المدير برهون حسن 00212661078323
في هذا العام، انضم لأول مرة فريق نقاد الكتب في صحيفة “ذا تايمز” إلى محرري موقع “Book Review” في نقاش وحواراتٍ حول العناوين التي وصلت إلى قائمة أفضل عشرة كتب لعام 2022. ولكن مثل أي قارئ، كان لكل منهم كتبه المفضلة التي لامست قلوبهم، بسبب شخصياتها الرائعة أو أسلوبها الجميل أو أحداثها المفاجئة أو رقتها البالغة.
وفيما يلي يناقش ثلاثةٌ من نقاد الصحيفة الكتبَ التي بقيت في أذهانهم طوال عام 2022.
دوايت غارنر:
رواية “بيت السكاكر” للكاتبة جينيفر إيغان جاء بمثابة تكملة لرواية “زيارة من فرقة غون” الحائزة على جائزة بوليتزر، ولكنى أعتقد أنها أفضل من سابقتها، وأكثر ذكاءً ومرحاً وأكثر قتامة وحيوية. تعالج الرواية مسألة تكنولوجيا التواصل الحديثة والطعنات في الوعي الجماعي، وتتمتع بروح بشرية إلى حد كبير.
رواية “إما/ أو” للكاتبة إيليف باتومان هي أيضاً تكملة لرواية “الأحمق”. وترافق فيه بطل الرواية الشاب في سنته الجامعية الثانية في هارفارد. باتومان عبارة عن كتلة من المشاعر تشعر بأحكامها وتمييزها ومفارقاتها في كل سطر من سطور روايتها.
رواية “صعود السحابة السوداء” بقلم ديفيد رايت فالاد. رواية ديناميكية تدور حول الحرب الأهلية، وتستند إلى تجارب فعلية لوحدة من الجنود السود الذين تدفقوا إلى الساحل الجنوبي عام 1863 مع قوات الاتحاد للمساعدة في مطاردة عصابات المتمردين.
رواية “الضياع” للكاتبة آني أرنو، الفائزة بجائزة نوبل للأدب لهذا العام، هي بلا شك أفضل أعمالها وفيها تبدو وكأنها تنحت كل جملة من جملها على سطح طاولة بواسطة سكين.
في كتابها “السيد بي: جورج بالانشاين القرن العشرين” قدمت ناقدة الرقص في مجلة “نيويوركر” جينيفر هومانز سيرة ذاتية حساسة ورقيقة ومثيرة، في كثيرٍ من الأحيان، لمصمم رقصات الباليه الروسي المولد جورج بالانشاين.
كتاب “رسائل ثوم غان” يجمع رسائل فظة وقذرة ومضحكة وإنسانية من الشاعر الإنجليزي المثلي المحب للحانات والدراجات النارية، والذي قضى معظم حياته في سان فرانسيسكو.
مذكرات إيمي بلوم “العاشقة” حول الانتحار بمساعدة زوجها بعد إصابتها بالزهايمر ستجعل قلبك يتفطر.
أليكساندرا جايكوبز
أفضل كتب المذكرات بالنسبة لي، والذي أنصح به كل من يطرح سؤال “ما هو الخير؟” كان كتاب “شاعر أيضاً” للكاتبة آدا كالهون. ويدور حول نضوجها ككاتبة في ظل والدها الناقد الفني بيتر شيجيلدال، وجهودها لإنهاء السيرة الذاتية التي بدأ بها عن الكاتب القوي الحضور فرانك أوهارا الذي تُوفي في حادث غريب في جزيرة فاير في الأربعين من عمره. ويحكي الكتاب عن اكتشاف مجوعة من أشرطة الكاسيت قديمة في قبو المبنى تحتوي على تسجيلاتٍ لمقابلات لم تكتب مع شخصيات ثقافية مختلفة.
أفضل كتب مذكرات المشاهير -برأيي- هو بالتأكيد كتاب “مرحبا مولي” للكاتبة مولي شانون والكاتب شون ويلسي. ربما يفضل البعض سماع الكتاب المسجل، ولكني أعتقد أن مذكراتها التي تحكي عن مأساة عائلية مروعة تدور أحداثها على مدى 11 ساعة، ستكون أجمل بكثير على صفحات الكتب.
العنوان الذي لم يكن متوقعاً هو “مهندس تخطيط المدن الأمريكي” بقلم ريتشارد رين الذي يروي فيه سيرة ويليام وايت، الخبير الذي يحظى بإعجابٍ واسع النطاق، والمستشار في الأماكن العامة. وفي وقتٍ بدأت مراكز المدن والبلدات في العالم تعود من جديد إلى الحياة، جاء هذا الكتاب الشامل الغني ليكون رفيقاً ملهماً.
جينيفر زالاي
كنت أعتقد أنه مع تقدمي في السن سوف أتخذ نظرة نهائية إلى العالم، ولكن الشيء المثير في عملي هذا، هو أنني عندما أراجع بعض الكتب فإنها قد تعيد توجيه وجهة نظري تدريجياً حتى ينقلب العالم رأساً على عقب. ولاحظت أن هذه الكتب تركز على أشياء عادية جداً لدرجة أنني كنت أعتبرها من المسلمات، مثل فهرس الكتاب، أو علم المقاييس.
لم يبدُ أي من الموضوعين مغرياً بالنسبة لي قبل قراءة كتاب “الفهرس” للكاتب دينيس دونكان، وكتاب “ما وراء القياس” بقلم جايمس فينسينت. ويوضح كل كتاب كيف يرتكز التقدم التكنولوجي على أسسٍ بسيطة متواضعة. كم كانت هذه الأسس مثيرة للجدل تاريخياً. لقد تعلمت أن ترقيم الصفحات كان يعتبر مقاطعة واضحة قبل أن يصبح يتيح فهرسة محتوى الكتب، وأن المقاييس الموحدة كانت وسيلة لبناء الثقة.
ويشترك كلا الكتابين في رواية قصص مروعة عن الاضطرابات والارتباك الأخلاقي. فقد استخدمت فهارس الكتب كسلاح لمهاجمة خصم أو لنشر نظرية المؤمرة، كما كانت قضية المقاييس إحدى نقاط حشد التأييد لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وخلق سبب شعبوي لإثارة السخط من مسائل مثل استخدام الكيلوجرام بدلاً من الباوند، وانتقاد استخدام النظم المتري باعتباره أداة استبدادية لنخب العالمية.
وبالطبع لم يكن للكتابين أن يحققا النجاح لو أنهما لم يُكتبا بأسلوبٍ واضح جميل، يشير إلى المفاهيم الهامة بلمسةٍ خفيفة. لقد اتضح لي أن أكثر الأشياء العادية -في الحقيقة- هي غريبة إلى حد كبير.
المصدر: نيويورك تايمز