المدير برهون حسن 00212661078323
بوسط مدينة لفيف بغرب أوكرانيا، غُلفت التماثيل المستوحاة من الأساطير الإغريقية والرومانية بأقمشة مشمعة وواقية من الحريق، في محاولة لحمايتها وصون التراث الثقافي الغني من حرب مدمرة.
ويتوسط الساحة المركزية في مدينة لفيف -التي يسكنها 700 ألف شخص- تمثال الإله نبتون مع ثلاث منحوتات أخرى، مستوحاة من الأساطير الونانية والرومانية. لكن لم يعد يظهر من تمثال نبتون إلا الرمح الثلاثي، لأن التمثال مغلف، على غرار تماثيل الألهة أمفيتريت والإلهة ديانا والإله أدونيس.
ويقف وراء هذه الخطوة مدير “جمعية حماية الآثار” أندري ساليوك، الذي يعمل في فترات السلم على توعية السكان والسلطات إلى ضرورة حماية التراث.
وقال ساليوك لوكالة الأنباء الفرنسية “حين بدأت المرحلة الساخنة من الحرب، قال لي مؤر خ متخصص في تاريخ الفن إنه في حال وقع قصف، قد نفقد الزجاج المعشق”. وأضاف “لم ننتظر حتى تتخذ الحكومة أي خطوة، أو حتى يسأل أحد طلب تمويل. أمنت المال وجمعنا فريق ا واشترينا المواد “، مشير ا إلى مساعدة بعض المانحين.
و يشارك إلى جانب أندري ساليوك، مرممون للقطع الفنية و مقاولو بناء ،نصحوا بالمواد التي يجب استخدامها لحماية النوافذ الزجاجية الملونة في العديد من كنائس المدينة. ويشرف أندري بوتشيكفا – أحدالمرممين- على تركيب الألواح العازلة لحماية الزجاج المعشق في كاتدرائية انتقال العذراء التي يعود تاريخ بنائها إلى نهاية القرن الرابع عشر.
وقال بوتشيكفا، وهو يراقب الرافعة التي تحمل الألواح “نحن مدركون جيد ا أننا لسنا قادرين على حماية الزجاج من استهداف مباشر، لكننا نحاول حمايته قدر الإمكان من أي ضرر طفيف، أكان حريقا أو موجة صدم أو شظايا صغيرة”.
أونيشتشنكو البالغة من العمر 66 عاما، تقول “كر ست كل حياتي لحماية التراث الثقافي… و لا أريد أن تدمر نتائج عملنا في الحرب”. وفي كنيسة أرمينية، تم تفكيك مذبح خشبي عائد للقرن الرابع عشر ومرمم مؤخر ا، ونقل لحمايته مثلما جرى خلال الحرب العالمية الأولى.
وتذكر ليليا أونيشتشنكو، أن متاحف المدينة وضعت مقتنياتها في مأمن لحمايتها. وبعدما بدأ بحماية “المقتنيات الأكثر حساسية”، ويجيب أندري ساليوك من يسألونه عما سيفعل بالتحف الفنية داخل الكنائس. بانه سيفرح بمساعدتهم والتنسيق معهم، لإكمال مهمة حماية التراث لأن ذلك لن يتحقق بدون مساعدتهم.