الأوروعربية للصحافة

ندوة علمية وطنية

سناء حربول

شهدت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمرتيل التابعة لجامعة عبد المالك السعدي بحر الأسبوع المنصرم، ندوة علمية وطنية في موضوع “أخلاقيات البلاغة من البناء المعرفي إلى بناء النسق القيمي”.

ونظم الندوة المركز المغربي “دراسات” للثقافة والآداب والأبحاث التربوية بتنسيق مع فرقة البحث في الإبداع النسائي بالكلية التي ترأسها الدكتورة سعاد الناصر “أم سلمى”.

هذا واستُهلت الندوة بكلمة ترحيبية من طرف رئيس المركز الدكتور عبد المجيب رحمون ، رحب فيها بالحاضرين أساتذة وطلبة باحثين ، متوجها بالشكر الجزيل إلى عميد كلية الآداب الأستاذ الدكتور مصطفى الغاشي على دعمه و مساندته للندوة منذ الإعلان عنها؛ والذي عبر بدوره عن سعادته بحضور هذا اللقاء الثقافي العلمي، مشيدا بمجهودات فرقة البحث في الإبداع النسائي.

وأكد الدكتور الغاشي على الدور الكبير الذي تقوم به المراكز البحثية للطلبة الباحثين في تفعيل الأنشطة الثقافية لمد جسور الإشعاع الجامعي، وبالمقابل على دور الجامعات في احتضان الباحثين، وضرورة انخراطها في المشاريع العلمية.

من جهتها أشادت الدكتورة سعاد الناصر بدور الندوة في مجال البحث العلمي، خاصة وأن موضوعها يكتسي أهمية بالغة، ذلك أن البلاغة تسهم في تشييد البناء المعرفي و النسق القيمي، كما أن لها دورا في ترقية الذوق الجمالي، في ظل أزمة القيم الإنسانية في العصر الراهن.

فيما تطرق الدكتور عبد المجيب رحمون، إلى موضوع الندوة، مؤكدا على وجوب قيام البلاغة بدورها، و المتمثل في تكريس مفهوم القيمة، مستشهدا بالنصوص الأدبية العربية القديمة، كنصوص الجاحظ التي تنظر إلى الأخلاق باعتبارها حجة و سلطة، وليست أثرا وقيمة، إلا إذا استثنيا بعض الرسائل كرسالة كتمان السر وحفظ اللسان على سبيل التمثيل.

وعدّ الدكتور رحمون البحث في أخلاقيات البلاغة أمرا أساسيا، مبينا أن المقصود بالأخلاقيات في هذا المجال “الوثيقة التي تبلور منهج الإنسان في الحياة” باعتبار أن البلاغة تبحث في الإرادة الخيرة كما هي الفلسفات الأخلاقية.

في المقابل شارك الدكتور محمد العمري، بمداخلة مرئية “بلاغة الحوار: مساهمة في تخليق الخطاب السياسي “، قسم من خلالها الخطاب إلى نوعين: خطاب ينشد التغيير، وخطاب متكتل. مركزا على الخطاب السياسي المعتمد في أساسه على البلاغة، والتي اعتبرها د.العمري بفن المرونة، وحرب على التحجر، و أنه يجب التصدي للخطاب العنيف المقاوم للتغيير، وقد كان ذلك أساسا لتأليف كتابه الموسوم ب: “دائرة الحوار و مزالق العنف : كشف لأسباب المغالطة”.

وفي كلمتها عرفت الأستاذة “لبنى الفاسي” عضو المكتب الإداري التنفيذي لمركز “دراسات”، والباحثة في مجال السوسيولوجيا، بالمركز و أهدافه، والتي تتمثل أساسا في الانفتاح على الثقافة برؤية جديدة، وتناول الموضوعات وفق مناهج علمية حديثة، بعيداً عن النمطية .

من جانبه قارب الدكتور الحسين بنو هاشم الباحث في البلاغة وتحليل الخطاب الموضوع في مداخلته المعنونة ب:”البعد الاخلاقي للخطابية عند أرسطو”، منطلقا من سؤالين هامين أولهما: “ما المقصود بالبلاغة؟” وثانيهما: “ما هي الأخلاقيات التي نقصدها ؟”. حاول من خلالهما التمييز بين الأخلاق و الأخلاقية، مركزاً على مفهوم البلاغة الآرسطية، والتي تشمل كل الخطابات الإنسانية، عدا الخطابات العلمية الدقيقة، مبينا وجوب التمييز بين الشعرية و الخطابية، وهو ما لم يتحقق سابقا قبل بروز البلاغة الجديدة.

وقد أكد الدكتور بنو هاشم على أن البلاغة تُسهم في فضح أغاليط الخطاب السياسي، مستعرضاً في مداخلته الاتهامات التي وُجهت للخطابية الآرسطية، ومفنداً إياها بنقيضها.

حري بالذكر أن الندوة سيرها كل من الأستاذين عبد المجيب رحمون و لبنى الفاسي، بمقاربة تقوم على الحوار والمناقشة، ومباشرة بعد انتهاء المداخلات، تم فتح باب النقاش ليتدخل الحاضرون من طلبة و باحثين بتساؤلاتهم و إضافاتهم حول قضايا البلاغة والأخلاقيات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.