المدير برهون حسن 00212661078323
لا تزال جهة مراكش آسفي تعرف تفاقما في المؤشرات الوبائية، وسط تخوفات من انهيار المنظومة الصحية، خاصة بمدن مراكش والصويرة، حيث تسجل الجهة أرقام مرتفعة في حالات الإصابة الجديدة والحالات الصعبة والحرجة والوفيات.
وفي هذا الصدد، وجهت المديرية الجهوية للصحة نداء تدعو فيه الأطر الصحية إلى التطوع، من أجل ضمان استمرارية تقديم العلاجات لجميع المرضى بالمؤسسات الصحية.
وجاء في النداء “نظرا للتزايد الكبير والمهول لعدد الإصابات بكوفيد 19في صفوف المواطنات والمواطنين بجهة مراكش اسفي، وفي إطار استمرارية نجاح حملة التلقيح الوطنية، تهيب المديرية الجهوية للصحة بجميع الأطر الصحية بكل فئاتها من ممرضين، وأطباء، وإداريين بالقطاعين العام والخاص، والذين بإمكانهم تقديم المساعدة ويد العون من أجل ضمان استمرارية تقديم العلاجات لجميع المرضى بالمؤسسات الصحية”.
ودعت “الجميع إلى التحلي بالمزيد من الروح الوطنية من أجل إنقاذ المنظومة الصحية من أي انتكاسة محتملة”.
وفي ذات الصدد، وجهت المندوبية الإقليمية للصحة بالصويرة دعوة للتطوع، بسبب الضغط وقلة الأطر الصحية، بعدما تردى الوضع الصحي بالمدينة.
ووجهت المندوبية نداءها لكل الأطر الصحية العاملة بالإقليم، ومهنيي الصحة المتقاعدين، وخريجي المعاهد التمريضية، وإلى كل من يجد في نفسه القدرة على تقديم خدمات إنسانية للوطن في هذا الوقت العصيب، من أجل دعم وحدات العزل بالمستشفى الإقليمي سيدي محمد بن عبد الله، وتقديم العناية للمرضى، وتخفيف الضغط على زملائهم وجميع العاملين بالمصلحة.
ولفتت المندوبية إلى أن الحالة الوبائية بالصويرة تشهد ارتفاعا في عدد الإصابات والحالات الخطيرة والحرجة قيد الاستشفاء، أمام نقص في الأطر الصحية المؤهلة لمراقبة والتكفل بمرضى كوفيد.
وكانت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي قد تناقلت قبل أيام، مقطعا لسيدة تعاني من الإصابة بالفيروس، وفي حالة جد حرجة تصارع الموت، دون أن تجد من يقدم لها الخدمات الصحية، سوى بعض أفراد أسرتها، وهو ما أثار استنكارا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي.
ولا يختلف الوضع بمدينة مراكش، التي تعرف منظومتها الصحية ضغطا متزايدا بسبب عدم القدرة على استيعاب الأعداد المتزايدة للمرضى، حيث تسجل المدينة منذ أيام أرقاما مرتفعة في الإصابات الجديدة وكذا في الحالات الصعبة والوفيات.
ويسود التخوف من تكرار المشاهد المأساوية التي عاشتها المدينة السنة الماضية بعدما لم تعد المنظومة الصحية تقوى على استقبال المرضى، خاصة أمام مشاهد الازدحام أمام المستشفيات ومراكز إجراء التحاليل، في الوقت الذي أعلنت الحكومة عن منع التنقل من وإلى مراكش.
وكانت الجمعية المغربية لحقوق النسان بالمدينة الحمراء قد حذرت قبل أيام من الاستخفاف بتصاعد خطر الفيروس وانهيار المنظومة الصحية، وعجز المصالح المعنية عن تطوير البنيات والخدمات الصحية، والفشل القائم في معالجة الأوضاع، وهدر الزمن في الخطابات الديماغوجية وإنهاك الأطر الصحية.
وكشفت الجمعية أنه ورغم زيارة وزير الصحة للمدينة العام الماضي بسبب انهيار المنظومة الصحية، إلا أن الأخيرة لا تزال تعاني، إذ لم تسفر الزيارة سوى عن ترقيعات بسيطة، منبهة إلى خطر انفجار الوضع الوبائي خلال الأيام الأخيرة، وعدم قدرة المستشفيات خاصة ابن زهر على استقبال المصابين أو الراغبين في إجراء التحاليل المخبرية.