الأوروعربية للصحافة

ماذا تنتظر المدينة العتيقة من المجلس الجماعي الجديد؟

 

يهتم بأمر المدينة العتيقة بتطوان سكانها وتجارها والمتعلقين بجمالها وتراثها من داخل وخارج أسوارها، هؤلاء جميعهم يتطلّعون إلى إجراءات إضافية من المجلس الجماعي الجديد تتكامل مع الإصلاحات السابقة، وتدشّن أخرى جديدة، بغرض الحفاظ على هذا التراث العالمي، مع ضمان حياة كريمة لقاطني هذه المنطقة من المدينة عن طريق المساواة مع غيرها في تقديم الخدمات الأساسية، مهتدين بتفكير إبداعي يسعى إلى تطوير وتجويد الأنشطة الاقتصادية المتواجدة بها.

ساهم المجلس الجماعي السابق في الدفع بعدد من المشاريع الإصلاحية بالمدينة العتيقة حتى رأت النور، وبلغت نسبة تحققها مستويات مختلفة دون التعقيب على نقائصها، لكن الملموس على أرض الواقع هو مساهمته كمكوّن أساسي في البرنامج التكميلي لتأهيل المدينة العتيقة (2019-2023)، بما يشمله من ترميم الدور المهددة بالانهيار، وإعادة تبليط الأرضية، وإصلاح “القنوات”، وآخرها وهو بالأهمية بما كان وضع علامات تشوير تشمل أسماء الشوارع والأسواق والمعالم التاريخية والدينية التي تضمها أكناف العتيقة.

لاتزال حاجيات المدينة العتيقة الملحّة تنتظر من المجلس الجماعي الجديد أن يحقّقها، ذلك حتى لا يكرّر خطأ التعامل مع هذه المنطقة كمتحف سياحي ويضع في حساباته أنها منطقة مأهولة وذات كثافة سكانية عالية، وبالتالي يلزمها تنمية اقتصادية واجتماعية كباقي مناطق المدينة، ونجمل بعض هذه الحاجيات في:
– إحداث مكتبة مطالعة تضم فضاءات للأطفال وللطلبة والباحثين وللسياح وعامة القراء.
– التعجيل بإصلاح وترميم الدور العتيقة المهدّدة بالانهيار، وممارسة الدور الرقابي بصرامة لهذه الأشغال لتفادي التجاوزات المرصودة من قبيل المحسوبية والغش وتبذير المال العام.
– دعم الصناعة الأصيلة: عن طريق إعادة تأهيل دار الدباغ، وإعداد برنامج لإحياء الصناعات التقليدية التطوانية وتطويرها، فلا يمكن الحديث عن التجارة والسياحة كخيارين استراتيجيين دون التركيز على توفير الظروف الموضوعية لصناعة منتوجات تتميّز بها المدينة وتفتقدها باقي المدن بحكم الخصوصية الثقافية والتاريخية، فالعارف بأحوال المدينة العتيقة يلاحظ الركود القاتل الذي تعرفه المحلات التي يتاجر أصحابها في المصنعات الأصيلة (الخزف بحي النيارين، الملابس والأحذية وقطع الديكور في حي الخرازين والطرافين…) وهذا يرجع بالأساس لكون هذه المحلاّت تتاجر في منتجات تستورد من مدن أخرى فلا يجد السائح أو المشتري في المنتوج حافز أو ميزة لاقتنائه.
– تعزيز خدمات النظافة بالنهار، عن طريق تعيين عمال يسهرون على نظافة أزقة المدينة العتيقة وأسواقها بالنهار، مع توفير حاويات للأزبال الخفيفة (تقريبا هذا النوع من الحاويات منعدم في المدينة العتيقة).
– التفكير في مساحات ترفيهية ورياضية إضافية لساكنة المدينة العتيقة، مع تخصيص أحد ملعبي القرب المتواجدان بحي جبل درسة لجمعيات المدينة العتيقة على أساس أنه هو الأقرب.
تحتاج تلبية هذه الحاجيات فقط إلى إرادة إصلاح حقيقية، وأذان صاغية، وعقلية تدبير تشاركية، تنصت إلى الساكنة والحرفيين والتجار وإلى الفاعلين الجمعويين والمختصين في التراث والاقتصاد والتنمية وجميع المجالات ذات العلاقة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.