الأوروعربية للصحافة

هناك سعي لتركيع الصحافة والسياسة

قال نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب “التقدم والاشتراكية” إن الإعلام والديمقراطية في فترات كثيرة بالمغرب كانوا ملتصقين مع بعض، ويسيران في اتجاه واحد.

وأضاف بنعبد الله في ندوة نظمها حزبه أمس الخميس، “مررنا من ظروف حالكة يعلمها الجميع سواء في الفضاء السياسي ولا الفضاء الإعلامي، وهناك من أدى الثمن قليلا أو كثيرا”.

وتابع ” عشنا كذلك فترات أسعد تعود إلى نهاية الألفية السابقة، وعقدت عدة مناظرات حول أوضاع الصحافة، ثم بعد ذلك ما سعت إليه حكومة التناوب، أو ما تم القيام به في إطار حكومة جطو من مكتسبات أساسية”.

وأشار أنه عندما توسع الفضاء الديمقراطي ودائرة الحريات عرفنا رجة إيجابية، وعرف الإعلام ما عشناه جميعا من دعم للصحافة واتفاقية جماعية وتطورات في المجال السمعي البصري.

وأكد بنعبد الله أن المغرب بحاجة إلى فضاء إعلامي حر وديمقراطي ومهني، مشيرا أن المغرب دخل في مرحلة غامضة ومبهمة وأصبح يراوح مكانه سياسيا، وكذلك الشأن بالنسبة للمكتسبات المحققة إعلاميا.

وزاد ” بل الأكثر من ذلك دخلنا في مقاربة تتسم بسعي إلى أن يكون الفضاء السياسي والإعلامي طيعا وأن لا يعبرا بشكل حر ومستقل كما كان الأمر ذي قبل”.

وأضاف ” لا أعتقد أن هذا الأمر سيساهم بأي شكل من الأشكال في أن نتقدم في مسارنا ونكون في مستوى ما أقره دستور 2011 من جيل جديد من الحقوق وعلى كافة المستويات”.

وانتقد بنعبد الله ما وصفها بالممارسات الغريبة سواء تعلق الأمر باحترام مجموعة من المنطلقات الأخلاقية في السياسية أو الإعلام، أو ظهور ممارسات أخرى مرتبطة ببروز عالم المال بشكل لم يكن بهذا المستوى من قبل”.

واسترسل بالقول “المال دائما كان حاضرا ولا يمكن للإعلام أن يعيش بدون مال والسياسة كذلك، لكن المال الذي يساعد على الوجود وعلى الممارسة السليمة، ومنه الدعم العمومي المقدم لوسائل الإعلام كمساهمة في الممارسة الديمقراطية الوطنية، وفي نفس الاتجاه يصب أيضا الدعم العمومي المقدم للأحزاب”.

وأكمل ” أما أن تكون هناك مصادر أخرى تسعى إلى تركيع مجموعة من الفضاءات سواء كانت إعلامية وسياسية فإننا أمام مستوى خطير جدا على بلادنا وعلى الديمقراطية”.

وشدد على أنه بدون ديمقراطية لكن يكون هناك إعلام، والعكس صحيح، وبدون فضاء سياسي قوي لن يكون هناك إعلام، داعيا إلى النهوض بالمسار الديمقراطي وطرح السؤال حول لماذا لا نرى تعبيرات جريئة سواء على الصعيد السياسي أو الإعلامي، ولماذا هناك مواضيع لا يمكن مقاربتها؟.

وأكد بنعبد الله أن الفترة المبهمة التي يعيشها المغرب لا يمكن أن تساهم أبدا في تطوير الديمقراطية ببلادنا، علما أننا في أمس الحاجة إليها، مبرزا أن المسؤولية تقع بالدرجة الأولى على كاهل السياسيين لأنهم هم من يتواجدون بمراكز القرار، ومن المفروض أن يحملوا هذه التوجهات.