جريدة بريس ميديا الأوروعربية للصحافة PRESS Medias Euro Arabe
المدير برهون حسن 00212661078323

الأشعري: “طوفان الأقصى” وجه ضربة موجعة لاستراتيجية التطبيع وأكد أن المقاومة ممكنة في كل وقت

قال محمد الأشعري الأديب ووزير الثقافة الأسبق إن طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الماضي شكل صدمة للجميع، لأننا كنا في غمرة يأس قاتل، ونشيع بنظراتنا جثمان القضية الفلسطينية، خاصة بعدما عاشته القضية مؤخرا من تآمر سياسي وميز عنصري وتهجير وملاحقات واعتداءات واعتقالات واختطافات طالت الشباب الفلسطيني في كل فلسطين، وسط صمت مطبق للعالم وللإخوة على حد سواء.

 

وأكد الأشعري خلال ندوة نظمها مساء أمس السبت منتدى المتوسط للتبادل والحوار بالمكتبة الوطنية بالرباط أن الحقيقة البارزة والأساسية من معركة طوفان الأقصى هي أن المقاومة ليست فقط ضرورية وقضية حياة أو موت بالنسبة للفلسطينيين، بل إنها ممكنة حتى بفاعل صغير وإمكانات شبه منعدمة، ومؤثرة وقادرة على زعزعة أقوى كيان في منطقة الشرق العربي، وأن تجرحه في كيانه وفي أسطورته المؤسسة.

وأضاف “اليوم علينا أن نؤمن أن هذه المقاومة التي جعلها هؤلاء ممكنة اليوم، ممكنة غدا وبعد غد وفي كل وقت.. ومن يلوح أن نهاية القضية سيكون بإقبار حماس في غزة واهم، لأن حماس أصبحت في كل جسد فلسطين”.

ونبه الأشعري إلى أن الحقيقة الأخرى التي كشفها 7 أكتوبر هي أن القضية الفلسطينية لا يمكن إخمادها لا بالعنف ولا بالبدائل المزيفة.

واعتبر الوزير المغربي الأسبق أن الضربة الموجعة في هذا الإطار وجهت لاستراتيجية التطبيع، حيث من الممكن أن يبقى التطبيع مسألة ثنائية بين بعض الدول العربية وإسرائيل، ولكن التطبيع كمسألة استراتيجية إسرائيلية سقط يوم 7 كتوبر ولن يعود أبدا.

وفي هذا الصدد، أوضح أن إسرائيل التي كانت تحاول مع أمريكان أن تجعل من الكيان دولة طبيعية في جوار طبيعي انتهت، وما حدث في غزة جعل أفق التطبيع الاستراتيجي مستحيلا، لأن حجم الكراهية التي خلفتها الفظائع في غزة لن يسمح أبدا بأي تعايش.

وشدد الأشعري على أنه لا حق لأحد أن يفرض على مقاومة أشعلت فتيل هذا النضال الكبير وغدته بدمائها أن يملي عليها ما ستفعله غدا بمستقبل غزة أو أن يفرض عليها خريطة طريق لما بعد الإبادة الجماعية التي تعرض لها الفلسطينيون.

وأبرز المتحدث ضرورة أن تبني كل الفصائل المقاومة قوة ما بعد المذبحة، لأن القوة التي ينبغي أن تدبر المستقبل لا ينبغي أن تكون ضعيفة ولا مشتتة ولا مجزأة.

ودعا الأشعري إلى عدم التوقف عن فضح فظاعات إسرائيل في غزة وأن يكون ذلك عملا يوميا في كل الوسائل والمنابر الممكنة، مع عدم التوقف عن مخاطبة الرأي العام العالمي ووخز ضميره بهذه الجريمة التي كان العالم الغربي ضالعا فيها لأبعد الحدود.

وانتقد الوزير الأسبق تكتل وسائل الإعلام الغربية في نغمة تشجيع إسرائيل في الدفاع عن نفسها وإنكار أن حماس حركة مقاومة، وأضاف “هذا الذي حدث خلف شرخا عميقا بيننا وبين أوروبا، خصوصا بيننا نحن الذين كنا لنصف قرن نحاول أن نقنع مجتمعاتنا أن القيم الكونية التي أنتجها الغرب هي مفتاح حداثتنا وديمقراطيتنا.. لكننا رأينا كيف أن هذا الصرح الذي دافعنا عنه، تهوى أمام أعيننا بعد الانتصار الأعمى لكيان ظالم، وهذا الأمر يجب أن نستحضره في نقاشنا الوطني”.