الأوروعربية للصحافة

فيديو أوريد: الحرب في أوكرانيا ستطول وستكون لها انعكاسات كبيرة على مجتمعاتنا

قال حسن أوريد الكاتب والمفكر المغربي، إن الحرب في أوكرانيا لها انعكاسات مباشرة علينا لا يمكن إنكارها، وأولها الانعكاس على العيش، فكل المواطنين اكتووا بلهيب الأسعار، كما يمكن أن تكون لهذه الحرب تداعيات كبرى، وانعكاسات على واقعنا السياسي.

 

وأضاف أوريد خلال مشاركته في ندوة بنادي المحامين بالرباط أن من تأثيرات هذه الحرب، ما يلاحظ من ترتيبات في الشرق الأوسط، والمتمثلة في قمة النقب، التي جمعت وزراء خارجية عرب بنظيرهم الإسرائيلي مع كاتب الدولة الأمريكي، في أفق رسم هندسة جديدة للشرق الأوسط، معتبرا أن هذا الحدث يشير إلى الانتقال من مفهوم التطبيع إلى التحكم، وهو ما سيكون له تأثيراته على المنطقة.

وأكد المفكر المغربي أن الحرب في أوكرانيا ليست مسألة خاطفة لشهور، بل ستدوم وستستمر، إذ إنها تكتسي طابعا وجوديا لروسيا، لذلك لا يمكن تصور انتهائها عبر تسويات.

ونبه أوريد إلى أن هذه الحرب كلما طالت، كان تأثيرها أعمق في المجتمع الدولي، وسيكون لها انعكاس كبير على مجتمعاتنا، لذلك على أصحاب القرار رصد هذه الزلزلة لاتخاذ القرارات الوجيهة التي تجنب مجتمعاتنا الهزات الكبيرة.

وأشار أوريد إلى أن ما يجري في أوكرانيا اليوم يدفعنا للقول إن مخلفات الحرب العالمية الثانية تعود من جديد، حيث تحولت أوروبا إلى ساحة مواجهة مجددا.

وعقد المفكر المغربي المقارنة بين ما يجري اليوم، وما كان يعتمل في العالم خلال الفترة ما بين نهاية الحرب العالمية الأولى وبداية الحرب العالمية الثانية، حيث شهد العالم الأزمة المالية الكبرى لسنة 1929، والتي كانت حافزا لانطلاق الفاشية، وهو ما يشبه الأزمة المالية لعام 2008، وصود الشعبوية اليوم.

وأشار أوريد إلى عدة نقط تعيد شبح الحرب العالمية الثانية، ومنها ربط الإعلام الغربي بين بوتين وهيتلر، وتحول أوروبا لساحة حرب، إضافة إلى أن الطريقة التي تم التعامل بها مع روسيا بعد سقوط جدار برلين، والتي اعتبرت مجحفة، تشير إلى مواجهة قادمة.

ولفت أوريد إلى انتهاء الفترة التي شهدها العالم منذ انهيار حائط برلين، وما صاحبها من الوعود وما قامت عليه من مبادئ، ونحن مقبلون على تغيير القواعد الناظمة وتغيير الفاعلين الدوليين، حيث نشهد انشطار فاعلين وبروز فاعلين جدد، وربما نعيش انتعاش حركة عدم الانحياز من جديد، خاصة وأن هذه المرحلة المنتهية لم تحقق الجانب الديمقراطي أو الرخاء الاقتصادي الذي وعدت به، حسب الكثيرين.

ونبه أوريد إلى أن روسيا التي كانت موضوعا للتغييرات الكبرى بعد سقوط جدار برلين، هي التي تنتفض اليوم، في نوع من الغضب على هذه المنظومة التي اعتبرتها مجحفة، وذلك من بوابة أوكرانيا التي يعتبرها الروس جزءا من القومية الروسية.

وعلى عكس ما يخاله البعض بكون الحرب في أوكرانيا هي شطحات فردية لبوتين، هناك توجه عميق داخل روسيا يعتبر أن كرامة روسيا امتهنت بعد سقوط جدار برلين.

وتوقف أوريد على تعمق انعدام الثقة بين روسيا والغرب، فبعدما مال بوتين لأمريكا بعد أحداث 11 شتنبر، بدأت عوامل التصدع تدب بعد الحرب التي شنتها الولايات المتحدة على العراق في 2003، وتحول العالم العربي لساحة حرب بين الغرب وروسيا، وهو التصدع الذي تعمق مع تصريح بوتين في 2004 أن أكبر خطأ جيوستراتيجي وقع في القرن العشرين هو اندحار الاتحاد السوفياتي، إضافة إلى أحداث أخرى ساهمت في مزيد من التصدع، وعلى رأسها اعتراض أمريكا في 2014 على عودة بوتين، والإطاحة بالرئيس الأوكراني حليف روسيا باحتجاجات اعتبرتها روسيا مدبرة، ليكون الرد هو ضم جزيرة القرم.

واعتبر أوريد أن العالم يعيش اليوم دائرة التغيير الكبير، الذي يطال المحاور الأساسية التي انتظمت عليها العلاقات الدولية منذ 30 سنة، فالعولمة اليوم على المحك، والتجارة لم تعد ترياقا ضد الحروب، والقوة الناعمة في العلاقات الدولية بدأ يخفت تأثيرها على حساب القوة الفجة.

كما نبه أوريد إلى خطوة اعتبر أنها ستغير الخريطة الدولية، وستغير مسار العلاقات الدولية، وقد تؤثر على هندسة الأمم المتحدة، وهي أن ألمانيا واليابان قررتا التسلح ضد الأخطار التي تهددهما، وهو ما يعني أننا أمام فاعلين مهمين دخلا عالم التسليح، وكل دولة لها سلاح ستغير في مسار العلاقات الدولية.

كما أن الحرب الروسية تمخضت عنها مواقف غير منصاعة لدول العالم الثالث التي اعتبرت الحرب شأنا غربيا، واتخذت مواقف تتأرجح بين الامتناع أو عدم التصويت ضد روسيا، وهو ما قد يعني عودة دول عدم الانحياز للبروز، في سياق التغيير العميق الذي تعرفه الخارطة الدولية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.