الأوروعربية للصحافة

برنار ليفي: المغرب يظهر مرونة مثالية في مواجهة الشدائد.. ورفض المساعدات الدولية رافقه جدل عقيم

أكدبرنار هنري ليفي، وهو فيلسوف فرنسي من أصل جزائري- يهودي، أن المغرب يظهر مرونة مثالية في مواجهة الشدائد بكل ما أوتي بقوة. مشيرا إلى أنه على الرغم من المأساة، فإن الشعب المغربي متضامن وتتحرك السلطات بسرعة لتنسيق جهود الإغاثة. مشددا على أنه لا ينبغي للمناقشات العقيمة حول المساعدات الدولية أن تحجب الجوهر الحقيقي لهذه الكارثة؛ رعاية الضحايا وإعادة البناء.

ضمن شهادة أدلى بها برنار ليفي لمجلة “لوبوان” الفرنسية، وأعاد نشر جزءا منها موقع “ماروك ديبلوماتيك”، كتب قائلا: ” لا نريد أن نفعل شيئًا سوى الحداد على الموتى ومساعدة الناجين. يجب أن نفكر فقط في الأرواح المدفونة، والمنازل المدمرة، ودواوير الحوز الذي تعذر الوصول إليها بسبب الانهيارات الجبليةوانغلاق الطرق”.

واستدرك: “لكن بما أننا نعيش في زمن لا توجد فيه مأساة إلا ويصاحبها جدالات عقيمة، التي لا نستفيد منها شيئا، فإننا ببساطة يجب أن نمر عليها مرور الكرام”. وأضاف موضحا: “علا ضجيج مزعوم مثلا حول “غياب” الملك ومن ثم “صمته”. فيما يتعلق بالغياب، ليس لدي معلومات محددة ولكني مندهش من أهمية كبيرة مرتبطة به: هل يمتلك الملك، حتى لو كان ثوماتورج، قوة عرافة تسمح له بتوقع صدمة الصفائح التكتونية على عمق 26 كيلومترًا تحت الأرض؟ ويكون هناك عندما يحدث ذلك؟”.

الجدل إذن يتمحور حول “رفض” اليد الممدودة من قبل الدول الحليفة، حسب قول الفيلسوف الفرنسي: “لا أعرف سوى ما تقوله الصحافة، لكنني أعرف عن حالات الطوارئ الإنسانية.”

وهكذا استرجع برنار ليفي تاريخ منظمة العمل ضد الجوع منذ تأسيسها، وقال: “قبل خمسة وأربعين عاما، شاركت في تدخلات من هذا النوع بما يكفي لمعرفة شيئين. يمكن أن يكون هذا الخلط بين الإلحاح والتسرع خطأً.”

هناك مشاكل بسيطة، مثل ازدحام المطارات، والتي لا يفكر فيها المتطوعون الدوليون بالضرورة وتولد الفوضى. كذلك يؤكد الفيلسوف الفرنسي، أنه عندما تكون المنطقة غير ساحلية، ويصعب الوصول إلى منطقة معزولة عن العالم، فإن تشتت المبادرات ونقص التنسيق يشكلان أعداء للمساعدات.

باختصار، يعرف كل من لديه خبرة في هذه المواقف أن “الرحمة” قد تكون “خطيرة” في بعض الأحيان، وأنه ليس من العبث أن نترك عمليات الطوارئ القصوى لرجال الإنقاذ المحليين، في حالة وجودهم وهم يقومون بمهامهم بكل ما أوتوا من قوة.

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.