المدير برهون حسن 00212661078323
https://www.facebook.com/PressTourisme
برنامج الرحلة
👈 نقدم لكم رحلة الأحلام
☕> الراشدية 🌴> أرفود 🍝> الريصاني 🌅> مرزوكة 💪
التواريخ المحددة للرحلة تهاية الأسبوع أيام الجمعة السبت الأحد
أبريل 2019
🔰 مساء الجمعة
⏰20:00 الساعة CTM الانطلاقة من مدينة تطوان محطة
20:40 الانطلاقة من مدينة طنجة أمام محطة القطار
⏰ 23:00 توقف في لتناول وجبة العشاء
🔰 يوم السبت
⏰ 08.00: الوصول لِمدينة الرّشيدية
تناول وَجبَة الفطور
⏰ 09.00: الوِجهَة : العين الزّرقاء (مْسْكِي) متضمن
النّزول للعين الزّرقاء مسكي عين مائية طبيعية
جولة بغابة واحة مْسْكِي
⏰11.00: الوجهَة: مدينة أرفود
التّوقّف بواحَة ولاد شَاكر أخذ الصّور معَ مناظر البانورامي
التّوقّف بعين العاطي
اقتناء اوشحة
التّوجّه لاقتناَء المَنتوجات المحَلّية، تُمور
⏰ 12.00: الوِجهة : مدينة الرّيصاني
تناول وجبة الغَذاء بالمطعم (أكلة المَدْفُونَة ) مع التنشيط
زيارة ضريح مولاي علي الشّريف مهد الدولة العلوية الشريفة
التجول بحديقة الضّريح
⏰14.30: الوجهة: صَحْراء مَرزوكة
الوصول دار كناوة رقص علا ايقاعات كناوة واخد صور والعزف على الآلات الموسيقية
توجه للمعشبة اقتناء منتجات الورد وا الحناء ومواد التجميل والعشوب
الوصول للفندق وضع الأمتعة 🎒
ركوب الجمال و التوجه نحو الرمال الذهبية
الصعود الى أعلى قمة رملية و الاستمتاع منظر غروب الشمس 🌄
التجول في أعلى الكتبان
استقبال فولكلوري
مسابقات و جوائز
عشاء بوفي متنوع و سهرة ليلية
🔰 يوم الأحد
⏰6:30: الاستيقاظ
الاستيقاظ باكرا و الاستمتاع بمنظر شروق الشمس 🌞
تناول وجبة الفطور بالفندق
⏰ 09.00 العودة لمدينة الرّيصاني
التوقف بتعاونية الجِمال اقتناء حليب النّاقة
⏰10.30التوجه نحو مدينة أرفود
التّوقّف بفضاء معرض المسْتحاثَّـات الحَجَرية الديناصورات
⏰11:30التوجه لمدينة زايدة
– تناول وجبة الغذاء – حر
⏰15:00: انطلاق رحلة العودة
⏰21:00: الوصول إلى مدينة طنجة
⏰21:40 الوصول إلى مدينة تطوان
🚫 ﻷسباب امنية وسلامة المسافرين نقطة اﻹنطلاقة = نقطة العودة
الحاجيات
👟 حذاء رياضي
👒 قبعة شمسية
🚨💲ثمن المشاركة 999 درهم /للشخص ويتضمن
🚌 النقل بحافلة سياحية مُكَيَّفَة ومُريحَة
🏨 المبيت بفندق بمرزوكة
🎋 واجب دخول العين الزرقاء
🍲 وجبة العشاء يوم السبت
🎶 السهرة الليلية فلكلور 🎻🎼
🐪 الجمال
☕ وجبة الفطور يوم الأحد بالفندق
🌈 وعدد كبير من المفاجأة
👈 للحجز اداء تسبيق ( 400درهم) 💵 في
رقم الحساب 💲: او في مكتب الوكالة
☆ طريقة الحجز مع BARHON TRAVELS
0660.049.288 اﻹتصال المباشر أو الواتساب بحسن برهون رقم الهاتف 0661.07.8323 أو
ححز المقعد بأداء مبلغ المشاركة أو تسبيق قدره 400 درهم
للحجز وللمزيد من المعلومات المرجوا الاتصال بحسن برهون على الرقام التالي
0661.07.8323
https://www.facebook.com/PressTourisme

جنوب شرق المغرب، تطل مدينة “مرزوكة” التي يلقبها السياح بـ”بحر الرمال” و”درة الصحراء المغربية “، تبعد مسافة 130 كيلومترًا عن مدينة الراشدية التي تتمتع بمساحات رملية واسعة يقصدها الزوار للتداوي من داء الروماتيزم.
تتيح كثبان “مرزوكة” الممتدة على طول 22 كيلومترًا وعرض خمسة كيلومترات، فرصة التأمل في تبدل ألوان الرمال بحسب تغير ضوء النهار، خاصة عند التربع على قمة تلك الكثبان التي تعد الأعلى في المغرب، يجد أغلب قاصدي مرزوكة ضالتهم في البساطة بعيدًا عن صخب الحياة المعاصرة، لا سيما بفضل الموسيقى التقليدية وكرم الضيافة وغير ذلك مما توارثه السكان عن أسلافهم.
يمكن الوصول إلى المدينة برًا أو جوًا، الطريق البرية تنطلق من مدينة الراشدية التي تشكل نقطة عبور لأي مسافر إلى المنطقة، ونظرًا لمكانة المدينة وجاذبيتها، جرى تشغيل خط مباشر بين الدار البيضاء ومرزوكة بواسطة حافلة النقل العمومي خلال فصل الصيف.
أما الطريق الجوية، فتتم عبر الخط الجوي الذي انطلق مطلع الصيف الماضي بين الدار البيضاء والراشدية، ولدى وصول المسافر إلى مطار مولاي علي الشريف، يحتاج أن يستقل سيارة أجرة لبلوغ منطقة مرزوكة.
عند الوقوف على تاريخ المدينة وسكانها، نكتشف أن المنطقة كانت في الماضي غير مأهولة وشكلت نقطة عبور للتجار المتوجهين إلى “تمبكتو” في مالي أو القادمين منها
بين الراشدية ومرزوكة، يأسر ناظريك خلاء المكان وسكونه الذي تكسره أمواج الرمال، عندما تصل إلى المدينة التي تبعد عن الحدود الجزائرية نحو 20 كيلومترًا، يفرض عليك مناخها وحبات الرمال التي تمتزج بالهواء وضع لثام على وجهك، حتى لا تزعجك العواصف الرملية التي تفاجئك بين الحين والآخر.
عرق الشابي عند غروب الشمس
وعند الوقوف على تاريخ المدينة وسكانها، نكتشف أن المنطقة كانت في الماضي غير مأهولة وشكلت نقطة عبور للتجار المتوجهين إلى “تمبكتو” في مالي أو القادمين منها، كما أنها تنتمي إلى كتلة صحراوية تدعى “عرق الشابي”، ذات الخصوصيات الطبيعية والإثنوغرافية والتاريخية الفريدة، كما أنها شكلت نقطة وصول قوافل التجارة الصحراوية (تجارة الذهب – العبيد) التي ربطت الحوض المتوسطي ببلاد إفريقيا جنوب الصحراء.
ففي القرن الثالث الميلادي، كانت “سجلماسة” المدينة القديمة التي أصبحت مجرد أطلال في ضاحية مدينة “الريصاني”، العاصمة التجارية والروحية للمنطقة، وورد ذكرها في كتابات رحالة كبار من أمثال ابن بطوطة وأيون الإفريقي.
تتميز طبيعتها بأنها مصدر سياحي من حيث السياحة الاستشفائية والاستكشافية والرياضية، على طول أيام السنة، فالسياح يتدفقون إلى القرية طالبين الشفاء من أمراض المفاصل المختلفة
ومناخ مرزوكة حار ويتضح من شكل الصحراء مدى صعوبة الحياة بها، ولكنها تظهر لنا تجربة إنسانية صامدة على مر القرون، ففي الصيف تشكل مرزوكة التي يقطنها ما يقارب 3000 نسمة مزارًا يتوافد عليه عدد كبير من السياح، وفيما ارتبط ذكر اسم الحمام بالماء، مرزوكة تمكنك من الاستحمام في الرمال، إذا كنت تعاني مرضًا في المفاصل.
تتميز طبيعتها بأنها مصدر سياحي من حيث السياحة الاستشفائية والاستكشافية والرياضية، على طول أيام السنة، فالسياح يتدفقون إلى القرية طالبين الشفاء من أمراض المفاصل المختلفة، في جوف الكثبان التي تحتضنها درجات الحرارة وسخونة الرمال.
فتنتشر الخيام الصغيرة التي تشبه العيادات، والتي يقيمها أبناء المنطقة الذين يعلمون مدى تأثير تلك الرمال، فرمالها ربحت عبر السنوات مصداقية علاجية أكيدة جعلتها مقصدًا للآلاف من مجمل مناطق المغرب، بل ومن بلدان عديدة، للاستمتاع والاستشفاء بعمليات الاستحمام الرملي.
وعن تفاصيل عمليات الاستحمام الرملي، يُطمر الشخص الراغب في الاستحمام كاملًا في الرمل، باستثناء رأسه الذي تتم تغطيته بقبعة كبيرة ودائرية، تعرف بالعامية بـ”التارازا”، وهي شبيهة بقبعات المكسيكيين تفاديًا لضربة شمس.
تدوم عملية الطمر أو ما يطلق عليها بالعامية “الردم” بين 10 و15 دقيقة، خلال هذه الفترة، يقدم أحد المشرفين المرافقين للشخص المستفيد من عملية الاستحمام الرملي، جرعات قليلة من الماء حتى لا يصاب بالجفاف جراء عملية الامتصاص التي تقوم بها الرمال.
يسبق عملية الطمر، تهيئة أماكن الدفن الشبيهة بالمقابر، يقوم بهذه العملية أبناء المنطقة منذ الصباح الباكر، حتى يتسنى لهذه الحفر اكتساب حرارة أكبر من أشعة الشمس وتكون جاهزة لاستقبال الراغبين في العلاج.
وبعد قضاء ما يقارب 15 دقيقة في الخيمة، يتوجه من قام بالعلاج إلى أحد الحمامات التقليدية الموجودة في المنطقة للاستمتاع بحمام دافئ في المياه الساخنة.
يُطمر الشخص الراغب في الاستحمام كاملًا في الرمل، باستثناء رأسه الذي تتم تغطيته بقبعة كبيرة ودائرية، تعرف بالعامية بـ”التارازا”، وهي شبيهة بقبعات المكسيكيين تفاديًا لضربة شمس، تدوم عملية الطمر أو ما يطلق عليها بالعامية “الردم” بين 10 و15 دقيقة
وعن فوائد الحمام الرملي في أمراض الروماتيزم، فجودة رمال المدينة ومناخها القاري الذي تتمتع به وارتفاع درجة الحرارة، يساعد على الاستفادة من فيتامين “د”، الذي يساعد على تقوية العظام، كما أن وجود المدينة في منطقة مرتفعة عن البحر 3000 متر يساعد الزوار على الاستفادة من أشعة الشمس الحارقة التي توفر لهم علاجًا مهمًا لآلام الروماتيزم.
وتنتشر عند أقدام تلال “مرزوكة” سلسلة من دور الضيافة والفنادق متفاوتة المستويات، وإن كانت في مجملها تقدم خدمات بأسعار في المتناول، مقارنة مع الوجهات السياحية التقليدية في المملكة.
الرباط، المغرب (CNN)- في الطريق من الرشيدية عاصمة منطقة تافيلالت، (جنوب شرق) وبمجرد اجتياز مدينة الريصاني الصغيرة، يعيش زائر المرة الأولى تلك الصدمة البصرية المتولدة عن الاصطدام فجأة بمجال طبيعي مختلف يسوده امتداد رملي فسيح، موزع بين فضاء منبسط لا تحده العين، وتلال رملية ساحرة تلمع بلونها الذهبي.
لا تتبدد هذه الصورة إلا حين تطالع العين رقع خضراء في قلب القحط والفيافي، هي واحات تزهو بأشجار نخيل سامقة محوطة بمزروعات ترويها عيون من عطاء جوف الأرض.
هكذا تبدو “مرزوكة”، دُرة المجال الصحراوي المغربي، أسطورة تحيا في الواقع، وحقيقة أقرب الى الأسطورة، بالنسبة للمغاربة والأجانب على السواء، يُقال عنها إن رمالاً يصهرها حر الصيف القائظ، لها وقع السحر الشافي من أمراض البدن، ومشهد شروق الشمس وغروبها على الكثبان الذهبية لا نظير له في الكون، ويقال أيضاً ان من يتيه في مجاهلها قد لا يعود أبداً.
جيولوجياً تنتمي مرزوكة إلى كتلة صحراوية تدعى “عرق الشابي”، ذي الخصوصيات الطبيعية والاثنوغرافية والتاريخية الفريدة.. هنا، على تخوم الجنوب الشرقي للمغرب، شكلت المنطقة نقطة وصول قوافل التجارة الصحراوية التي ربطت الحوض المتوسطي ببلاد أفريقيا جنوب الصحراء (تجارة الذهب، العبيد….).. ففي القرن الثالث الميلادي، كانت “سجلماسة”، المدينة القديمة التي أصبحت مجرد أطلال في ضاحية مدينة الريصاني، العاصمة التجارية والروحية للمنطقة، وورد ذكرها في كتابات رحالة كبار، من أمثال ابن بطوطة، وأيون الأفريقي.
مرزوكة تعاند مناخها الصحراوي.. ثمة حياة اجتماعية وتجربة إنسانية صامدة منذ قرون، وساكنة، متوزعة بين قرى صغيرة أو مترحلة بحثا عن الكلأ ومصادر المياه، تعطي الدليل على قدرة الإنسان على التأقلم مع مختلف الظروف والأوضاع، وتتمسك بنمط حياتها، وإن كانت تنتظر التفاتة أكبر من الدولة لتوفير المرافق والخدمات الحيوية التي تعينهم على تقوية جاذبية المنطقة وإنمائها.
تتخذ الحركة السياحية في مرزوقة مظهرين: سياحة استشفائية صحية بحمامات رمال، ذات طابع موسمي صيفي، وأخرى إيكولوجية ورياضية واستكشافية على طول أيام السنة.. مع ارتفاع درجات الحرارة التي توقد سخونة الرمال، يبدأ تدفق سياح يطلبون شفاء من أمراض المفاصل المختلفة، في جوف الكثبان.
أشبه بعيادات شعبية تنتشر بالعشرات، تحت خيام صغيرة، يقيمها أبناء المنطقة العارفون بمفعول الرمل على البدن المنخور بالبرودة، تجري عمليات التأهيل الصحي في مدافن، وفق طقوس خاصة، وباحتياطات ومهارات تجعلها أبعد عن المخاطرة بالأرواح، خصوصاً أن الحرارة تحت الرمل قد تفوق الخمسين درجة.
ولأن التجارب الفردية تنتقل شفاهة بسرعة كاسحة، فإن رمال مرزوكة ربحت عبر السنوات مصداقية علاجية أكيدة جعلتها مقصداً للآلاف من مجمل مناطق المغرب، بل ومن بلدان عديدة.. أما الحصص العلاجية البسيطة فهي لا تكلف في عرف المعالجين المحليين المطبوعين على القناعة والبساطة والكرم، حتى وهم يكابدون شظف العيش، سوى القليل من جود الزائر.
الصيف موسم انتعاش حركة سياحية تنشط دورة اقتصادية متواضعة تتغذى على إيجار البيوت والغرف لدى الساكنة وتسويق المنتجات المحلية من صناعة تقليدية وأزياء صحراوية وإكسسوارات عتيقة.
أما في باقي فصول العام، فان نشاطاً سياحياً مغايراً يجعل مرزوكة وجهة عالمية ولو في ظل نقص البنيات الأساسية.. لعشق الصحراء فنون وألوان.. جولات موجهة بالأقدام أو على ظهور الجمال، عبر التلال الساحرة، التي يتغير لونها بين الذهبي اللامع والبرتقالي، حسب تعاقب شروق الشمس وغروبها، سباقات بالسيارات الرباعية الدفع عبر مسالك محددة يعرفها أبناء المنطقة، قوافل للدراجات النارية تمخر الكثبان في مغامرات لا تنسى.. تلك مشاهد يومية في حياة صحراء يشق سكينتها هدير المحركات.
وحيث أضحت السياحة مصدراً حيوياً لمداخيل البلدة، تنتشر عند أقدام تلال مرزوكة سلسلة من دور الضيافة والفنادق متفاوتة المستويات، وإن كانت في مجملها تقدم خدمات بأسعار في المتناول، مقارنة مع الوجهات السياحية التقليدية في المملكة.
يقول عبد السلام صادوق، الرجل الستيني والفاعل السياحي المخضرم: “هدفنا الأساسي أن يعودوا إلينا مرة أخرى.. قصتنا مع الزوار ليست مادية فقط بل ثقافية وإنسانية.. نحتاج أن نروي حكاياتنا وأساطيرنا، وان تسافر مع كل زائر لنا، مهما كانت جنسيته.”
الرجل الذي يملك داراً للضيافة متاخمة للتلال الرملية يتحدث بنبرة أسف على حالة البنيات الأساسية التي تعوق إقلاعاً سياحياً في المتناول، بالنظر الى مقدرات المنطقة وجاذبيتها.
يقول صادوق لموقع CNN بالعربية: “إنها مرزوقة (بالقاف).. نثق في بركة هذا المكان وفي مستقبله أيضاً، ولا ننتظر الكثير من السلطات.. مد طرق معبدة وتجهيز قنوات التطهير السائل ليس بالكثير.”
والواقع أن ضعف البنيات الأساسية لا يحول دون تدفق متواصل لآلاف السياح من أوروبا بوجه خاص، ولاسيما من إسبانيا وفرنسا وغيرهما.. جاذبية المكان والشعور بالأمان والسكينة في حضن الأهالي غواية لا تقاوم.
الفقر والبطالة يدفعان شرائح من فتية المنطقة وشبابها إلى الهجرة، سواء للداخل المغربي أو إلى “الفردوس” الأوروبي، بحثاً عن آفاق أفضل للعيش.. لكن ثمة من غادر ثم عاد مؤمناً بالحياة هنا في قلب الصحراء، كما عاش الأجداد.
ناصر الناصري، الشاب الذي طاف عبر العالم باحثاً عن ذاته ومستقبل أفضل، يخوض إلى جانب آخرين تحدي البقاء والإنماء، بلا أي دعم مؤسساتي، وبتشارك مع نظراء له من الفاعلين السياحيين هنا، يدير ناصر مهرجاناً دولياً لموسيقى العالم.
عند سفح واحدة من أعلى تلال مرزوكة، تنتصب للعام الثالث على التوالي منصة فنية مفتوحة على مجال رملي، مقترحة باقة متنوعة من التعبيرات الفنية المحلية والغربية، العربية والأمازيغية، موسيقى الطوارق وأهازيج الأطلس ورقصات شرقية وإيقاعات الفلامنكو وغيرها، كل ذلك في إطار مشهد يكرس، على حد قول الناصري، هوية المنطقة كملتقى للثقافات والحضارات عبر التاريخ.
المهرجان مبادرة طوعية تكلف الكثير لكنها تعكس إصرار طاقات محلية على وضع بلدتهم الصحراوية الهادئة على الخريطة.
يقول ناصر للموقع: “منذ صبيحة إسدال الستار عن المهرجان، نفكر في كيفية سداد الديون التي تطوقنا، لكن لا شيء سيمنعنا من مواصلة المشروع متسلحين بقناعة أن مرزوكة تستحق أن تسافر عبر العالم، وأن يحج إليها العالم.”
مرزوكة سيرة مكان يختزن كل أسرار وفتنة الصحراء، يدعو الغرباء لتجديد الصلة مع عالم البساطة والسكينة والعودة إلى الجوهر الإنساني، ويحكي قصة إرادة الانتماء إلى الأرض وإنمائها والإطلالة من خلالها على الآخر.
في الطريق من الرشيدية عاصمة منطقة “تافيلالت”، جنوب شرق، وبمجرد اجتياز مدينة الريصاني الصغيرة، يعيش زائر المرة الأولى تلك الصدمة البصرية المتولدة عن الاصطدام فجأة بمجال طبيعي مختلف يسوده امتداد رملي فسيح، موزع بين فضاء منبسط لا تحده العين، وتلال رملية ساحرة تلمع بلونها الذهبي.
لا تتبدد هذه الصورة إلا حين تطالع العين رقع خضراء في قلب القحط والفيافي، هي واحات تزهو بأشجار نخيل سامقة محوطة بمزروعات ترويها عيون من عطاء جوف الأرض.
هكذا تبدو “مرزوكة”، دُرة المجال الصحراوي المغربي، أسطورة تحيا في الواقع، وحقيقة أقرب الى الأسطورة، بالنسبة للمغاربة والأجانب على السواء، يُقال عنها إن رمالاً يصهرها حر الصيف القائظ، لها وقع السحر الشافي من أمراض البدن، ومشهد شروق الشمس وغروبها على الكثبان الذهبية لا نظير له في الكون، ويقال أيضاً ان من يتيه في مجاهلها قد لا يعود أبداً.
جيولوجياً تنتمي “مرزوكة” إلى كتلة صحراوية تدعى “عرق الشابي”، ذي الخصوصيات الطبيعية والاثنوغرافية والتاريخية الفريدة.. هنا، على تخوم الجنوب الشرقي للمغرب، شكلت المنطقة نقطة وصول قوافل التجارة الصحراوية التي ربطت الحوض المتوسطي ببلاد أفريقيا جنوب الصحراء “تجارة الذهب، العبيد”، ففي القرن الثالث الميلادي، كانت “سجلماسة”، المدينة القديمة التي أصبحت مجرد أطلال في ضاحية مدينة الريصاني، العاصمة التجارية والروحية للمنطقة، وورد ذكرها في كتابات رحالة كبار، من أمثال ابن بطوطة، وأيون الأفريقي.
“مرزوكة” تعاند مناخها الصحراوي، ثمة حياة اجتماعية وتجربة إنسانية صامدة منذ قرون، وساكنة، متوزعة بين قرى صغيرة أو مترحلة بحثًا عن الكلأ ومصادر المياه، تعطي الدليل على قدرة الإنسان على التأقلم مع مختلف الظروف والأوضاع، وتتمسك بنمط حياتها، وإن كانت تنتظر التفاتة أكبر من الدولة لتوفير المرافق والخدمات الحيوية التي تعينهم على تقوية جاذبية المنطقة وإنمائها.
تتخذ الحركة السياحية في مرزوقة مظهرين: “سياحة استشفائية صحية بحمامات رمال، ذات طابع موسمي صيفي”، وأخرى “إيكولوجية ورياضية واستكشافية على طول أيام السنة” مع ارتفاع درجات الحرارة التي توقد سخونة الرمال، يبدأ تدفق سياح يطلبون شفاء من أمراض المفاصل المختلفة، في جوف الكثبان.
أشبه بعيادات شعبية تنتشر بالعشرات، تحت خيام صغيرة، يقيمها أبناء المنطقة العارفون بمفعول الرمل على البدن المنخور بالبرودة، تجري عمليات التأهيل الصحي في مدافن، وفق طقوس خاصة، وباحتياطات ومهارات تجعلها أبعد عن المخاطرة بالأرواح، خصوصاً أن الحرارة تحت الرمل قد تفوق الخمسين درجة.
ولأن التجارب الفردية تنتقل شفاهة بسرعة كاسحة، فإن رمال “مرزوكة” ربحت عبر السنوات مصداقية علاجية أكيدة جعلتها مقصداً للآلاف من مجمل مناطق المغرب، بل ومن بلدان عديدة.
أما الحصص العلاجية البسيطة فهي لا تكلف في عرف المعالجين المحليين المطبوعين على القناعة والبساطة والكرم، حتى وهم يكابدون شظف العيش، سوى القليل من جود الزائر.
الصيف موسم انتعاش حركة سياحية تنشط دورة اقتصادية متواضعة تتغذى على إيجار البيوت والغرف لدى الساكنة وتسويق المنتجات المحلية من صناعة تقليدية وأزياء صحراوية وإكسسوارات عتيقة.
أما في باقي فصول العام، فإن نشاطاً سياحياً مغايراً يجعل مرزوكة وجهة عالمية ولو في ظل نقص البنيات الأساسية، لعشق الصحراء فنون وألوان.
جولات موجهة بالأقدام أو على ظهور الجمال، عبر التلال الساحرة، التي يتغير لونها بين الذهبي اللامع والبرتقالي، حسب تعاقب شروق الشمس وغروبها، سباقات بالسيارات الرباعية الدفع عبر مسالك محددة يعرفها أبناء المنطقة، قوافل للدراجات النارية تمخر الكثبان في مغامرات لا تنسى.
تلك مشاهد يومية في حياة صحراء يشق سكينتها هدير المحركات.
وحيث أضحت السياحة مصدراً حيوياً لمداخيل البلدة، تنتشر عند أقدام تلال مرزوكة سلسلة من دور الضيافة والفنادق متفاوتة المستويات، وإن كانت في مجملها تقدم خدمات بأسعار في المتناول، مقارنة مع الوجهات السياحية التقليدية في المملكة.
يقول “عبد السلام صادوق”، الرجل الستيني والفاعل السياحي المخضرم: “هدفنا الأساسي أن يعودوا إلينا مرة أخرى.. قصتنا مع الزوار ليست مادية فقط بل ثقافية وإنسانية.. نحتاج أن نروي حكاياتنا وأساطيرنا، وان تسافر مع كل زائر لنا، مهما كانت جنسيته”.
الرجل الذي يملك داراً للضيافة متاخمة للتلال الرملية يتحدث بنبرة أسف على حالة البنيات الأساسية التي تعوق إقلاعاً سياحياً في المتناول، بالنظر الى مقدرات المنطقة وجاذبيتها.
يقول “صادوق” لموقع “CNN” بالعربية: “إنها مرزوقة بالقاف.. نثق في بركة هذا المكان وفي مستقبله أيضاً، ولا ننتظر الكثير من السلطات.. مد طرق معبدة وتجهيز قنوات التطهير السائل ليس بالكثير”.
والواقع أن ضعف البنيات الأساسية لا يحول دون تدفق متواصل لآلاف السياح من أوروبا بوجه خاص، ولاسيما من إسبانيا وفرنسا وغيرهما.
جاذبية المكان والشعور بالأمان والسكينة في حضن الأهالي غواية لا تقاوم.
الفقر والبطالة يدفعان شرائح من فتية المنطقة وشبابها إلى الهجرة، سواء للداخل المغربي أو إلى “الفردوس” الأوروبي، بحثاً عن آفاق أفضل للعيش، لكن ثمة من غادر ثم عاد مؤمناً بالحياة هنا في قلب الصحراء، كما عاش الأجداد.
“ناصر الناصري”، الشاب الذي طاف عبر العالم باحثاً عن ذاته ومستقبل أفضل، يخوض إلى جانب آخرين تحدي البقاء والإنماء، بلا أي دعم مؤسساتي، وبتشارك مع نظراء له من الفاعلين السياحيين هنا، يدير ناصر مهرجاناً دولياً لموسيقى العالم.
عند سفح واحدة من أعلى تلال “مرزوكة”، تنتصب للعام الثالث على التوالي منصة فنية مفتوحة على مجال رملي، مقترحة باقة متنوعة من التعبيرات الفنية المحلية والغربية، العربية والأمازيغية، موسيقى الطوارق وأهازيج الأطلس ورقصات شرقية وإيقاعات الفلامنكو وغيرها، كل ذلك في إطار مشهد يكرس، على حد قول “الناصري”، هوية المنطقة كملتقى للثقافات والحضارات عبر التاريخ.
المهرجان مبادرة طوعية تكلف الكثير لكنها تعكس إصرار طاقات محلية على وضع بلدتهم الصحراوية الهادئة على الخريطة.
يقول “ناصر” للموقع: “منذ صبيحة إسدال الستار عن المهرجان، نفكر في كيفية سداد الديون التي تطوقنا، لكن لا شيء سيمنعنا من مواصلة المشروع متسلحين بقناعة أن مرزوكة تستحق أن تسافر عبر العالم، وأن يحج إليها العالم”.
“مرزوكة” سيرة مكان يختزن كل أسرار وفتنة الصحراء، يدعو الغرباء لتجديد الصلة مع عالم البساطة والسكينة والعودة إلى الجوهر الإنساني، ويحكي قصة إرادة الانتماء إلى الأرض وإنمائها والإطلالة من خلالها على الآخر.
يزخر المغرب بطبيعة متنوعة، والتي تمتد من جبال وطبيعة خضراء إلى صحراء وكثبان رملية ساحرة. ومرزوكة من بين المدن التي تتمتع بسحر خاص. فهذه المدينة الصحراوية الصغيرة التي تلقب بـ”بحر الرمال”، تقع جنوب شرق المغرب، تبعد مسافة 130 كيلومترًا عن مدينة الراشدية. .تتمتع هذه المدينة، بمساحات رملية واسعة يقصدها الزوّار أجانب ومغاربة للعلاج. هذه المدينة معروفة بسحر خاص، فكثبانها الرملية الواسعة قد تأسر قلب كل من يطأها بقدمه. ويمكن الوصول إليها برًّا أو جوًا. فإن كنت ترغب في أن تسلك الطريق البرّية، ستبدأ رحلتك من مدينة الراشدية التي تشكل نقطة عبور لأي مسافر إلى المنطقة. وفي فصل الصيف، فقد جرى تشغيل خط مباشر بين الدار البيضاء ومرزوكة بواسطة حافلة النقل العمومي، نظر إلى الإقبال الذي تعرفه المنطقة من طرف السياح.
shareتعدّ مرزوكة من أهم الوجهات السياحية في المغرب لتمتعها بسحر خاص وبطقس صحراوي بديع
أما الطريق الجوّية، فتتم عبر الخط الجوي بين الدار البيضاء والراشدية، وبمجرد وصولك إلى المطار تحتاج إلى أن تستقل سيارة أجرة لبلوغ منطقة مرزوكة. وتمتاز مدينة مرزوكة بغروب الشمس، فإن كنت من عشاق الغروب على كثبان رملية تشبه أمواج البحار، فما عليك سوى التوجه إلى “مرزوكة”، لكن لا تنسَ عدتك أبدًا، خصوصًا عندما تطأ قدمك المدينة، استعد لمواجهة حبات الرمال على وجهك بوضع لثام عليك مثل ساكنة المنطقة، حتى لا “تزعجك” العواصف الرملية التي تفاجئك بين الحين والآخر. ويعد تاريخ المدينة ضارب في القدم، فهذه المنطقة، كانت بمثابة نقطة عبور للتجار المتوجهين إلى العاصمة المالية أو القادمين منها. كما أن المدينة، كانت محجًا للرحل الذين ينتمون إلى قبائل أمازيغية، وأيضا فهذه المنطقة كانت شاهدة على نقطة وصول قوافل التجارة الصحراوية التي ربطت الحوض المتوسطي ببلاد أفريقيا، جنوب الصحراء والذين كانوا يتاجرون في الذهب والعبيد أيضًا.
اقرأ/ي أيضًا: 6 نصائح ذهبية لسفر آمن
وكأي مدينة صحراوية، فمناخها حار يصعب التأقلم معه، لكن ساكنة المنطقة ألفوا مناخها ويرفضون مغادرتها، بالرغم من ضعف المرافق والخدمات الحيوية التي تفتقر إلى المنطقة. وتتميز طبيعة مرزوكة، بأنها مصدر سياحي من حيث السياحة الاستشفائية والاستكشافية، على طول أيام السنة، وإن كان فصل الصيف يزداد إقبال السياح أكثر على هذه المنطقة. أغلب الزائرين إلى “مرزوكة” يطلبون الشفاء من أمراض المفاصل المختلفة، مثل داء “الروماتيزم”، في جوف الكثبان، التي تحتضنها درجات الحرارة وسخونة الرمال. ويعلم أبناء المنطقة فوائد وتأثير رمال قريتهم على التداوي والعلاج وهم خبيرون في هذا المجال، لهذا يقومون بنصب الخيام الصغيرة والتي تشبه العيادات الشعبية لاستقبال الزائرين الباحثين عن الرمال الساخنة.
وتتكون مرحلة العلاج أو ما يعرف بـ”الاستحمام الرملي”، بأن يغطى الشخص الراغب في الاستحمام كاملًا في الرمل، باستثناء رأسه الذي تتمّ تغطيته بقبعة كبيرة ودائرية، تعرف بالعامية بـ”التارازا”، تفاديًا لضربة شمس. ويطمر هذا الشخص في أماكن شبيهة بالمقابر وهي معدة خصيصًا لاستقبال السائحين الراغبين في العلاج.
shareيقصد كثر مرزوكة المغربية كونها نقطة هامة للسياحة العلاجية
وتدوم عملية الطمر أو ما يطلق عليها بالعامية “الردم” بين 10 و15 دقيقة. خلال هذه الفترة، يقدم أحد المشرفين المرافقين للشخص المستفيد من عملية الاستحمام الرملي، جرعات قليلة من الماء حتى لا يصاب بالجفاف جراء عملية الامتصاص التي تقوم بها الرمال. ويقوم سكان المنطقة بتهيئة أماكن الطمر منذ الصباح الباكر، حتى يتسنّى لهذه الحفر اكتساب حرارة أكبر من أشعة الشمس، وتكون جاهزة لاستقبال الراغبين في العلاج. وقد تكون عملية الطمر مخيفة عند البعض، لكن ساكنة المنطقة خبيرون في هذا المجال، إذ نالت مرزوكة سمعة طيبة في مجال التداوي برمالها ساخنة.
وعند الانتهاء من عملية الطمر والتي لا تتجاوز 15 دقيقة، يُستخرج الشخص ويلف بلحاف من الصوف، مخافة أن يصاب بأي تيار هوائي. ثم يُدخل إلى إحدى الخيمات القريبة من مكان الطمر من أجل الاسترخاء وتناول مشروب ساخن ممزوج بالأعشاب، بهدف التعرق. ويمكن للشخص أن يقوم بهذه العملية لأيام من أجل العلاج. وبعد قضاء ما يقارب 15 دقيقة في الخيمة، يتوجه من قام بالعلاج إلى أحد الحمامات التقليدية الموجودة في المنطقة للاستمتاع بحمام دافئ في المياه الساخنة. ولاشك وأنت تجرب الاستحمام بالرمال سينتابك نوع من الإبهار من منظر الكثبان والتلال الرملية الواسعة، والتي تتحول إلى أمواج متحركة. ويقال إن من يتيه في هذه التلال الرملية لا يعود أبدًا، بالتأكيد سيزداد حماسك عند غروب أو شروق الشمس، إذ يقال إن أجمل غروب في الكون هو غروب “مرزوكة”.
دون أن ننسى اكتشافك لأهل المنطقة الذين يمتازون بأجسادهم السمراء النحيلة، والمعروفين بطيبة قلوبهم، ووجوههم البشوشة، المغطاة باللثام، الذي يلازمهم أينما حلوا وارتحلوا، وذلك راجع إلى طبيعة المنطقة التي تعرف عواصف رملية بين الفينة والأخرى.
مرزوكة: عبد الكبير الميناوي
الكثبان التي دفنت فيها هيلاري كلينتون أحزان فضيحة لوينسكي
كأن المغاربة كانوا في حاجة إلى السياح الأجانب لكي يعيدوا اكتشاف التنوع الثقافي والحضاري والطبيعي الذي يميز بلدهم. حدث هذا، حين عمل الأجانب، الذين فضلوا الاستقرار في المغرب، على إعادة تصميم مساكنهم، في شتى مدن ومناطق المغرب، على النمط التقليدي المغربي، مع تأثيثها بمصنوعات تقليدية مغربية، والتشبه بالمغاربة في الأكل والأزياء واللباس، خاصة من حيث الإقبال على الطبخ والأزياء التقليدية المغربية. وحدث، أيضا، حين فضل سياح آخرون زيارة مناطق تختلف عن المناطق والوجهات السياحية العادية.
وعلى عكس كثير من المغاربة، ممن يتباهون بزيارة مراكش وأكادير وفاس ومكناس وطنجة والصويرة، صار الأجانب أكثر معرفة بتفاصيل الجغرافية المغربية ونقاط قوتها، خاصة من حيث زيارة مواقع سياحية تقع على امتداد سلسلة جبال الأطلس أو خلفها مباشرة، في اتجاه الجنوب وجنوب شرق المغرب، حيث المناطق الجافة أو شبه الصحراوية، مثل ورزازات وزاكورة والرشيدية.
وتعتبر مرزوكة، التي تقع بإقليم (محافظة) الرشيدية، إحدى أروع المناطق المغربية التي أهملها المغاربة، لوقت طويل، قبل أن يكتشف سحرها وفرادتها السياح الأجانب، الشيء الذي جعلها تتحول، اليوم، إلى إحدى مفاخر ومصادر قوة المنتج السياحي المغربي، عبر العالم.
وفي الوقت الذي تتألق فيه بعض المدن والمناطق السياحية المغربية بساحاتها وبناياتها التاريخية ومميزاتها الحضارية، فإن مرزوكة هي عبارة عن صحراء تتميز بكثبانها وتلالها الرملية، التي يقصدها السياح من شتى أنحاء المعمورة.
وتقع مرزوكة جنوب شرق المغرب، وهي تبعد عن أرفود والريصاني، وهما مدينتان صغيرتان تقعان ضمن الإقليم نفسه، على التوالي، بنحو 50 و40 كيلومترا، وعن الحدود المغربية الجزائرية بنحو 20 كيلو مترا.
وفي مرزوكة، تبدو التلال والكثبان الرملية في حالة تشكل وتحول مستمرين، من دون اهتمام بالحدود الجغرافية بين البلدان، فوحدها رمال الصحراء والرياح تستطيع أن تتخطى الحدود والحواجز التي تفصل بين البلدان. وفيها يقف السائح مبهورا من منظر هذه الكثبان والتلال الرملية، التي تتحول إلى أمواج متحركة. ويزداد الانبهار إثارة عند غروب أو شروق الشمس، أو حين يدفن السائح جسمه في الرمال الساخنة، أو تتحول تجربة النوم في الخلاء الرملي إلى متعة شخصية لا تتكرر، يودع خلالها النهار بغروب مثير للشمس، ويستقبل النهار الموالي بشروق ممتع ورائع.
ويكتشف السائح في أهل منطقة مرزوكة أجسادهم السمراء النحيلة، وطيبة قلوبهم، ووجوههم البشوشة. المغطاة باللثام، الذي يلازمهم أينما حلوا وارتحلوا. وتجدهم يلخصون للكرم وحسن الضيافة بكؤوس الشاي، التي يقترحونها على الضيف، عند نزوله بينهم.
وقبل الوصول إلى مرزوكة، تمتد الطريق أمام الزوار والسياح، وسط خلاء شاسع يمنح السائح شعورا بالرهبة وسط بحر رملي لا يكسر سكونه سوى العواصف الرملية، بين الحين والآخر.
وتخفي مرزوكة بين كثبانها سحرا لا يدركه إلا من عشق ركوب المغامرة وحرص على متعة الاكتشاف والدهشة. ويبدو أن هذا العشق لا يزال متروكا للسياح القادمين من دول الغرب والشرق الأقصى، والذين تحول بعضهم إلى مستثمرين في الميدان السياحي بالمنطقة.
وقال إبراهيم المحاليل، العامل في وكالة �صحارى إكسبيديسيون� لـ�الشرق الأوسط�، إن �معظم زوار مرزوكة بريطانيون واستراليون ويابانيون�، وأضاف ضاحكا �إن المغاربة والعرب ما زالوا منشغلين بتوزيع أوقات استجمامهم على الشواطئ والمدن، ولم يستطيعوا تجاوزها نحو فضاء الصحراء الأرحب�. وتنشط في مدينة مراكش، خاصة في ممر البرانس، القريب من ساحة جامع الفنا، وكالات متخصصة في نقل السياح في مجموعات إلى وجهاتهم السياحية المرغوب فيها، والتي نجد بينها وجهات �مرزوكة� و�ورزازات� و�أوزود� و�زاكورة� و�أوريكا� و�إمليل� و�توبقال� و�ستي فاطمة�، وتتراوح ليالي المبيت والسفر بين يوم وأربعة أيام، وتتراوح الأسعار بين 300 درهم و1500 درهم (الدولار يساوي 8.4 درهم) للفرد الواحد، وهي أسعار يدخل فيها عامل المسافة وعدد الليالي.
وتبقى الوجهات الصحراوية والجبلية، التي يتم اقتراحها على السياح الشغوفين بالمغامرة والاكتشاف، ضمن برامج سياحية منتظمة، مغرية ومعقولة من حيث الأثمان، التي تبقى أقل من متطلبات السياحة عبر الشواطئ والأزقة القديمة والساحات الشعبية للمدن العتيقة. وأشار المحاليل، الذي كان واقفا في ممر البرانس أمام لوحة إعلانية خاصة بالوكالة التي يعمل فيها، إلى أن �المقابل الذي يطلب للسائح في جولة جماعية من مراكش إلى مرزوكة يتراوح بين 950 درهما ليومين، يتضمنان مبيت ليلتين، واحدة في الفندق وثانية في الخيام بين كثبان مرزوكة، و1500 درهم لأربعة أيام، تتضمن مبيت ثلاث ليال، تشمل زيارة وادي درعة وزاكورة وتلال مرزوكة�.
وأكد المحاليل أن �الفترة التي يشتد فيها إقبال السياح على مرزوكة تتراوح بين شهر فبراير وشهر يونيو، وأن نقل مجموعات السياح يتم عبر سيارات رباعية الدفع أو حافلات صغيرة، وذلك حسب العدد الذي يكون كل مجموعة�، مشددا على أن �الجولة السياحية التي تنتهي عند مرزوكة تمر، أيضا، عبر مناطق سياحية خلابة، مثل قصبة آيت حدو الشهيرة�.
وتبدو الطريق، الواقعة بين أرفود والريصاني، مغمورة بالفنادق والقصبات والإقامات والمآوي السياحية، التي عادة ما تكون قريبة من الكثبان الرملية، إلى درجة أنه يمكن للسائح أن يغادر غرفته ويتمشى لبعض دقائق، قبل أن يجد نفسه وسط الرمال والكثبان الرملية، متفاوتة العلو، وذات الألوان الذهبية الفاتنة. وتمنح هذه الخطوات للقدمين الحافيتين فرصة أولية للاستمتاع بالملمس الناعم والدغدغة الدافئة للرمال الصحراوية. وبين تلال مرزوكة، لا يسع السائح إلا أن يغرق في المتعة والانبهار، بتلك الرمال العذراء التي ترسم عبر قممها الصغيرة خطوطا ملتوية.
وتتضمن زيارة مرزوكة القيام بجولات استكشافية للمنطقة، على ظهور الجمال، حيث يمكن للسائح أن يفاجئ بعدد من الخيام السوداء، غالبا، ما تكون تابعة لفندق أو إقامة سياحية، منصوبة في الخلاء، يمنح النزول فيها للسائح إحساسا بالعزلة عن بقية العالم، حيث ينسى السيارة والمكتب وضجيج الشوارع. فلا شيء أمامه غير السماء وكثبان الرمال الممتدة في الأفق البعيد. وفي منطقة مرزوكة، تتميز المطاعم والإقامات السياحية التقليدية بانسجامها مع بيئتها ومحيطها، من حيث الصباغة والأثاث، المكون من الزرابي التقليدية والأواني الخاصة بالمنطقة. فهنا، يتم الحرص، بشكل كبير، على التخلي عن كل ما يتصل بالحضارة الغربية، ما دام أن أصحاب هذه الفنادق والإقامات السياحية يعرفون أن من يقصد الصحراء، إنما يقصدها بحثا عن البساطة والتغيير، هروبا من اختناقات وصخب الحياة المعاصرة، التي تركها خلفه في مدن الضباب والدخان وضجيج السيارات.
وتعتبر مرزوكة قبلة للعلاج من مرض الروماتيزم، ففيها يدفن السياح أجسادهم في رمالها. وتتم العملية بحيث يتم دفن الجسد كله حتى الرقبة، على أن يغطى الرأس لحمايته من الشمس. وبعد مدة تصل إلى الساعة، أو تتوقف على مدى قدرة الجسد على التحمل، يخرج السائح جسده من بين الرمال. فإذا بالحفرة غارقة في بلل المياه التي تركت جسد صاحبها.
ويتداول البعض حكاية سائح ياباني جاؤوا به محمولا على كرسي متحرك. دفنوه في رمال مرزوكة الساخنة، وحين أخرجوه من الحفرة قام واقفا على قدميه. وإلى جانب الخصائص العلاجية، يبدو غروب الشمس في منطقة مرزوكة مختلفا تماما، عن الغروب الذي يشاهد في مناطق أخرى من العالم. ففي مرزوكة يتفق الجميع على أن الغروب يتسم بالحكمة والسكينة، ولذلك يأتي السياح من أقصى الأرض لمشاهدته، حيث تبدو الشمس، لناظرها، وهي تقترب بطيئة نحو مغيبها، متعبة من رحلتها اليومية الروتينية، ويزداد لونها اتحادا مع لون الرمال كلما غاص، أكثر فأكثر، في الكثبان، قبل أن تنتشر خيوط مغيب مائلة نحو الاحمرار. حينها، فقط، تتحول مرزوكة إلى إحدى أجمل بقاع الأرض.
وتتكرر المتعة عند الشروق، حيث تبزغ الشمس لامعـة ومتألقة، خلف التلال الرملية، فيجتاح الناظر شعور ممزوج بالانبهار والرهبة، يجعله ينسى تماما، وجود الآخرين حوله، قبل أن يسكنه سكون اللحظة وإحساس بأنه وحيد في ذلك العالم الشاسع المقفر اللا متناهي والممتد أمامه.
وظلت مرزوكة تزداد شهرة عبر العالم كلما ذاع خبر زيارتها من طرف أحد المشاهير. وإلى اليوم، يتذكر المهتمون بأخبار المشاهير والسفر والسياحة، تلك الزيارة التي قامت بها هيلاري كلينتون إلى المغرب مابين 27 من مارس و وأول أبريل 1999. ويقال إن ملك المغرب الراحل الحسن الثاني، هو من اقترح عليها أن تأتي إلى المغرب وأن تستمتع بجمال طبيعته وغنى ثقافته. وأرخت كبريات الصحف العالمية لجولة هيلاري كلينتون عبر نوعين من المقالات والصور، صورها وهي متألقة في القفاطين التقليدية المغربية، وصورها وهي بين تلال مرزوكة.
وقتها، تركت زوجها بيل كلينتون منشغلا بأمور الحكم وتداعيات فضيحة مونيكا لوينسكي، وجاءت رفقة ابنتها تشيلسي إلى المغرب، ثم قصدت مرزوكة، حيث قضت ليلة هناك، داخل خيمة، ثم دفنت جسدها في رمالها، وهي تتأمل مغيب الشمس. ومن بين الصور التي نشرت لها، كانت هناك صورتان، صورتها وهي تركب ناقة، يساعدها في ذلك رجلان من الرجال الزرق الملثمين، وأخرى وهي تسير فوق الرمال حافية القدمين، تحمل نعليها وخلفها ابنتها. وهي صور، قيل عنها، إن الطبيعة الخلابة والمدهشة تواطأت فيها مع ظلال الموضوع الذي كان يشغل بالها، وخاصة بعد أن ذهبت بعض الكتابات، التي تابعت أخبار الجولة المغربية لهيلاري كلينتون، إلى أن سيدة البيت الأبيض جاءت مرزوكة لكي تدفن أحزانها في رمال الصحراء، بعد الفضيحة التي تورط فيها زوجها.
وكان لافتا ومثيرا أن هيلاري كلينتون تركت خلفها صورتها كسيدة أولى في أميركا، فاستبدلت البيت الأبيض بخيمة في الصحراء، والطائرة الرئاسية بناقة، واللباس الراقي للسهرات بسروال جينز وقبعة وحذاء رياضيين وسترة جلدية بنية، بدت متناسقة مع رمال الصحراء. واليوم، يبدو أنه، بعد أن نسي العالم فضيحة كيلنتون ومونيكا، لم تبق في ذاكرة البعض سوى تلك العطلة التي أمضتها هيلاري كلينتون مع ابنتها تشيلسي فوق رمال مرزوكة المغربية.
الشرق الأوسط
https://www.facebook.com/PressTourisme
خدمات الفندق
خدمات
استمتع بفرص الترفيه المتاحة مثل حمام سباحة مكشوف أو تمتع بالتأمل في المنظر من شرفة في الدور العلوي والحديقة. تضم المزايا الإضافية في على طراز أرت ديكو الفندق هذه إنترنت لاسلكي مجاناً وخدمات الاستعلامات والإرشاد ومنطقة للنزهات الخلوية.يمكنك الاستفادة من خدمة الحافلة المكوكية المجانية التي توفرها المنشأة للذهاب إلى مراكز التسوق.
خدمات عمل
تضم وسائل الرائحة المميزة خدمة سيارات ليموزين/سيارات فاخرة وخدمة الغسيل/التنظيف الجاف ومكتب استقبال مفتوح 24 ساعة. تضم هذه المنشأة السياحية 2 غرف اجتماعات متاحة للمناسبات. يمكن للنزلاء استخدام حافلة للتوصيل من وإلى المطار خلال ساعات محدودة مقابل تكلفة إضافية، كما يتاح أيضًا إمكانيّة ركن النزيل لسيّارته مجانا.
الطعام
دلل نفسك بتناول وجبة رائعة في واحد من 2 مطاعم متاحة في المنشأة. يتم تقديم إفطار كامل مجانًا يوميًا.
ابداعات
تتوفر الأنشطة الترفيهية المذكورة أدناه إما داخل الفندق أو في موقع قريب، وقد يتم فرض رسوم نظير استخدامها.
مرافق في الفندق
الطعام والشراب
- إفطار مجاني
- عدد المطاعم – 2
الخدمات
- طاقم عمل يتحدث عدة لغات
- مكتب استقبال يعمل على مدى 24 ساعة
- خدمة الغسيل/التنظيف الجاف
- مساعدة في حجز التذاكر أو الجولات
- تخزين الأمتعة
- خدمات الاستعلامات والإرشاد
أنشطة يمكن ممارستها
- منطقة للنزهات
- مظلات على المسبح
- حمام سباحة خارجي
- مقاعد تشمس على حمام السباحة
المواصلات
- تتوفر خدمة الليموزين أو التاون كار
- خدمة نقل داخل المنطقة (بتكلفة إضافية)
- حافلة نقل مجانية من وإلى مركز التسوق
- نقل من وإلى المطار (برسوم إضافية)
الاتصال بالإنترنت
- واي فاي مجانًا
إمكانية الوصول
- حمام لذوي الاحتياجات الخاصة
المرافق
- تجهيزات داخل الغرفة لذوي الاحتياجات الخاصة
- مرافق لغسيل الملابس
- حديقة
- شرفة على السطح
مبنى الفندق
- سنة التشييد 2008
- إجمالي عدد الغرف – 14
- عدد الطوابق – 1
- عدد المباني/الأبراج – 1
العمل عن بعد
- مساحة قاعة المؤتمرات (بالقدم) – 40
- عدد غرف الاجتماعات – 2
موقف السيارات
- ساحة انتظار للشاحنات والحافلات والكرافانات
- صف السيارات بمعرفة النزيل مجانًا
مرافق في الغرفة
جدد نشاطك
- حمّام خاص
أمور يمكنك الاستمتاع بها
- أثاث مختلف لكل غرفة
- فناء
المرافق
- ديكورات مختلفة لكل غرفة
النوم
- مراتب بطبقة علوية مريحة
سياسة الفندق
إمكانيات الدفع
- ماستر كارد
- فيزا
الوصول والمغادرة
- يبدأ وقت تسجيل الوصول الساعة ظهراً
- وقت تسجيل المغادرة هو: ظهراً
- الحد الأدنى للسن عند تسجيل الوصول هو: 17
- ينتهي وقت تسجيل الوصول الساعة 8 مساءً
معلومات إضافية
- لا توجد مصاعد
- خلو الغرف من الضوضاء غير مضمون
الحيوانات الأليفة
- مسموح باصطحاب الحيوانات الأليفة
سياسة الفندق
سياسة عامة
- تقدم هذه المنشأة خدمة الانتقالات من المطار (قد تطبق رسوم إضافية)، وينبغي على النزلاء الاتصال بالمنشأة لتقديم تفاصيل الوصول 24، وذلك باستخدام بيانات الاتصال المتاحة في تأكيد الحجز.
- يشتمل السعر الإجمالي المعروض على جميع رسوم المنتجع
- طفل واحد في عمر 4 عامًا/أعوام أو أصغر يمكنه الإقامة مجانًا عندما يتشارك الغرفة مع ذويه، ويستخدم الأسرّة المتاحة.
- لا يسمح بتواجد أشخاص آخرين في الغرف بخلاف النزلاء المسجلين لدى المنشأة.
سياسة التسجيل
تسجيل الدخول ابتدأ من منتصف النهار
تسجيل الخروج حتى منتصف النهار
سياسة الحيونات الاليفة
- مسموح باصطحاب الحيوانات الأليفة