المدير برهون حسن 00212661078323
في غفلة عن القوى العالمية الكبرى التي كانت منشغلة بالحرب العالمية الثانية، قام الجنرال الاسباني “أنطونيو يوست” في 14 يونيو من سنة 1940 بقيادة قوات عسكرية من تطوان إلى طنجة وقام باحتلال الاخيرة وضمها إلى منطقة الحماية الاسبانية بشمال المغرب.
وتم في 4 نونبر من السنة ذاتها الاعلان بشكل رسمي عن الغاء النظام الدولي في طنجة الذي تمت المصادقة عليه سنة 1923 من طرف فرنسا واسبانيا وبريطانيا، وعُين الجنرال “يوست” الحاكم العام والفعلي للمدينة والممثل الأعلى لإسبانيا في شمال المغرب.
وقام الجنرال “يوست” بتغيير كل شي داخل المدينة في فترة وجيزة، حيث ألغى جميع الهيئات والأجهزة القوانين والتشريعات التي كانت تسير عليها طنجة وتطبقها في الفترة الدولية، وأحدث في مقابلها أخرى اسبانية.
وأقدمت الادارة الجديدة الحاكمة لطنجة بحل جهاز الدرك الذي يسهر على أمن المدنية، وتم تغييره بالشرطة الاسبانية الممثلة في الحرس المدني، كما ألغت نشاطات المندوب المغربي ممثل السلطان في 16 مارس من سنة 1941.
وجميع المراكز الحيوية داخل المدينة، كالإذاعات المحلية والدولية ووسائل الاتصال ومكاتب البريد والمطار تم الاستيلاء عليها من طرف القوات الاسبانية، ومنحت لعمال ومسؤولين جدد يحملون الجنسية الاسبانية.
ومنعت الادارة الاسبانية حرية التعاملات المالية داخل المدينة وكل القوانين التي تجيز الحرية في التعاملات التجارية والاقتصادية، وأعلنت في الوقت ذاته عن عملة “البسيطة” الاسبانية عملة رسمية لطنجة دون غيرها من العملات.
وفقدت المدينة في ظرف وجيز كل علاقتها بالفترة الدولية، ودخلت بالمقابل تحت القوانين الاسبانية بشكل سلس دون مقاومة تذكر، وذلك لوجود جالية اسبانية قوية زكت هذا الاحتلال، ولإنشغال الفرنسيين والانجليز بالحرب العالمية الثانية.
غير ان هذا التغيير الذي عرفته طنجة تحت الاحتلال الاسباني لم يدم سوى 5 سنوات فقط، فبعدما وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها، عقد مؤتمر باريس في غشت 1945 الذي فرض على اسبانيا جلاء قواتها عن طنجة وإعادة النظام الدولي السابق.