المدير برهون حسن 00212661078323
أكد الدكتور عبد العلي حامي الدين، الأكاديمي والقيادي في حزب العدالة والتنمية، أنه لفهم ما يجري اليوم في المنطقة المغاربية، لا بد من العودة إلى الوراء خلال المرحلة الاستعمارية. فالمغرب الذي دعم المقاومة وتحديدا ثورة الأمير عبد القادر، استهُدف من طرف فرنسا الاستعمارية، وكان من نتائج ذلك الدعم، معركة إسلي التي كشفت ضعف المغرب وكرست أطماع فرنسا في المغرب.
وأضاف حامي الدين في مداخلة له في برنامج “ندوة المغاربية” على قناة المغاربية، يوم 9 يوليوز، في حلقة بعنوان” دعم الثورات في المنطقة المغاربية.. أين غابت بعد اا ستقلال الشعوب؟“، أن الفترة الطويلة التي قضتها فرنسا في استعمارها للجزائر، سمحت لها بالاعتقاد أنها جزء من فرنسا، وبسبب ذلك تم قضم مناطق من المغرب لصالح الجزائر، وفُرض على المغرب القبول باتفاقية لالة مغنية التي تركت غموضا كبيرا بالنسبة للحدود الشرقية للمغرب.
المغرب يسترسل حامي الدين، كان يراهن على استقلال الجزائر لفتح ملف الحدود من أجل التوافق مع الأشقاء الجزائريين، لكن النخبة الشابة التي وصلت للحكم كانت لها توجسات، وبدأ مناخ من عدم الثقة والخوف من التوسع المغربي، يتسيد الموقف، خصوصا بعد اندلاع حرب الرمال، وبدأت بالفعل تتأسس لدى حكام الجزائر الجدد عقيدة إضعاف الجار، ومنذ ذلك ونحن نعيش هذه الخلافات المزمنة.
وصفة الخروج من الأزمة
حامي الدين كان مباشرا وقاصدا في تحديده لوصفة الخروج من الوضعية الراهنة، حين قرر أن القدرة على بناء المصالح المشتركة هي بداية الطرق، مؤكدا أن الدولة القطرية أصبحت الآن حقيقة واقعية، حتى في الاتحاد الأوروبي، رغم الوحدة والاندماج الاقتصادي.
واستطرد المتحدث ذاته، مؤكدا أن القدرة على بناء المصالح المشتركة، والقدرة على إداراة الخلافات بشكل منفصل، هو ما يمكن أن يؤسس الأمل في بناء المغرب العربي، لأن ما يجمع شعوب المنطقة أكبر بكثير مما يفرقها.
عقيدة سياسية متحجرة
بالمقابل دعا حامي الدين إلى التوقف واستحضار حقائق تاريخية على الأرض لا بد من أخذها بعين الاعتبار، منها أن الرئيس منصف المرزوقي، قام بجولة في المنطقة من أجل التأسيس لتعاون واندماج اقتصادي، لكنه اصطدم بالخلاف بين المغرب والجزائر، ولم يتحقق هذا المشروع .
ولفت حامي الدين إلى أن الخلاف بين الزعامات التاريخية بين البلدين، كان أحد الأسباب في استدامة هذا التوتر، لكن هذا المشكل تم حلحلته بشكل كبير على عهد الرئيس الشاذلي بن جديد، كما أن الأمور تغيرت كثيرا خصوصا بعد تولي الملك محمد السادس للحكم، وانتفت بذلك تلك الأسباب.
ومن منطلق موضوعي يحلل الخطاب، أكد عبد العلي حامي الدين، أن خطابات الملك كلها تدعو إلى الحوار والعمل المشترك، ومد اليد للمصالحة وتجاوز الخلافات، وكان أقواها خطاب سنة 2018،حين دعا جلالته إلى إحداث آلية سياسية عملية للتشاور والحوار حول ثلاث قضايا محددة:
الأولى: تتعلق بطرح القضايا العالقة على الطاولة بين البلدين للتشاور والحوار، وقال جلالته “إننا لسنا مسؤولين عن التاريخ”.
والثانية: تتعلق بالتعاون في المشاريع الممكنة.
والثالثة: تتعلق بالتنسيق بخصوص القضايا الكبرى كمشاكل الإرهاب والهجرة، لكن كل ذلك يقول حامي الدين، اصطدم بعقيدة لم تتغير وإن تغير الحكام في الجزائر، وهي عقيدة سياسية ترفض فتح الحدود ولا تريد أن يتحقق الانفتاح بين البلدين والشعبين.
(حزب العدالة والتنمية)