المدير برهون حسن 00212661078323
ستفرض الحرب في أوكرانيا ضغوطا شديدة على إمدادات المغرب من القمح، وفق ما خلص إلى تقرير حول “فحص اضطرابات إمدادات القمح العالمية في خضم الحرب الروسية الأوكرانية”، الصادر عن شركة “إرثديلي أناليتكس” للبيانات والتحليلات معالجة الأقمار الصناعية والتعلم الآلي والرؤى القابلة للتنفيذ.
عندما يتعلق الأمر بتأثيرات الحرب في أوكرانيا على إمدادات القمح العالمية، تشير صور الأقمار الصناعية إلى أن بلدين قد يكونان في خطر معين اعتبارا من اليوم، وهما المغرب وتونس.
وأوضح التقرير أن المغرب ينتج في العادة 60 في المائة من القمح الذي يستهلكه سكانه، بينما يستورد 40 في المائة المتبقية، 20 في المائة منها يأتي تاريخيا من أوكرانيا. ومع ذلك، يقول التقرير: “تشير ظروف النمو الحالية إلى أن البلاد ستشهد اعتمادا متزايدا على القمح المستورد في عام 2022.”
وأضاف التقرير: “يبلغ إنتاج القمح المحلي في المغرب حاليًا أدنى مستوى له منذ خمس سنوات، ويعيقه جزئيًا تأخر هطول الأمطار في مارس.” في حين أن تستورد القمح من فرنسا وكذلك من أوكرانيا، فمن المرجح أن يؤدي الطقس الجاف الأخير في أوروبا الغربية إلى تقليل الصادرات الفرنسية بشكل كبير، حسب توقعات خبراء “إرثديلي أناليتكس”، مع الأخذ في الاعتبار هذه التحديات لكل من الإنتاج المحلي للمغرب وإمداداته من الواردات، فإن الحرب في أوكرانيا ستضع ضغطا شديدا على توافر القمح المغربي.
ولفت التقرير إلى أن تونس هي كذلك ستوق تتأثر مثل المغرب، فهي تحصل أيضا على جزء من القمح المستورد من فرنسا، وبالتالي ستتأثر أيضا بانخفاض الصادرات الفرنسية المتوقعة حاليًا. نتيجة لذلك، ستتأثر إمدادات القمح في البلاد بشكل خاص بسبب مشكلات العرض الناجمة عن الحرب.
في غضون ذلك، تنتج تونس 41 في المائة من استهلاكها من القمح، وتستورد النسبة المتبقية 59 بالمائة، نصفها تقريبا يأتي من أوكرانيا. في حين أن البلاد قد عانت من جفاف كبير مؤخرا، فإن صحة المحاصيل المحلية تسير حاليا مع المتوسطات التاريخية.
عندما يتعلق الأمر بإطعام العالم، خلقت الحرب الحالية في أوكرانيا اضطرابا ملموسا في سلسلة الإمدادات الغذائية العالمية. أوكرانيا وروسيا من بين مجموعة من البلدان التي تنتج وتصدر المحاصيل الأساسية مثل القمح والذرة والشعير وعباد الشمس وبذور اللفت (بديل شائع لزيت عباد الشمس). والبلدان في جميع أنحاء العالم، حتى تلك التي لا تعتمد على المحاصيل الأوكرانية والروسية، تشهد آثارا مضاعفة.
يؤدي تعطل الإنتاج الزراعي في أوكرانيا وروسيا إلى خلق فجوة في الإمداد العالمي لهذه المحاصيل، مما يضع مسؤولية إضافية على عاتق المنتجين الآخرين في جميع أنحاء العالم لمحاولة تعويض الفارق، وربما يؤدي إلى نقص في جميع أنحاء العالم إذا لم يتمكنوا من القيام بذلك.