الأوروعربية للصحافة

الملك عن عبد الجبار الوزير: أحد رواد التمثيل الكوميدي الهادف بالمغرب

نادية الحميدي

بعث  الملك محمد السادس برقية تعزية ومواساة إلى أفراد أسرة المرحوم الفنان عبد الجبار لوزير.

 وقال الملك في هذه البرقية “تلقينا بعميق التأثر النبأ المحزن لوفاة المشمول بعفو الله ورضاه، الفنان القدير عبد الجبار لوزير أحسن الله قبوله إلى جواره.

ومما جاء في هذه البرقية “بهذه المناسبة الأليمة، نعرب لكم ومن خلالكم لكافة أهلكم وذويكم، ولسائر أصدقائه ومحبيه، ولأسرته الفنية الكبيرة، عن أحر تعازينا وأصدق مواساتنا في رحيل أحد رواد التمثيل الكوميدي الهادف بالمغرب، والذي استطاع، بأسلوبه المرح الأصيل، وأدائه التلقائي الذي ميز مختلف إبداعاته الفنية المسرحية والتلفزيونية، من كسب حب الناس واحترامهم لما يزيد عن خمسة عقود”.

وأضاف جلالة الملك “كما نستحضر، بكل تقدير، ما كان يتحلى به الفقيد المبرور من دماثة الخلق، ومن خصال الغيرة الوطنية الصادقة التي جسدها انخراطه المبكر في صفوف المقاومة ضد الاستعمار، واخلاصه المكين للعرش العلوي المجيد”.

وتابع جلالته “فالله العلي القدير نسأل أن يلهمكم جميعا جميل الصبر وحسن العزاء، وأن يتقبل الراحل العزيز في عداد الصالحين من عباده المنعم عليهم بالجنة والرضوان، ويجزيه خير الجزاء على ما قدمه من جليل الأعمال لفنه ولوطنه.


جرى بعد ظهر اليوم الخميس بمراكش، تشييع جثمان الفنان المسرحي والكوميدي الراحل عبد الجبار لوزير، الذي وافته المنية أمس الأربعاء بمحل سكناه، بعد معاناة مع المرض.

وفي جو جنائزي مهيب، ووري جثمان فقيد الساحة الفنية، بمقبرة باب دكالة، وذلك بعد أداء صلاتي الظهر والجنازة.

ومرت مراسم التشييع، التي جرت في احترام للتدابير الوقائية المعتمدة لمكافحة فيروس كورونا المستجد، بحضور عدد من الصحفيين والفنانين، وكذا أفراد من عائلة الفقيد وأقاربه وأصدقائه ومعجبيه.

وبالمناسبة، عبر عدد من أصدقاء وأقارب الراحل عن عميق حزنهم بهذا المصاب الجلل، واصفين إياه بأحد كبار الفنانين الذي سيظل اسمه موشوما في تاريخ الفن والثقافة بالمغرب.

وقالوا، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، “فقدنا شخصية بارزة كانت، على مدى سنين طويلة، عنصرا مؤثرا بالساحة الفنية الوطنية والمحلية، بفضل جديته وعمله الفني الملتزم والراقي”، مذكرين بأن الأعمال الفنية للراحل كان لها وقع كبير على عدد من الأجيال.

وأكدوا أن “عبد الجبار لوزير يمثل صورة للفنان المغربي الذي أسدى خدمات جليلة للمسرح المغربي والفن في مجمله، مع تكريس جزء كبير من مسيرته للدفاع ونشر رسالة الإنسانية والأخوة”.

ويعد عبد الجبار لوزير، الذي ازداد بالمدينة الحمراء سنة 1932، من الشخصيات الفنية البارزة التي طبعت السجل الفني للمغرب عموما ومراكش خصوصا.

وكانت الانطلاقة الفنية لعبد الجبار الوزير الذي بدأ حياته كحارس مرمى لفريق الكوكب المراكشي لكرة القدم، مع فرقة الأطلس الشعبي، لمولاي عبد الواحد حسنين، وهي المدرسة الفنية التي تخرج منها عدد كبير من الممثلين.

وكان أول عمل مسرحي يؤديه هو مسرحية “الفاطمي والضاوية” (سنة 1951)، رفقة الفنان الراحل محمد بلقاس، التي عرضت عشرات المرات في مختلف مناطق المغرب، ومن بين من عرضت أمامهم جلالة المغفور له الملك محمد الخامس بفضاء قصر الباهية بمراكش سنة 1957.

ونجح لوزير كثنائي كوميدي مع الفنان الراحل محمد بلقاس، كما قدم عددا من المسرحيات والمسلسلات والأفلام الناجحة، من بينها مسرحية “الحراز” (1968)، وفيلم “حلاق درب الفقراء” (1982)، والسلسلة الكوميدية “دار الورثة” (2010)، وفيلم “ولد مو” (2009) وغيرها، إضافة إلى ماضيه المشرق ضمن صفوف المقاومة الوطنية، وشهرته مع فريق الكوكب المراكشي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.