قال رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، في حوار تلفزي أجراه مع القناة الإسبانية الخامسة “تيلي سينكو”، أمس الثلاثاء، بأن المغرب بلد صديق وشريك مهم لإسبانيا، في نبرة ديبلوماسية تهدف إلى ترميم العلاقات الثنائية مع المملكة المغربية، بعدما تصدعت بسبب أزمة “إبراهيم غالي”.
وشكل الحوار فرصة لبيدرو سانشيز من أجل إبراز التعديلات الحكومية التي أجراها يوم السبت الماضي في حكومته الائتلافية، والخطوط العريضة للأهداف المتوخاة من هذه الحكومة، والمواقف الإسبانية من عدد من القضايا الدولية، مثل الأحداث الساخنة في كوبا، والعلاقة المتأزمة مع المغرب.
وبخصوص الأسئلة المتعلقة بالمغرب، يُلاحظ أن سانشيز مال في الحوار إلى استعمال لغة ديبلوماسية تدخل في إطار المحاولات الإسبانية الجادة لإصلاح العلاقة مع المغرب، حيث وصف المغرب بالجار الصديق، والشريك الاقتصادي الهام، حيث تُعتبر إسبانيا المستثمر الأول في المغرب حسب تصريح سانشيز.
وبشأن سؤال ما إذا كان التعديل الحكومي الذي أطاح بوزيرة الخارجية الإسبانية السابقة، أرانشا غونزاليز لايا، من حكومته، يهدف إلى إعادة العلاقات الجيدة مع المغرب، قال سانشيز بالنبرة الديبلوماسية المعهودة بأن “لايا كانت دائما ترغب في أفضل العلاقات مع بلد صديق مثل المغرب”، مجددا قوله بأن “المغرب شريك مهم”.
وتجنب سانشيز اتهام المغرب أو استعمال لغة تحميل المسؤولية للمغرب في مسألة تدفقات الهجرة التي عرفتها إسبانيا في الشهرين الماضيين، حيث قال بأن تلك التدفقات لم تستهدف إسبانيا فقط بل أوروبا أيضا، لكنه أشار بأن المغرب نُظر إليه بتعاطف كبير.
ويُعتبر هذا أول تصريح رسمي لسانشيز بعد التعديل الحكومي الذي أجراه يوم السبت الماضي، والذي عرف تغيير وزيرة الخارجية أرانشا غونزاليز، التي تُعتبر المسؤولة الأولى في الأزمة الديبلوماسية القائمة مع المغرب حاليا، وتعويضها بالديبلوماسي الإسباني وسفير مدريد في باريس، خوسي مانويل ألباريس.
ويُلاحظ أن الحكومة الإسبانية الجديد تتجه إلى استعمال أساليب ديبلوماسية لتخفيف حدة التوتر مع الرباط، خاصة أن تصريح سانشيز يأتي على بعد يوم واحد فقط من تصريح وزير الخارجية الإسباني الجديد بعد تسلمه لمقاليد منصبه الجديد يوم الإثنين الماضي، حيث وصف بدوره المغرب بالبلد “الجار والصديق العظيم”.
جدير بالذكر أن الأزمة الديبلوماسية بين الرباط ومدريد، كانت تفجرت في أبريل الماضي، بعد افتضاح أمر استقبال إسبانيا لزعيم البوليساريو إبراهيم غالي لتلقي العلاج بعد إصابته بفيروس كورونا، وهو الاستقبال الذي كان سريا وبتنسيق مع الجزائر، قبل أن تفضح المخابرات المغربية الخطة وتكشفها لوسائل الإعلام.
واعتبر المغرب أن استقبال إسبانيا لزعيم البوليساريو، هو ضرب لعلاقات حسن الجوار بين البلدين، خاصة أن المغرب لطالما أعرب عن دعمه الكامل لإسبانيا في مسألة انفصال كطالونيا ومطالب الكطالونيين بالاستقلال عن إسبانيا.