومة نتنياهو.

قلت إن الوقت غير مناسب، هل معنى هذا أن بإمكان إسرائيل القيام بمثل هذه الأفعال بعد التطبيع؟

لا أبدا، نحن لا نريد الحرب، سواء قبل التطبيع أو بعده، نحن نريد السلم والسلام مع المسلمين. وخير مثال المغرب، انظر كيف عاش اليهود والمسلمون جنبا إلى جنب بفضل المغفور له جلالة الملك محمد الخامس.

تحدثت عن اليهود في عهد الملك محمد الخامس، ماذا يمكن لك أن تقولي لنا عن ذاك العصر؟

محمد الخامس كان صديقا لليهود، اعتبر اليهود آنذاك رعاياه وحظوا باحترام وتقدير من طرفه ومن طرف الملك الراحل الحسن الثاني بعد ذلك.

الملك محمد الخامس رفض التوقيع على مرسوم “فيتشي” لترحيل اليهود إلى أوروبا أيام النازية، وحرص على حمايتهم كرعاياه.

كما حظوا كذلك باحترام من طرف جلالة الملك الحسن الثاني، واليوم يحظون باحترام كبير من طرف جلالة الملك محمد السادس، حيث أعطى جلالته عناية خاصة لإحياء التراث اليهودي المغربي، من خلال تدشينه لبيت الذاكرة بمدينة الصويرة.

كيف يمكن للمغرب المساهمة في إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني؟

لا شك في أن ملك المغرب يحظى باحترام كبير من طرف كبار قادة العالم، مثل الرئيس الأمريكي ورؤساء دول أخرى أوروبية وعربية، والاحترام الذي يكنه له اليهود في كل العالم، وبكونه رئيس لجنة القدس. (وهي كلها عوامل) تجعل ملك المغرب هو الشخص المناسب لقيادة مساعي لإنهاء هذه الحرب، وبلا شك هو في اتصال دائم ومباشر مع قادة دول العالم المعنيين بالأمر لإنهاء هذا التصعيد.

هل تودين إضافة كلمة أخيرة؟

شكرا. أود أن أغتنم الفرصة لكي أتقدم بتهاني العيد لكل الأمة الإسلامية، وبالخصوص المغربية، لكون والد زوجي مغربيا من مدينة الدار البيضاء.

أنا أحب المغرب والمغاربة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.