جريدة بريس ميديا الأوروعربية للصحافة PRESS Medias Euro Arabe
المدير برهون حسن 00212661078323

قلق من احتمالية وقوع إصابات عند فتح معبر باب التهريب بسبتة

حذر نشطاء حقوقيون بمدينة تطوان، ينتمون إلى عدد من فعاليات المجتمع المدني، من احتمالية وقوع فوضى وإصابات أو وفيات عند إعادة افتتاح معبر التهريب بباب سبتة يوم الإثنين 18 نونبر 2019.

ويأتي تحذير هؤلاء النشطاء بناء على التجارب السابقة، التي أدى فيه إيقاف التهريب المعيشي لمدة طويلة، إلى توافد أعداد كبيرة خلال إعادة الفتح، وهو ما ينتج عنه تدافع وازدحام شديدين.

ويُتوقع في هذا السياق، أن يشهد يوم الإثنين توافد أعداد كبيرة جدا من ممتهني التهريب من أجل الدخول إلى سبتة لتهريب السلع بعد توقف دام لأزيد من شهر.

وجدير بالذكر أن خلال السنة الجارية شهدت باب سبتة مصرع شخصين وإصابات عدد من ممتهني وممتهنات التهريب المعيشي.

 في وقت سابق نفت السلطات المغربية وجود موعد لفتح معبر باب سبتة، وأكدت رفضها التحركات التي تقوم بها سلطات مدينة سبتة التي تحتلها إسبانيا، ومعها بعض المواقع الإخبارية، بهدف «ممارسة الضغط والتضليل» في ملف فتح المعبر الحدودي باب سبتة، من خلال الإعلان بشكل منفرد عن تاريخ إعادة فتح المعبر يوم بعد غد الإثنين، الذي يصادف ذكرى استقلال المغرب.
وقالت وسائل إعلامية إسبانية بمدينة سبتة إن معبر باب سبتة شهد، مساء الخميس، «اقتحاماً بالقوة من طرف ممتهني التهريب المعيشي، خاصة من طرف النساء، بعد أن امتنعت عناصر الحرس المدني الإسباني عن اعتراضهم»، مشيرة إلى أن العشرات من ممتهني التهريب اقتحموا المعبر من الجانب الإسباني في اتجاه المغرب لحظة تساقط الأمطار بغزارة.
وأفادت مصادر مغربية مسؤولة أن سلطات سبتة «تحاول اختلاق أحداث وهمية مرتبطة بممتهني التهريب، مثلما وقع اليوم الخميس بمعبر سبتة من خلال فيديو تم توثيقه بمقربة من العناصر الأمنية الإسبانية، والذي يروج لحادث هجوم في صفوف ممتهني التهريب على المعبر الحدودي»، موضحاً أن «الزخات المطرية التي عرفتها المنطقة دفعت ممتهني التهريب المعيشي للاختباء والاحتماء بأماكن آمنة». وأوضحت أن «التاريخ الذي تروج له السلطات الإسبانية من خلال إعلامها المحلي مجرد وسيلة لامتصاص غضب لوبيات التهريب بالمدينة، وأن السلطات المغربية جارية في استكمال الأشغال التي يعرفها المعبر، وتجهيزه بكافة الشروط الأمنية واللوجيستيكية، ضماناً لسلاسة المرور وحماية لسلامة العابرين، وبالتالي لا تاريخ محدداً سلفاً لإعادة فتح المعبر دون استيفاء هذه الشروط المتفق عليها بين الجانبين».
وأضافت أن السلطات المغربية «ترى أن الأسلوب التي تتبعه السلطات الإسبانية بالمدينة المحتلة ينم عن مدى الضغط المهول الذي تمارسه لوبيات التهريب بالمنطقة الصناعية، والذين أقدموا من خلال ممثليهم بغرفة التجارة على ممارسة شتى أشكال الضغط، سواء منها المؤسساتية أو تلك التي خرجوا من خلالها إلى الشارع العام للاحتجاج». وإن «ضغط لوبيات التهريب» جعل السلطات الإسبانية «تخدع مواطنيها وتضللهم بتحديد تاريخ لإعادة فتح المعبر من جانب واحد، إذ ما يفضح هذا الادعاء هو أن إعلامها الموجه عادة ما يؤكد أن إعادة فتح المعبر يكون نتيجة اتفاق بين الجانب المغربي والإسباني، غير أنه في هذه المرة ينسب قرار إعادة فتح المعبر إلى الجانب المغربي فقط».
وارتفعت نداءات تطالب بإيجاد حل نهائي لمعاناة ممتهني التهريب المعيشي بباب سبتة، بعد تزايد حالات الوفيات في المعبر خلال الآونة الأخيرة، كان آخرها وفاة شاب من مدينة الفنيدق في العشرين من عمره جراء سقوطه من منحدر بالمعبر، ما أثار موجة غضب في صفوف نشطاء حقوقيين وإعلاميين بالمنطقة. ويسجل معبر باب سبتة المحتلة عددا من الحوادث المميتة المتعلقة بالتدافع جراء الازدحام في صفوف ممتهني التهريب المعيشي، وهو ما يثير استنكاراً حقوقياً واسعاً، وسط مطالب بتدخل السلطات المغربية والإسبانية لتنظيم المعبر، فيما نوقشت القضية مراراً داخل البرلمانين المغربي والإسباني.
من جهتها، جددت منظمة حقوقية مغربية رفضها إعادة فتح معبر «الذل والموت» طراخال 2 في وجه التهريب المنظم، وقالت إن التهريب المعيشي تستفيد منه سلطات المدينة المحتلة بالدرجة الاولى من خلال انعاش «اقتصادها» من وراء نشاط غير مشروع «التهريب» وإغراق السوق المغربية ببضائع وسلع غدائية منتهية الصلاحية وأخرى لا تستجيب للمعايير المعمول بها، كما تستفيد من فتح المعبر مافيا التهريب وبعض رجال الأمن والجمارك، وذلك باستثمار مآسي نساء ورجال وشباب الذين دفعتهم الظروف الاجتماعية والاقتصادية والتوزيع غير العادل للثروات وانتشار الفساد والبطالة… إلى المخاطرة بأرواحهم وسلامتهم مقابل دريهمات معدودة.
وطالب مرصد الشمال لحقوق الإنسان، المرصد الحقوقي الذي ينشط في شمال المغرب، بتوفير بدائل للتهريب المنظم، مندداً في نفس الوقت بـ»الضغط الإسباني» لإعادة فتح معبر باب سبتة أمام التهريب المنظم، وقال في بلاغ أرسل لـ»القدس العربي» إنه يتابع الضغط الذي تمارسه سلطات الاحتلال الإسباني بسبتة المحتلة، منذ أكثر من شهر، بهدف إعادة فتح معبر طراخال 2 المتخصص في التهريب المنظم، وذلك بترويج حكايات وقصص وفيديوات وأخبار مزيفة. ودعا إلى ضرورة تنمية المنطقة من خلال توفير بدائل حقيقية عن التهريب بشتى أنواعه تضمن الكرامة للساكنة، ويكون لها وقع مباشر عليها.
وأعلنت الجمعية الحقوقية تشبثها بالإغلاق النهائي لمعبر الموت والذل طراخال 2. معتبرة «إعادة فتحه رضوخاً لضغوطات الاحتلال الإسباني على حساب أرواح المواطنين وسلامتهم، وخدمة للوبيات التهريب المنظم بالمعبر الوهمي»، مستنكرة صمت السلطات المحلية والمؤسسات المنتخبة والبرلمانيين إزاء الركود الاقتصادي وعدم قدرتهم على طرح بدائل حقيقية للنهوض بالمنطقة.