- Likes
- Followers
- Subscribers
- Followers
- Subscribers
- Followers
- Followers
- Members
- Followers
- Members
- Subscribers
- Posts
- Comments
- Members
- Subscribe
عن زيارة وزير الخارجية الأمريكية للمغرب
الشبكة الأوروعربية للصحافة والسياحة
تُحاوِل السّلطات الإسرائيليّة استِغلال المُظاهرات الاحتجاجيّة المُناهِضة لإيران وحُلفائها في المِنطقة من أجل “تشريع” التّطبيع مع دول عربيّة “ملكيّة” بعد فشل منظومة النّاتو العربيّ والسنّي، تحت الذّريعة القديمة الجديدة، أيّ مُواجهة الخطَر الإيرانيّة.
إدارة الرئيس ترامب تلعب دَورًا كبيرًا في هذا الصّدد، وتُحاوِل تأسيس تحالف إسرائيليّ خليجيّ بزعامتها لحِماية المِلاحة البحريّة في مَضيق هرمز تحت غِطاء توقيع هذه الدول الأربع (الإمارات البحرين، سلطنة عُمان، المغرب)، مُعاهدة “عدم الاعتِداء” لتكون مُقدّمةً للتّطبيع الكامِل، ويتولّى هذه المَهمّة مايك بومبيو، وزير الخارجيّة.
صاحِب هذه الأفكار هو يسرائيل كاتس، وزير الخارجيّة الإسرائيلي، الذي أرسل وَفدًا إلى واشنطن لتبنّيها، وبِدء الاتّصالات مع سِفارات هذه الدّول في العاصِمة الأمريكيّة بهدف تسويقها إلى حُكوماتهم، وحتّى كتابة هذه السّطور لم تتلقّ الإدارة الأمريكيّة أيّ رد إيجابي أو سلبي على هذه الأفكار، وهُناك من يُرَجِّح ضُغوطًا أمريكيّةً مُتزايدةً على العاهل المغربي ليكون أوّل المُوافِقين، ونتمنّى لها الفشَل.
بنيامين نِتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، يُواصِل دور “العرّاب” لهذه الخُطوة التطبيعيّة، وطار إلى لشبونة، عاصمة البرتغال، للِقاء مايك بومبيو، وزير الخارجيّة الأمريكيّ الذي حَطَّ الرِّحال في الرّباط لإقناع الحُكومة المغربيّة بالانضِمام إلى هذا الاتّفاق أو المُعاهَدة.
مُعاهدة عدم الاعتداء هذه التي تُرَوِّج لها حُكومة نِتنياهو التي تقِف على حافّة الانهيار في ظِل الأزمة السياسيّة الإسرائيليّة الحاليّة، تُحاول بَيع “الوهم” للدول العربيّة الأربَع المذكورة آنِفًا، فمتى كانت هذه الدّول مُستهدفةً بالعَداء الإسرائيلي، وهل سبق لها المُشاركة في حُروبٍ مُباشرةٍ أو غير مُباشرة مع دولة الاحتِلال؟ ونحنُ نتحدّث هُنا عن الدول الخليجيّة تَحديدًا.
ثُمّ لماذا تُحاول إسرائيل دسّ أنفها في أمن دول الخليج، والتسلّل إلى تحالفٍ عربيٍّ أمريكيٍّ أوروبيٍّ لحِمايَة المِلاحة في مضيق هرمز، وهي التي ليسَت معروفةً بسِلاحها البحريّ القويّ، وفشِلَت في جميع حُروبها سواءً في جنوب لبنان، أو في قِطاع غزّة، ولم تُحَقِّق هجَماتها العُدوانيّة على كَثرتها على سورية أيّ من أهدافها، سواءً كانت بإخراج القوّات الإيرانيّة منها، أو منع وصول الصّواريخ إلى “حزب الله” في لبنان؟
ربّما تكون إيران تعيش حالةً من الضّعف بسبب انشِغالها بالمُظاهرات التي اندلعت فيها بعد رفع أسعار البنزين، أو في دولٍ حليفةٍ لها مِثل لبنان والعِراق بسَبب استِفحال الفساد الماليّ والسياسيّ، ولكن هذه الحالة مُؤقّتة وبَدأت تفقِد المُظاهرات هذه بعض زخَمها، خاصّةً في إيران نفسها، ولبنان والعِراق بعد الإطاحة بِرئيسيّ الوزراء فيهما.
إسرائيل تُواجِه خطَرًا وجوديًّا يُهدّدها هذه الأيّام، وباتت تفقِد قُدرتها على حسم الحرب وعلى أكثر من جبهةٍ، بسبب الرّدع الصّاروخي لإيران وأذرعها العسكريّة، ولهذا تُحاول أن تجِد لها مكانًا في مِنطقة الخليج، وتُمَهِّد لمُواجهةٍ عسكريّةٍ مع إيران تُورِّط الدول العربيّة وأمريكا فيها.
نتمنّى على الدول الخليجيّة أن تتصالح مع نفسها، وتُزيل الخِلافات البينيّة المُتفاقِمة حاليًّا، وتُوَقِّع مُعاهدة عدم اعتِداء فيما بينها، وإعادة ترتيب سُلّم أولويّاتها على هذا الأساس، وتَجنُّب الوقوع في مَصائِد التّطبيع الإسرائيليّة المَنصوبة أمِريكيًّا، المُباشِرة أو غير المُباشِرة بالتّالي، لأنّ إسرائيل لم تَعُد قادرةً على حِماية نفسها، ناهِيك عن حِماية هذه الدول التي وقّعت اتّفاقات دِفاع مُشتَرك مع أمريكا ودول أوروبيّة، وتستضيف قواعِدها العسكريّة على أراضيها وفي بِحارها، فما الذي تملكه إسرائيل من قوّةٍ عسكريّةٍ أكثر من أمريكا وفرنسا وبريطانيا؟
الصّبر مَطلوب، والتَّمسُّك بالثّوابت العربيّة والإسلاميّة مَطلوبٌ أيضًا، وكذلك رفض كُل الضّغوط الإسرائيليّة ومشاريع التّطبيع، فالمِنطقة تتغيّر بسُرعةٍ، والحَذَر حِكمَة، والاندِفاع تهلكة، والمَخفي أعظَم. عبد البراري عطوان