“البيجيدي”: انتخابات 8 شتنبر كانت نكسة كرست التواطؤ على ضرب الخيار الديمقراطي وتجريف الإرادة الحرة للمواطنين
سجل حزب “العدالة والتنمية” ما وصفها بالهزالة التي تعيشها المؤسسات المنبثقة عن انتخابات 8 شتنبر 2021 وذلك بعد مرور سنة على تنظيمها، في ظل غياب الفعالية والجدية، وتضييع فرص التنمية ومصالح المواطنين، وتكريس الهيمنة على المؤسسات ومنطق الريع الضيق.
وقال الحزب في بلاغ لكتابته الجهوية بالشرق، إن هذه الممارسات التي طبعت المؤسسات المنتخبة خلال انتخابات شتنبر الماضي، تشكل امتدادا لتلاشي الشعارات والوعود الانتخابية، وتبخر “الكفاءات الموعودة” في زمن سياسي قياسي، مصحوب بتراجعات وإجراءات كارثية، ورداءة غير مسبوقة في تدبير التواصل حول القضايا الحارقة، وتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية.
واعتبر أن هذا الوضع ينذر بانتقال الاحتجاجات من الفضاءات الرقمية إلى الواقع، لاسيما في ظل تلمس المواطنين بشكل يومي لتصاعد تضارب المصالح، وخدمة المصالح الفئوية على حساب المصلحة العامة، دون اعتبار للضغط المتزايد على المواطنين، وضرب قدرتهم الشرائية بشكل متواصل، طيلة سنة من التدبير المتسيب للتحالف الثلاثي، سواء على المستوى الحكومي أو من داخل المجالس المنتخبة بالجهة.
وأكد الحزب أن ما شهدته انتخابات 8 شتنبر وما أعقبها من انتخابات في دوائر أخرى، كرس التواطؤ على ضرب الخيار الديمقراطي وتجريف الإرادة الحرة للمواطنين، عبر التدخل الإداري وإنزال المال الانتخابي، في استمرار مقيت للنفَس السلبي الذي يحاول إزاحة العدالة والتنمية من المشهد السياسي بأي ثمن، والتضييق على مناضليه من جميع المواقع.
من جهتها، قالت القيادية وعضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، أمينة ماء العينين، إن ” الذكرى الأولى لـ 8 شتنبر 2021، تعد مناسبة لتقييم مخلفات هذا الموعد الذي لم يكن إيجابيا إطلاقا على المسار الديمقراطي للبلد، بل نكسة بالنظر إلى المنطق الذي حكم العملية الانتخابية”.
وأوضحت ماء العينين، في تصريح لموقع حزبها، بمناسبة مرور سنة على “اقتراع 8 شتنبر”، أن “8 شتنبر كان هو اليوم الذي تحولت فيه العملية الانتخابية إلى مجرد آلية شكلية فارغة من أي محتوى قيمي متعلق بالعملية الديمقراطية، والرسالة الواضحة لذلك..”.
وأشارت إلى أن حزبها مستعد للتمسك بالديمقراطية في شكلها، من حيث تنظيم الانتخابات في وقتها، وتوفير ترسانة قانونية تضبط المخرجات، والحرص على مشاركة الأحزاب السياسية بمنطق شكلي، والرفع من تمثيلية النساء بمنطق شكلي أيضا”.
وشددت المتحدثة، على وجود خرق خطير ومس بأسس الديمقراطية من حيث المضمون والمبادئ كما هو متعارف عليها في العالم، في انتخابات 8 شتنبر، مؤكدة على ضرورة إعادة النقاش حول كليات الديمقراطية.
وفيما يخص الحزب، أضافت ماء العينين، أن “المصباح” استطاع أن يتجاوز ولو نسبيا “قرار الإجهاز عليه”، معتبرة أن “8 شتنبر كانت قرارا سياسيا للإجهاز عليه واعدامه سياسيا، وهو قرار مؤسف وخاطئ، ويجب أن نكرر في كل لحظة أنه كان قرارا خاطئا”.
وعن تقييمهما للأداء الحكومي وبالجماعات الترابية ما بعد تجربة العدالة والتنمية، قالت ماء العينين، إن وصفة 8 شتنبر كانت خاطئة، وبالضرورة، ما سينتج عنها سيكون خاطئا، سواء في الحكومة أو البرلمان أو الجماعات الترابية، وأنها، وفق المؤشرات المتوفرة اليوم، وصفة فاشلة.