المدير برهون حسن 00212661078323
بعد احتجاجها على تورط الشركة في الإبادة الجماعية الإسرائيلية خلال الذكرى الخمسين لتأسيس مايكروسوفت، ترسل الموظفة بريدا إلكترونيا قويا إلى زملائها في الشركة
واجهت ابتهال أبو سعد، عضو فريق منصة الذكاء الاصطناعي في مايكروسوفت، الرئيس التنفيذي لقطاع الذكاء الاصطناعي مصطفى سليمان خلال كلمته. صرخت: “عار عليك”. “أنت مستفيد من الحرب. توقف عن استخدام الذكاء الاصطناعي للإبادة الجماعية”. بعد فترة وجيزة من مرافقتها الأمنية للخارج ، أرسل أبو سعد بريدا إلكترونيا جماعيا إلى الموظفين عبر العديد من فرق Microsoft ، أوضحت فيه سبب احتجاجها وشددت على أن الشركة متواطئة بشكل مباشر في جرائم الحرب.
هنا الترجمة الكاملة لرسالتها الإلكترونية إلى زملائها:
مرحبا بالجميع ، كما قد تكونوا قد رأيتم للتو في البث المباشر أو شاهدتم شخصيا ، لقد عطلتُ خطاب الرئيس التنفيذي لشركة Microsoft قسم الذكاء الاصطناعي مصطفى سليمان خلال الاحتفال بالذكرى الخمسين التي طال انتظارها. إليكم السبب.
اسمي ابتهال ، وعلى مدار السنوات الثلاث والنصف الماضية ، كنت مهندسة برمجيات في مؤسسة منصة الذكاء الاصطناعي التابعة لشركة Microsoft لقد تحدثت اليوم لأنه بعد أن علمت أن منظمتي كانت تدعم الإبادة الجماعية لشعبي في فلسطين ، لم أر خيارا أخلاقيا آخر. هذا صحيح بشكل خاص عندما شاهدت كيف حاولت Microsoft قمع وإخراس أي معارضة من زملائي في العمل الذين حاولوا إثارة هذه المشكلة. على مدار العام ونصف العام الماضيين، تم إسكات فئة العرب والفلسطينيين والمسلمين في مجموعة مايكروسوفت ،
لم تلق محاولات التحدث علنا في أحسن الأحوال آذانا صاغية ، وفي أسوأ الأحوال ، أدت إلى طرد اثنين من الموظفين لمجرد قيامهم بوقفة احتجاجية. ببساطة لم تكن هناك طريقة أخرى لإسماع أصواتنا.
إننا نشهد إبادة جماعية
على مدى السنة والنصف الماضية، شاهدتُ الإبادة الجماعية المستمرة للشعب الفلسطيني من طرف إسرائيل. لقد رأيتُ وسط ألم شديد معاناةً لا توصف وسط الانتهاكات الجماعية لحقوق الإنسان التي ترتكبها إسرائيل – التفجيرات العشوائية، استهداف المستشفيات والمدارس، واستمرار ممارسات دولة الفصل العنصري – وكلها أدانتها على المستوى الدولي منظمات الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية والعديد من منظمات حقوق الإنسان.
لقد تمزق قلبي أمام مشاهد الأطفال الأبرياء الغارقين في الرماد والدماء، وأمام عويل الآباء والأمهات من شدة الحزن، وتدمير عائلات ومجتمعات بأكملها إلى الأبد.
في وقت كتابة هذه السطور، تستأنف إسرائيل الإبادة الجماعية على نطاق واسع في غزة، والتي قتلت وجرحت حتى الآن أكثر من 300,000 من سكان غزة في السنة والنصف الماضية وحدها. قبل أيام فقط، تم الكشف عن أن إسرائيل قتلت خمسة عشر مسعفا وعامل إنقاذ في غزة، وأعدمتهم “واحدا تلو الآخر”، قبل دفنهم في الرمال، وهي جريمة حرب مروعة أخرى. طوال هذه المدة الزمنية، يعمل رئيسنا “المسؤول” في مجال الذكاء الاصطناعي على تشغيل عملية الرصد ثم القتل. وخلصت الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية إلى أن هذه إبادة جماعية، حيث أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق القادة الإسرائيليين.
نحن متواطئون
عندما انتقلت إلى العمل في قسم الذكاء الاصطناعي ، كنت متحمسة جدا للمساهمة في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي المتطورة وتطبيقاتها لصالح البشرية: تطوير برامج تمنح إمكانية استعمال خدمات الترجمة وأدوات أخرى “لتمكين كل إنسان ومؤسسة من تحقيق المزيد”.
لم يتم إبلاغي بأن مايكروسوفت ستبيع عملي للجيش الإسرائيلي والحكومة الإسرائيلية، بهدف التجسس على الصحفيين والأطباء وعمال الإغاثة وعائلات مدنية بأكملها وقتلهم. لو كنت أعرف أن عملي على سيناريوهات النسخ سيساعد في التجسس على المكالمات الهاتفية ونسخها لاستهداف الفلسطينيين بشكل أفضل، لما انضممت إلى هذه المنظمة وأساهم في الإبادة الجماعية. أنا لم ألتحق بهذا العمل من أجل كتابة برامج معلوماتية تنتهك حقوق الإنسان.
وفقا لوكالة أسوشيتد برس، هناك “عقد بقيمة 133 مليون دولار بين مايكروسوفت ووزارة الدفاع الإسرائيلية”. “ارتفع استخدام الجيش الإسرائيلي للذكاء الاصطناعي من Microsoft وOpenAI في مارس الماضي إلى ما يقرب من 200 مرة أعلى مما كان عليه قبل الأسبوع الذي سبق هجوم 7 أكتوبر. تضاعفت كمية البيانات التي خزنتها على حواسيب Microsoft بين ذلك الوقت ويوليو 2024 إلى أكثر من 13.6 بيتابايت “(البيتابايت يساوي 1024 تيرابايت والتيرابايت يساوي 1024 جيغابايت).
“يستخدم الجيش الإسرائيلي برنامج Microsoft Azure لتكديس المعطيات التي يتم جمعها من خلال المراقبة الجماعية، والتي يقوم بنسخها وترجمتها، بما في ذلك المكالمات الهاتفية والنصوص والرسائل الصوتية، وفقا لضابط مخابرات إسرائيلي في هذا المجال. يمكن بعد ذلك مقارنة هذه المعطيات بأنظمة الاستهداف الداخلية الإسرائيلية”.
كما يشغل الذكاء الاصطناعي من مايكروسوفت “أكثر المشاريع حساسية وسرية للغاية” للجيش الإسرائيلي، بما في ذلك “بنك الأهداف ” وسجل السكان الفلسطيني كما ساعدت برامج Microsoft Cloud والذكاء الاصطناعي الجيش الإسرائيلي ليصبح أكثر فتكا وتدميرا في غزة مما كان من قبل.
كما تقدم ميكروسوفت البرمجيات والخدمات السحابية والخدمات الاستشارية للجيش والحكومة الإسرائيلية، مقابل أرباح بالملايين. وقد ذكر مجرم الحرب بنيامين نتنياهو صراحة علاقاته القوية مع مايكروسوفت. يمكن العثور على قائمة بهذه العقود مع الجيش الإسرائيلي والحكومة الإسرائيلية هنا في هذه الوثيقة : مقدمة لتواطؤ مايكروسوفت في الفصل العنصري والإبادة الجماعية.
في الواقع ، ترتبط Microsoft ارتباطا وثيقا بالجيش الإسرائيلي لدرجة أنه تم تصنيفها بالأمس كأحد أهداف المقاطعة ذات الأولوية من طرف حملة BDS الدولية (المقاطعة ، نزع الاستثمارات ، العقوبات).
بغض النظر عن مواقفكم السياسية، هل هذا هو الإرث الذي نريد أن نتركه وراءنا؟ هل العمل على أسلحة الذكاء الاصطناعي الفتاكة شيء يمكنكم الافتخار به أمام أطفالكم؟ هل نريد أن نكون على الجانب الخطأ من التاريخ؟
على الرغم من أن عملكم قد لا يكون مرتبطا بالسحابة التي يستخدمها الجيش، إلا أن عملكم يفيد الشركة ويسمح لها بإنجاز العقد. بغض النظر عن فريقكم فأنتم يا زملائي تخدمون شركة تسلح الاحتلال الإسرائيلي. لا يمكن إنكار أن جزءا من مرتباتكم، مهما كانت ضئيلة يتم دفعها من طرف أصحاب الإبادة الجماعية.
سواء كنت تعمل في قسم الذكاء الاصطناعي أم لا ، فستكون متواطئا إذا لم تتحرك. من واجبنا الآن اتخاذ موقف صريح ضد تورط الذكاء الاصطناعي من Microsoft في جرائم ضد الإنسانية. هذا هو السبب في أنني قررت التحدث اليوم ، ولماذا وقعت على هذه العريضة المهمة لمطالبة Microsoft بقطع العلاقات مع الإبادة الجماعية. وأحثكم جميعا على فعل الشيء نفسه.
نداء من أجل التحرك
الصمت هو التواطؤ. لكن الحركة دائما ما يكون لها رد فعل، مهما كان كبيرا أو صغيرا. بصفتنا موظفين في هذه الشركة، يجب أن تصبح أصواتنا مسموعة وأن نطالب مايكروسوفت باتخاذ القرار الصحيح وهو التوقف عن بيع التكنولوجيا للجيش الإسرائيلي.
إذا كنت مهتما أيضا بشأن هذه المعلومات وتريد أن يكون عملك به صفة أخلاقية، فإنني أحثك على اتخاذ هذه المبادرة: وقع على عريضة “No Azure for Aparthaid: لن نطور البرامج التي تقتل” وانضم إلى الحملة لإضافة صوتك إلى العدد المتزايد من موظفي Microsoft المساهمين في هذه الحملة.
انضموا إلي في إظهار استيائنا حول هذا الموضوع.
إذا شعرت أيضا بأنك خُدعت لتساهم في نشر أسلحة تستهدف قتل الأطفال والمدنيين، ساهم في حث إدارة الشركة على التخلي عن هذه العقود. لا تتوقف عن الحديث عن الموضوع وعن ضرورة إسقاط هذه العقود كلما أتيحت لك الفرصة.
تحدث مع زملائك في العمل حول النقاط المذكورة أعلاه -ربما هذا ما لا يعرفه الكثير من الموظفين!
إن قواعد حقوق الإنسان التي تعتمدها شركة مايكروسوفت تحظر الانتقام من أي موظف يثير مخاوف تتعلق باحترام حقوق الإنسان.
إن شركتنا لديها سوابق في دعم حقوق الإنسان، بما في ذلك سحب الاستثمارات من نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا وإسقاط العقود مع AnyVision (شركة ناشئة إسرائيلية للتعرف على الوجه)، بعد احتجاجات موظفي Microsoft.
أرجو أن تحفز أصواتنا الجماعية إدارة قسم الذكاء الاصطناعي لدينا على فعل الشيء نفسه وتصحيح تصرفات Microsoft فيما يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان هذه ، لتجنب إرث ملطخ بالدم كما يجب أن تتوقف Microsoft Cloud وقسم الذكاء الاصطناعي عن لعب دور القنابل والرصاصات في القرن الحادي والعشرين.
مع تحياتي
موظفة في شركة مايكروسوفت لا تتقبل التواطؤ