جريدة بريس ميديا الأوروعربية للصحافة PRESS Medias Euro Arabe
المدير برهون حسن 00212661078323

مسيرة “الغضب” لأطباء الأسنان

المئات رددوا «فبلادي ظلموني» وطالبوا بعدالة أجرية بدل «كذبة» التغطية الصحية

تتسع جبهة الغضب يوما بعد آخر، وتتناسل الاحتجاجات والمسيرات. فبعدما ظل شارع محمد الخامس بالعاصمة الرباط، مسرحا لاحتجاجات أصحاب الوزرة البيضاء، أساسا الممرضين والأساتذة، بمختلف فئاتهم، بحت حناجرهم وهم يطالبون بتحسين ظروف العمل تارة، وأوضاعهم المادية تارة أخرى عبر بوابة الإنصاف في التعويضات وإقرار الترقية، قبل أن ينضم إليهم أخيرا الأطباء، الذين أنهكتهم سياسة وزارة الصحة وتجميد ملفهم المطلبي، انضمت فئة رابعة من أصحاب الوزرة البيضاء، يمثلون هذه المرة أطباء الأسنان.

وبالموازاة مع الإضراب الوطني، الذي نفذه أطباء الأسنان، الذين استجابوا لدعوة الفدرالية الوطنية لنقابات أطباء الأسنان بالقطاع الحر، أمس (الاثنين) وأغلقوا إثره عياداتهم، حج المئات منهم، منذ الساعات الأولى من الصباح إلى الرباط، واختاروا مقر وزارة الصحة، التي تحلقوا حول بوابتها، منتظمين خلف لافتة تشير إلى الجهة التي تأتي منها كل مجموعة من المشاركين، في انتظار وصول باقي الوفود، قبل الانطلاق في مسيرة احتجاجية حاشدة، منتصف نهار أمس، صدحت فيها حناجر أطباء الأسنان بشعارات نددت من خلالها بالتعاطي “غير المسؤول” لوزارة الصحة خاصة والحكومة مع مطالب الأطباء.

أطباء الأسنان، الذين اختاروا رفع حماسة المشاركين في مسيرة الغضب التي عرفت إنزالا قويا لأطباء الأسنان، شاركوا من كل المدن والجهات، على إيقاعات أغنية في “بلادي ظلموني”، إثر “خروقات تعسفية ورفض ملفات طبية، حملوا المسؤولية الكبرى عنها لإدارة “كنوبس”، التي نالت نصيبا وافرا من شعارات أطباء الأسنان، الغاضبين، مؤكدين “علاش جينا واحتجينا، كنوبس طاغيا علينا” و”الاشتراكات نهبتوها، التعويضات رفضتوها بلون الدم سطرتوها، والمريض والطبيب هوما الضحية”.

وحظيت التغطية الصحية والتقاعد الموعودان بحصة الأسد خلال مسيرة أطباء الأسنان، الذين أكدوا “التغطية الصحية، ما هي غير تعرية طبية للشغيلة الصحية”، لافتين إلى “المساهمات الخيالية” التي فرضت على الطبيب، الذي تحول في نهاية المطاف إلى ضحية للمنظومة ككل.

ولأن السياسة الضريبية، يعتبرها أطباء الأسنان، أحد مسببات الوضع المتردي الذي أضحوا عليه، صدحت حناجر مئات المحتجين بكثير من الغضب “الضرائب ها هي والحقوق فينا هي”. وفيما طالب المحتجون بإعادة النظر في السياسة الضريبية الحالية لطب الأسنان بالقطاع الحر وفق نظام جبائي عادل يحترم مبدأ العدالة الضريبية ويراعي خدماته الاجتماعية والإنسانية، أكدوا في المقابل عدم خضوعهم لمنطق الحكومة في تدبير الملف وإصرارها على تحميل طبيب الأسنان المزيد من التبعات المجحفة، تحت طائلة التصحيح الضريبي، الذي حددت مديرية الضرائب تفاصيله بدون التوصل إلى اتفاق مع المعنيين بالقطاع.

هجر المغلي