الأوروعربية للصحافة

المغرب وإنقلاب الغابون.. صمت في الرباط ووكالة الأنباء الرسمية تتجاهل خبر الإنقلاب وتتحدث عن فوز بنغو بولاية ثالثة

رغم مرور عدة ساعات (6 ساعات) على إعلان عسكرين في الغابون إسقاط النظام القائم في البلاد وإلغاء الانتخابات التي شهدها البلد، لم تنشر وكالة المغرب العربي للأنباء، الوكالة الرسمية، أي خبر عن هذا الحدث رغم أهميته حتى حدود الساعة 9.30 بتوقيت الرباط.

وفيما اكتفت الوكالة الرسمية المغربية بنشر خبر فوز الرئيس المنتهية ولايته علي بونغو بولاية ثالثة، مازال الصمت الرسمي يسود في الرباط حول ما يحدث في هذا البلد الذي تربطه علاقات ترقى إلى العائلية بين العائلنين الحاكمتين في الغابون والمغرب.

والخبر كما أوردته الوكالة الرسمية المغربية، نشر عند الساعة السادسة صباحا ودقيقة من صياح اليوم، فيما كان الإنقلابيون قد أعلنوا عن استيلائهم على السطلة في الغابون مباشرة بٌعيد ، الإعلان عن النتائج الرسمية لتلك الانتخابات عند الساعة 02,30  بتوقيت غرينيتش، أي 3.30 بالتوقيت المغربي.

وأعادت قصاصة الوكالة الرسمية ما أعلنت عنه الهيئة الوطنية المكلفة بالانتخابات بالغابون، التي أكدت “اعادة انتخاب علي بونغو أونديمبا رئيسا للغابون لولاية ثالثة بنسبة 64,27 بالمائة من الأصوات”.

وأضافت قصاصة الوكالة الرسمية أن “بونغو تفوق في انتخابات جرت بدورة واحدة على منافسه الرئيسي ألبير أوندو أوسا الذي حصل على 30,77 بالمائة، وذلك بحسب ما ذكر ميشال ستيفان بوندا رئيس المركز الغابوني للانتخابات، للقناة التلفزية الغابونية. وقال إن نسبة المشاركة بلغت 56,65 بالمائة”.

وولم تورد قصاصة وكالة الأنباء الرسمية تصريح مرشح المعارضة  ألبير أوندو أوسا الذي كان تحدث عن “عمليات تزوير أدارها معسكر بونغو” قبل ساعتين من إغلاق مراكز الاقتراع السبت وأكد فوزه بالانتخابات. وناشد معسكره بونغو الاثنين “لتنظيم تسليم السلطة من دون إراقة دماء” استنادا إلى فرز للأصوات أجراه مدققوه ومن دون أن ينشر أي وثيقة تثبت ذلك.

يذكر أن المغرب تربطه علاقات خاصة مع الغابون، وذلك منذ عهد والد الرئيس الحالي، عمر بانغو الذي كان صديقا كبيرا للملك الراحل الحسن الثاني، وأورثا هذه العلاقة إلى خليفتيهما في المغرب والغابون، الملك محمد السادس والرئيس علي بانغو حتى تطورت هذه العلاقة إلى شبه علاقات عائلية بين الأسرة الحاكمة في المغرب وأسرة بانغو التي تهيمن على السلطة في بلدها منذ 56 سنة.

وجرت العادة أن يقضى الملك محمد السادس فترات عطلة طويلة في الغابون، ونفس الشيء يقوم به علي بانغو الذي يتردد كثيرا على زيارة المغرب سواء للاستجمام أو للاستشفاء والنقاهة.

صدامات في سفارة الغابون بالرباط

يذكر أن سفارة الغابون في الرباط شهدت يوم الإقتراع صدامات جرت بين قوات الأمن المغربية وغابونيين، حاولوا دخول السفارة للاطّلاع على عملية فرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية.

وأظهرت مقاطع فيديو منتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي أشخاصا يلقون الكراسي في اتجاه قوات الأمن المغربية، السبت، داخل سفارة الغابون في الرباط.

وانتشرت مجموعة من الصور تظهر الشرطة المغربية تصد عددا كبيرا من الأشخاص، وتخرجهم من حديقة الممثلية الدبلوماسية الغابونية.

وقال أحد الغابونيين الحاضرين: “أعربنا عن رغبتنا في حضور عملية الفرز داخل السفارة لأننا اشتبهنا بوجود مخالفات. طلبنا الدخول، فمنعونا من ذلك، ثم دخلنا عنوة”.

وقال شاهد آخر، وهو طالب غابوني، إن “السفارة دعت قوات الأمن المغربية إلى إبعادنا وإخلاء الجزء الأمامي من المبنى، وعندها اندلعت المواجهات”.

وأوقف عدد من الأشخاص قبل إطلاق سراحهم، الأحد، فيما “لا يزال البعض رهن الاعتقال”، بحسب شهود.

وفي السياق وقّع حوالى سبعة آلاف غابوني، عريضة للمطالبة باستقالة سفير بلادهم في المغرب، بعد صدامات وقعت، السبت، داخل السفارة في الرباط، على خلفية عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية في الغابون.

وجاء في العريضة التي جمعت 6900 توقيع إلى حدود، صباح الثلاثاء: “ندعو إلى الاستقالة الفورية للسفير الغابوني بالمغرب، سيلفر أبو بكر مينكو مي نسيم، بسبب مسؤوليته المفترضة عن هذا الوضع”.

ولم يصدر أي بيان رسمي من السلطات المغربية عما حصل.