المدير برهون حسن 00212661078323
موجة برد قارس بدأت تستقر في سماء المملكة بتوالي أيام فصل الخريف؛ فأمام مضي الحرارة نحو مزيد من الانخفاض، تكابد المناطق الجبلية مشاق عديدة لتدبير المرحلة، على جميع المستويات، خصوصا المتعلقة بالتنقلات اليومية.
وتعاني مناطق جبال الأطلس خلال هذه الفترة من السنة، مشاكل متكررة مع البرد القارس، خصوصا التلاميذ الذين يضطرون لقطع مسافات طويلة من أجل الوصول إلى المدارس، التي تفتقد حجراتها للتدفئة سوى بوسائل تقليدية بسيطة.
وغالبا ما يكون البرد القارس مصحوبا بتساقطات مطرية أو ثلجية تجعل المسالك الطرقية وعرة، لتصعب أو تستحيل بذلك التنقلات اليومية صوب الأسواق والمدارس والفضاءات الإدارية والمستشفيات، وتتكرس بالتالي العزلة بشكل أقوى.
حسن أوشكو، فاعل مدني، أورد أنه في جماعة بوتفردة، إقليم بني ملال بالأخص وجبال الأطلس عامة، تتعمق المعاناة وكل أشكال العزلة والتهميش بحلول فصل الشتاء، وهذا راجع إلى فشل المجلس الجماعي في التدبير الشأن المحلي.
وأضاف الفاعل بمناطق الأطلس، في حديث مع جريدة هسبريس الإلكترونية، أنه لا وجود لأي مستجد في تدبير موجة البرد، مشيرا إلى أن أبسط مقاومات العزلة غائبة، وفي مقدمتها كاسحة الثلوج غير الموجودة في جماعة بوتفردة.
وأوضح أوشكو أن المجالس المسؤولة تستخدم آليات جد عتيقة، وأخرى ليست خاصة بإزاحة الثلوج وتحرير الطرق، وهذا يعود بأضرار كبيرة على المسالك التي هي في الأصل ممرات عادية غير معبدة، مسجلا كذلك أن أكثر المتضررين من الوضع الراهن هن النساء.
وأشار المتحدث إلى أن من أسوأ أنواع الظلم الذي قد تعانيه المرأة القروية الحامل في القرن الحادي والعشرين، عدم التمكن من الولادة في مستشفى تحت رعاية طبية، وهذا الظلم ما زالت المرأة تعاني منه في جبال إملشيل وتضطر لأن تنجب فوق فراشها.
وأردف الفاعل الجمعوي أن الأمر غالبا ما يكون على يد “قابلة” قد لا تكون لها دراية بما يمكن فعله في الحالات المتعسرة، وقد يقتلها المخاض في طريق طويلة وخطيرة إلى مستشفيات ميدلت أو الرشيدية.
الحسين يوعابد، مسؤول التواصل بمديرية الأرصاد الجوية، أفاد بأن انخفاض درجة الحرارة حدث خلال نهاية الأسبوع الماضي، ومرده إلى تيار شمالي متمركز في جنوب فرنسا، متوقعا استمرار الطقس البارد، لكنه سيكون مصحوبا بأمطار انطلاقا من يوم الاثنين المقبل.