الوجه القذر و “فرص التنمية الضائعة”

بقلم : عبد الإله الوزاني التهامي منسق الشبكة الأوروعربية للصحافة و السياحة

جماعة بني بوزرة أو ما يسمى إعلاميا بجماعة “فرص التنمية الضائعة” ، جماعة تنتمي جغرافيا لغمارة و تقع على ساحل إقليم شفشاون ، تمتاز بخصوصيات قلما تتوفر لجماعات ترابية أخرى تنتمي لنفس الإقليم أو لغيره ، إلا أن المهيمن على هذه الجماعة النقص الفضيع البادي للعيان على جميع المستويات ، فلا شوراع لائقة بمواصفات مطلوبة ولا فضاءات اجتماعية و مرافق عمومية في المستوى المطلوب ، و لا فرص شغل و لا استغلال عقلالي للأراضي الفلاحية القوية و البعلية و لا استثمار للمجال البيئي و البحري و الشاطئي الكبير و لا …

إن جماعة بني بوزرة تعيش على إيقاع الصدمات “التخلفية” الخطيرة التي راكمتها لعقود من الزمن على يد رؤساء و مجالس ، لا علاقة لهم بالتدبير الجماعاتي العقلاني ، إذ لم يتركوا و لو بصمة واحدة تدل على إنجازاتهم لصالح الساكنة ، سوى شارع يتيم أنجز بمركز الجماعة كله اعوجاجات تدل على اعوجاج تفكير من أنجزه ، و الباقي مما أنجز يتلخص في “تجذير” نزوعات عنصرية مقيتة زرعها رئيس أسبق و تنفذها من بعده “مسامير جحا” التي بقيت يتيمة تزرع القنابل المتفجرة في طريق الأبرياء ، و فعلا لم يبق من تلك الحقبة السوداء التي سادت فيها عقليات مكدرة إلا “بيوت عنكبوت” لاصقة في جنبات الجماعة ، لم يحن الوقت بعد لأن تتخلص الساكنة من قذوراتها .
لكن في المقابل أليس من حق ساكنة بني بوزرة أن تتساءل عن الجديد الذي أتى به رئيسها الحالي المسمى عبدالسلام برهون ؟ أليس من حق شباب المنطقة أن يطالبوا السيد الرئيس بإعطائهم صورة واضحة عن السير العام للتدبير الجماعاتي لبني بوزرة ؟ أليس من حق الشريحة المثقفة من طلبة و تلاميذ و غيرهم أن يوقفوا السيد الرئيس ملتمسين منه التعجيل بالكشف عن برنامجه التنموي علانية ؟ أليس من حق كل أبناء بني بوزرة أن يصرخوا بأعلى صوتهم كفى جمودا كفى خمولا كفى نكوصا كفى استهتارا بمواطنتنا و بكرامتنا ؟؟؟
أسئلة و أخرى قد تكون أكثر حدة و أهمية تطرح بين صفوف أبناء بني بوزرة ، في المقاهي و الفضاءات العامة و الشوارع ، و لا من مجيب .
ما الذي تحقق ؟ حتى يتوقف السائلون عن طرح أسئلتهم على السيد الرئيس و مجلسه ، ما الذي أنجز ؟ و ما الذي من الممكن أن ينجز ؟
سيادة الرئيس الدكتور ، إن الجماعة و ساكنتها ليست في حاجة لحرف “د” دال ، يزيدها ذلا ، ولا لأسلوب معاملة استعلائي يزيدها انحناء ، ولا ل”لمجموعة” أمية “مكلخة” تزيدها استنزافا ، إن بني بوزرة في حاجة لرجال يتبنون قضاياها التنموية الكبيرة و الصغيرة ، في حاجة لمن يرفع سقف مطالبها ، محتاجة لمن يوصل صوتها بشتى الأساليب و الوسائل و الوسائط ، بني بوزرة في حاجة لمن يرسم لها الخطوط العريضة الموصلة لمستقبل أكثر ازدهارا و مردودية ، إنها أمانة “سيادة” الرئيس الدكتور.
إن بني بوزرة في غنى تام عن كل من يريدها بقرة حلوبا أو مطية أو جسرا نحو بلوغ و قضاء مقاصد و مصالح شخصية ضيقة ، إن البوزراتيين سئموا الخطابات الفارغة الجوفاء ، إن البوزراتيين سئموا حد الجروح الغائرة ما مورس عليهم من سياسات غادرة استبلدتهم لعقود من الزمن ، و استنزفت “آمالهم” في تنمية مطلوبة .
إن بني بوزرة جماعة شريفة عالمة نقية تقية ، مع الأسف أصبحت جماعة “شقية” بفعل الأيادي غير النقية ، لكن و رغم كل ذلك لازال الأمل قائما بأن تتحقق المعدلات الدنيا من التنمية التي بدونها لا تقوم للبوزراتي كرامة و لا إنسانية.
فهل من صفحات جميلة نتشرف بتصفحها ، في فترة رئاسة السيد برهون لجماعتنا بني بوزرة العظيمة ؟ أم سنعيد تصفح صفحات السجل السيئ الغابر من عقودها الملطخة بآثار تخلف قاتل؟ .