الأوروعربية للصحافة

التنمية البشرية والمنظمات الغير حكومية

الحقيقة أن مشكلة التنمية لا تكمن دائما في قلة الموارد المادية، وإنما في كيفية استغلال تلك الموارد. وهذه الكيفية تتوقف بدورها على طبيعة ونوعية البشر الذين يقومون باستغلالها. ولذا، فإن الاستثمار الحقيقي لابد أن يتم في الثروة البشرية وليس المادية فقط ، وهنا تبرز أهمية المجتمع المدني في القيام بهذا النوع من الاستثمار، حيث يتم من خلال المنظمات والجمعيات والهبات تنمية وتطوير المهارات والقدرات الفردية للأعضاء .واعطائهم دور معين في تحمل المسؤولية وطرح الافكار ك فاعل في المجتمع إن برهن على قدراته الذاتية في التسيير حياته الشخصية اولا وحياتي الاخرين وكان له تأثير مباشر في المجتمع فهنا تكون المنظمة أو الجمعية قد وصلت لتحقيق هدف من الأهداف المرجوة في التنمية الرأس المال البشري وهذا هو الأهم .
وهذا هو من أهم رأس المال عالميا وليس مقتصرا على بلادنا فقط ومن هذا المنطلق من الواجب على كل الهيئات والمنظمات الاستثمار في هذا الرأس المال الغير القابل التداول لكنه قابل لتطور والتنمية . إن رأس المال البشري ثروة وطنية يمكننا أن نجعل منها رافعة تنموية اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا . ومن خلال هذه ثروة يمكننا رفع مستوى الدخل للفرد ورفع من الدخل القومي للبلاد على أساس اعطائها الفرصة لإثبات إمكانياتها الفكرية والشخصية واعطائهم حيزا كبيرا من الثقة في قدراتهم وتقديم الدعم لهم ماديا ومعنويا طبعا بعد دراسة مستفيضة في مجال تخصصه .و من اجل تحقيق كل هذا على الهيئات والمنظمات أن تشتغل أولا وقبل كل شيء على تنمية رأس المال البشري . أما البحث عن ارباح أو مشاريع مدرة للدخل تأتي متزامنة مع هذا الرأس المال .و المشروع الحقيقي الذي يجب على الدولة وكل المنظمات الغير الحكومية أن تعمل معا عليه ومن باب الديمقراطية التشاركية في هذا الخصوص .

المزيد من المشاركات
1 من 4

والى سننتظر 50 عام أخرى للنهوض بهذا المجتمع .
عبد الكريم ناس الحاج

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.