المدير برهون حسن 00212661078323
بقلم: المختار لغزيوي
رأينا فيما يرى النائم على التلفزيون الجزائري، يوم الأربعاء ليلا، سهرة أو شيئا يشبه السهرة.
رأينا كتاب سيناريو من الدرجة الخامسة والعشرين بعد المليون، قرروا أن يضحكوا العالم كله من الجزائر، التي كانت عظيمة ذات زمن، قبل أن تسلم قيادها لهؤلاء المهرجين…
رأينا، أو على الأقل رأى من كلف نفسه عناء التنقل والانتقال إلى مساحات الضيق الخرافية الموجودة لدى التلفزيون الجزائري برنامجا ليس بالبرنامج، وتحقيقا ليس بالتحقيق، وفضيحة هي الفضيحة بعينها بالفعل.
حاول الكابرانات المتحكومن في الوقت الجزائري المسكين اليوم أن يصنعوا عبر التلفزيون التابع لهم شيئا ما يقنعون به من يرى ترهاتهم والتفاهات أن هناك مؤامرة كبرى على الجزائر تقودها دولة من شمال إفريقيا وتساعدها في العمل دولة من الشرق الأوسط
حاول الناس الذين شاهدوا الفضيحة أن يفهموا السبب، العلة، الأساس الذي جعل من قاموا بهاته الفرية يقتنعون أنهم لم أنجزوها وقاموا ببثها على رؤوس الأشهاد
لم يفهم أحد شيئا.
بل إن من بين أكثر المتفائلين أو المتشائمين في الحكاية من يعتقد أن من أمر بإنجاز تلك الفضيحة لم يفهم سبب إنجازها، وأن من شاركوا فيها هم الآخرون لا يعرفون السبب الحقيقي الذي جعلهم يتورطون في صنعها والذي جعلهم ختاما يتشجعون ويجرؤون ويقررون بثها في أكثر من فضائية يفترض أن أناسا عاقلين يشاهدونها في تلك الأمسية الساهرة، أو تلك السهرة المسائية أو مالاندريه من الأوصاف…
نعترف أننا في المغرب أناس نتفرج على كل شيئ. فضوليون فضولا طيبا وإيجابيا وهذه خاصية ثابتة فينا نحن سكان هاته « الدولة الموجودة في شمال إفريقيا » منذ قديم القديم.
نشاهد الفضائيات يوم ابتدأت، وقبلها كنا نشاهد التلفزيون التناظري، وقبله كنا نستمع للراديو والإذاعات، وقبل كل ذلك كنا روادا للحلقة والأشكال ماقبل مسرحية، وبعد كل هذا نحن الذين نشاهد في شمال إفريقيا أكثر من غيرنا كل منصات المشاهدة الحديثة، ونحن الذين انخرطنا قبل الآخرين يف الثورة الرقمية التي تتيح كمية مشاهدة خرافية في زمن الناس هذا.
لكن نعترف أيضا، أننا لم نشاهد غباء يشبه الغباء الذي ارتكبه التلفزيون الجزائري الأربعاء، لا في زمن الراديو، ولا في زمن البث التناظري، ولا يوم اكتشف العالم الصحون وقرر إطلاق الفضائيات بعدها، ولا حتى في زمن لعبة « الحبار » أو « الكالامار » عبر النيتفليكس أو ماشئتم من التوصيفات الجديدة التي نشاهدها اليوم.
ما الذي أراد قوله من أمروا بتلك التفاهة ذلك الأربعاء؟
أرادوا إقناع الناس بوجود مؤامرة على الجزائر؟
الكل يعرف ذلك، والشعب الجزائري، هو الأول يعرفها قبل الآخرين، وقد سبق له في أغنية « لاكاسا دلمرادية » التي يغنيها من كانوا يدخلون ملاعب الكرة في الجزائر، أن قالها بشكل واضح وصريح وبذكاء مرعب وخطير يفوق الغباء المزعج الذي يبديه التلفزيون الرسمي في الجزائر باستمرار.
تقول الأغنية
« فالأولى نقولو جازت، حشاوهانلا بالعشرية
La Casa Del Mouradiaفالثانية الحكاية بانت
فالثالثة البلاد شيانت مالمصالح الشخصية
فالرابعة البوبية ماتت و مازالت القضية «
ولو أن من ارتكبوا تلك الفرية الفضائحية يوم الأربعاء لجؤوا إلى شباب الجزائر الذكي والعالم والواعي لكي ينجزز لهم شيئا ما تحت الطلب يذهب في اتجاه مايريدونه لكان لهم ماأرادوه، لكن مشكلة الجزائر الرسمية هي أنها انفصلت منذ بدء البدء، أي منذ تنفذ جبهة التحرير بعد أن سلمت فرنسا لمتنفذيها مفاتيح البلاد، عن الشعب، لذلك هي في واد وهو في واد آخر.
ولذلك لم يغضب المغاربة يوم الأربعاء وهم يرون ما رأوه، ولم يستغربوا، ولم يند عنهم أي رد فعل سلبي.
اكتفى شعبنا بالضحك من غباء من يحكمون الجزائر، تماما مثلما ضحك شعب الجزائر من غباء من يعتقدون أنهم حكامه، ويتصورون أن الوسيلة الوحيدة للبقاء فوق رأسه هي ارتكاب مثل هاته الفضائح المرة بعد الأخرى.
يوم الأربعاء استوعبنا نحن في المغرب، واستوعب أصدقاؤنا وأشقاؤنا في كل مكان، أن الرهان على عودة العقل إلى من لم يملكوه أصلا هو رهان خاسر طبعا.
لذلك اكتفينا بالابتسامة الحزينة، تلك التي تقول لنا إن الصبر على ظلم الجغرافيا واجب وضروري، لكن التفكير في الابتعاء عن كل هذا الغباء، والإصرار على تفادي الإصابة بالعدوى منه أمر يفوق الضرورة بكثير..
فقط لا غير، ومرة أخرى لا مفر من قولها: كان الله في عون شعب الجزائر العظيمة حقا