المدير برهون حسن 00212661078323
بقلم بوبية سفيان منسق الشبكة الأوروعربية
في سنة 1973 شن العرب هجوما مفاجئا على إسرائيل و ٱندلعت حرب أكتوبر حيث قررت الدول النفطية العربية قطع إمدادات النفط عن الدول التي ساندت إسرائيل في الحرب ، فارتفعت أسعار النفط ، وتراكمت ملايير الدولارات في خزائن هاته الدول ، و بدل أن تحتفظ هاته الأخيرة بثرواتها البترودولارية ، سارعت بإيداعها في البنوك الدولية ، فعملت هاته البنوك على إقراضها للدول النامية و من بينها المغرب بمعدلات فائدة ضعيفة لكنها قابلة للتغيير .. و كانت منتجات هاته الدول تعرف أسعارا متناميا في الأسواق العالمية و كان التصخم قادرا على محو أثر معدلات الفائدة ، لكن الظرفية العالمية تغيرت بعد ٱندلاع الثورة الإيرانية و حدوث صدمة بترولية جديدة ، و بدأت معدلات الفائدة ترتفع بسرعة كبيرة و كذا سعر الدولار ، فتضخمت مديونية المغرب و ما زاد الأمور سوءا إنخفاض أسعار المواد الأولية في الأسواق العالمية و جفاف ست سنوات الذي أنهك البلاد من 1979 إلى 1984 فاضطر المغرب لتوقيع برنامج التقويم الهيكلي مع البنك الدولي سنة 1983 ( هو برنامج يفرض على البلد الغير قادر على تسديد دينه تحرير الإقتصاد و تقليص دور القطاع العمومي و تقليص حجم النفقات لتتساوى مع الموارد و تحرير الأسعار و رفع الدعم و تخفيض سعر العملة ) الذي كانت له نتائج كارثية على بلدنا من قبيل تقليص الوظائف و ٱرتفاع الأسعار و تآكل المنظومة التعليمية و الصحية و ظهر ذلك جليا لما ٱجتاح البلاد وباء كورونا الذي عرى الواقع و كشف مكامن الخلل التي تسبب بها هذا البرنامج ، كما ان سياسات الحكومات المتعاقبة زادت من وخامة نتائجه من قبيل الخصخصة التي دمرت مؤسسات عمومية كبرى مثل لاسامير ، و كذا إصرارها على المزيد من الإقتراض الداخلي و الخارجي الذي ينذر بمزيد من التدهور للحالة الإقتصادية للبلاد و يجعل جل مكتسباتها التي جنتها طوال السنوات الأخيرة في مهب الريح، و لكن تبقى أخطر نتائجه على الإطلاق هو مزيد من تدهور الحالة الإجتماعية (و قد حذر البنك الدولي نفسه المغرب مرارا من خطورة الوضع ) مما قد ينذر بتفجر الوضع مستقبلا و يهدم صرح الإستقرار الذي نعمت به بلادنا و تميزت به طوال تاريخنا المعاصر .