المدير برهون حسن 00212661078323
سجلت السدود المائية في جهة بني ملال – خنيفرة عجزا كبيرا في الموارد المائية، بلغ 63 في المائة، خلال الموسم الحالي 2019/2020، ما يشكل أحد أشد المواسم شحا في الجهة، ويثير قلقا متزايدا بالنسبة إلى الموسم الفلاحي المقبل، وأيضا للتزود بالمياه الشروبة، والصناعية.
وبحسب معطيات وكالة الحوض المائي لأم الربيع، التي أعلنها، أخيرا، خلال دورة أكتوبر لمجلس الجهة، فإن نسبة ملء سد بين الويدان إلى، غاية 5 أكتوبر الجاري، لم تتجاوز 22 في المائة، وسد الحسن الأول 17 في المائة، وسد أحمد الحنصالي 13 في المائة.
وأصبح الوضع المذكور يشكل قلقا كبيرا، خصوصا مع تأخر التساقطات المطرية إلى غاية منتصف أكتوبر الجاري، والتزايد المستمر للطلب على المياه، سواء المخصصة لسقي ما يزيد عن 200 ألف هكتار من الأراضي الزراعية في الجهة، أو الموجهة إلى الصناعة وإلى تزويد الحواضر في الجهة بالمياه الصالحة للشرب.
وبحسب وكالة الحوض المائي لأم الربيع، فإنه لمواجهة حالة العجز، والنقص الحاد في الموارد المائية في السدود، تم إرساء تدبير مقنن للمياه في إطار تشاركي مع كافة المتدخلين، بناء على استراتيجية تروم تلبية الحاجيات من الماء الشروب بنسبة 100، ومن دون عجز لمدة سنتين.
وأثر ضعف التساقطات المطرية، خلال الموسمين الأخيرين، بشكل بالغ على الموارد المائية، سواء السطحية، أو الجوفية على مستوى حوض أم الربيع.
وفي المعدل تبلغ التساقطات المطرية بالحوض 414 ملم، غير أنها خلال الموسم الحالي لم تسجل سوى 287 ملم، ولم تتجاوز 362 ملم في الموسم السابق.
وانعكس الوضع المذكور على حقينة السدود، إذ تبلغ الواردات السنوية لسد بين الويدان في المتوسط 955 مليون متر مكعب، بينما لم تتجاوز خلال السنة الجارية 310 مليون متر مكعب، أي ما يمثل ناقص 68 في المائة.
وبالنسبة إلى سد أحمد الحنصالي، الذي تبلغ وارداته السنوية في المتوسط 796 مليون متر مكعب، فلم تتجاوز خلال الموسم الجاري 357 مليون متر مكعب بناقص 55 في المائة، مقابل 622 مليون متر مكعب، الموسم الماضي.
أما سد المسيرة، الذي تبلغ وارداته السنوية في المتوسط من المياه 783 مليون متر مكعب، فلم يتجاوز 260 مليون متر مكعب بناقص 67 في المائة.
ويعاني الحوض، أيضا، مشكل تبذير الموارد المائية، واستغلالها المفرط من قبل أرباب الضيعات الفلاحية، على طول نهر أم الربيع، في ظل غياب أية مراقبة، وهو أمر يتطلب التدخل العاجل من مصالح شرطة المياه لمعالجة الوضع.
ورصد على طول نهر أم الربيع في المناطق، والضيعات الفلاحية انتشار المئات من المضخات، تسحب المياه ، وتملأ الخزانات، وتشتغل غالبيتها بالغاز الطبيعي المدعم، إذ على مدار اليوم تنشيف نهر أم الربيع، الذي أصبحت سافلته، حاليا، جرداء، ولم تعد تصل من مياهه سوى كميات قليلة لسد المسيرة، ثاني أكبر سد على المستوى الوطني (يقع في حوض أم الربيع السفلي)، والذي يعاني، حاليا، وضعا مقلقا، إذ لا تتجاوز حقينته الـ 15 في المائة.