- Likes
- Followers
- Subscribers
- Followers
- Subscribers
- Followers
- Followers
- Members
- Followers
- Members
- Subscribers
- Posts
- Comments
- Members
- Subscribe
هل تنتهي “بوليساريو” بانتهاء حكم بوتفليقة؟
الشباب الجزائري يطالب برحيل النظام الذي عزل البلاد عن محيطها بسبب قضية مفتعلة
بقلم: الفاضل الرقيبي
لا شك أن المخاض العسير الذي تمر منه الجزائر الشقيقة، حاليا، سيتولد عنه نظام جديد سيفرض عليه التخلي عن الأساليب المعتادة للجنرالات، خصوصا في التعامل مع القضايا والملفات الدولية، وعلى رأسها قضية الصحراء، التي تشكل حجر الزاوية في العلاقة مع المغرب. فهل ستترك الدولة العميقة في الجزائر حبل “بوليساريو” على قوارب موتها وتفتح صفحة جديدة مع المغرب؟ أم أن هناك أملا يتمسك به قادة الجبهة بين أوساط الشعب الجزائري، سيشكل حصنا ضد أي توجه معاد لـ “بوليساريو” من قبل من سيخلف بوتفليقة؟
في إحدى زيارات المبعوث الأممي السابق، كريستوفر روس، إلى الجزائر، طلب اللقاء مع قادة الأحزاب في الجزائر وبعض منظمات المجتمع المدني، ليعرف وجهة نظرهم تجاه هذه القضية، فوجد أن أغلب الأحزاب الجزائرية، ورؤوس المجتمع المدني، لا تعرف إن كانت تندوف مدينة جزائرية أم صحراوية، لكثرة ارتباطها باسم “بوليساريو” ومخيماتها هناك.
الصحافة الجزائرية كتبت بصريح العبارة أنه، باستثناء قادة الأحزاب التقليدية، فإن باقي القوى السياسية لا تعرف حيثيات القضية ولا أسسها وأن معظمها يستغرب غلق الحدود مع المغرب، لما يسببه من تعطيل لحركة التنمية في المنطقة المغاربية. وقد ظهرت، أخيرا، بعض النخب الجزائرية في مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات التلفزيونية تطالب الحكومة الجزائرية بضرورة مراجعة موقفها من قضية الصحراء.
ولعل تصريحات قائد أكبر حزب جزائري، عمار سعيداني، تعطي لمحة عن طبيعة تفكير بعض القادة الجزائريين، الذين ألجمهم النظام البوتفليقي بضرورة الالتزام بالموقف الرسمي تجاه القضية الصحراوية، إلا أن بعضهم، عندما يحل بالمغرب، في زيارات غير رسمية، يبدي استغرابه من تعامل بلاده بهذه الطريقة في ملف لا يعنيها، ويتناقض مع شعار دبلوماسيتها، التي تحث على عدم التدخل في شؤون الغير.
لا شك أن قادة الرابوني يراقبون ما يحدث بالجزائر بكل خوف، خصوصا إذا علمنا أن سقوط بوتفليقة يعني نهاية آخر حكام الجزائر من جيل زرع فيه بومدين العداء تجاه المغرب، ولعل الوحيدين الذين يتمنون أن يعود بوتفليقة إلى الحياة هم قادة الجبهة، ليقينهم أنه، مع آخر نفس لبوتفليقة، ستنقلب عليهم الطاولة وسيجدون أنفسهم في مواجهة مباشرة مع الأمر الواقع، وحيدين، ولا أظن أن رئيسا شريفا سيقبل بإقامة دولة على أراضيه، أو يتنازل عن شبر منها لصالح جهة ما لتفرض على قرابة تسعين ألف لاجئ العيش في ظروف صعبة، وتنفذ بهم أجندة تكلف الخزينة الجزائرية ما يكفى لإعمار مدينة كاملة، والشباب الجزائري في الشارع يرفع شعارات تطالب برحيل النظام وأساليبه وأدواته، التي عزلت الجزائر عن محيطها الجغرافي والقومي، بسبب قضية مفتعلة ومبررات دعمها غير المقنعة في القرن الواحد والعشرين.
لعل ما يسهل مهمة الوافد الجديد على المرادية هو تصدع البيت الداخلي لـ “بوليساريو”، التي تشهد أسوأ فتراتها منذ عهد الراحل بومدين، فقد ظهرت عدة مؤشرات، أخيرا، تفيد وجود أمر غير عاد في البيت الداخلي للجبهة، وهي على أعتاب مؤتمرها الذي تعقده، ولأول مرة دون وضوح معالم الرؤية للمرحلة المقبلة، في وقت يرص فيه شباب المخيم صفوفه وراء أصوات مطالبة بإنهاء المهزلة والعودة من هذا الجحيم، وضد متاجرة قيادة الجبهة بمستقبلهم وحقهم في الحياة والمتاجرة بما تجود به عليهم الهيآت الأممية، والذي شهد تراجعا حادا في السنوات الأخيرة، ما جعل القيادة هناك تتوجه لنهب المساعدات المالية التي تهبها الجزائر مباشرة لتعويض النقص في مصاريفها الباذخة، خارج الجزائر وداخلها. لذلك فلن يجد أي رئيس جزائري قادم كثيرا من المتاعب في فك الارتباط بالجبهة، ما دامت قلوبهم ليست على رجل واحد، مع اقتراب المؤتمر، الذي قد يلحق فيه غالي بعبد العزيز بوتفليقة، ولكن ليس إلى المستشفى، هذه المرة، بل إلى مزبلة التاريخ.