دعم وزارة الثقافة للفنانين.. فنان أمازيغي: “عْندي 170 عمل فني وما عنديشّ باش نتعشّى اليوم”

في خضمّ تفاعلات الجدل الدائر مؤخرا حول “الدعم” الذي قرّرت وزارة الثقافة والشباب والرياضة صرفه لفائدة أزيد من 2400 فنان، فجّر فنان أمازيغي قنبلة مدوّية في وجه القائمين على شؤون القطاع في الوزارة لعلهم “يراجعون” أوراقهم في ما يتعلق بالمعايير المعتمَدة في تحديد “لائحة” الفنانين الذين يمكنهم الاستفادة من هذا الدعم ووفق أية شروط.

في هذا السياق، “صدم” الفنان الأمازيغي السوسي مولاي احماد إحيحي الجميع بتصريح أكد فيه أنه (ازداد في 1950) وبدأ رحلته في سن مبكرة (في العاشرة من عمره) وأنه جال كل ربوع المغرب، انطلاقا من مدينته الصويرة، التقى خلالها بالعديد من الفنانين والشعراء والموسيقيين وطوّر أسلوبه وطريقة أدائه، مستفيدا من توجيهاتهم وملحوظاتهم، لكنْ بعد كل ذلك وجد نفسه “بْلا عْشا ليلة”.

وتابع مولاي احماد إحيحي أنه ما زال يحتفظ بأزيد من 170 عقدا مع العديد من الشركات التي تعامل منها، مؤكدا أن معظمها لم تكن تُمكّنه من حقوقه، بل إن هذه الشركات استغلت أغانيه بعد ذلك في موقع “يوتيوب”، إذ قال إن كلا منها أنشأت حسابات باسمها تبُثّ من خلالها أغانيه وتستفيد من عائدات مقابل ذلك. وتابع أنه، وهو في الـ76 من عمره، وجد نفسه مرغما على اقتراض مبلغ وأصدر ألبوما جديدا (تضمّن أغانيَ وطنية) بعدما سمع أن الوزارة تقدّم دعما للفنانين، وإن لم يسبق له طوال مسيرته أن استفاد منه، لكنْ تم رفض منحه الدعم.

واستنكر الفنان إحيحي إقصاءه من حقه في الدعم، وهو “مربّي أجيال فنية عديدة”، قال إنه هو من سهر على تأطير وصقل موهبة من الأسماء الفنية وعلّمها طريقة اختيار الكلمات وتلحينها وطريقة الأداء المناسِبة، ورغم ذلك استفاد معظم هؤلاء من دعم الوزارة وتم استبعاده هو. وشدّد على أنه مغنّ وملحّن وناقد فني وجايل أعدادا كبيرة من الفنانين وذاع صيته وحقّق بعض المكاسب المادية، لكنه “أُفقِر” بعد ذلك ولم يعد يجد “باش يتعشّى” وصار محتاجا إلى دعم الوزارة، لكنْ تم إقصاؤه ورفض تمكينه كما غيره من مبلغ الدعم. وأبدى استياءه من أعضاء اللجنة، الذين قال إن بينهم فنانين من سوس يعرفون ما قدّمه للمجال الفني وما صار يعانيه حاليا من فاقة، لكنهم تنكّروا لاسمه، ليتم حرمانه من دعم هو في أمسّ الحاجة إليه، بعدما صار “يتسوّل” من أجل ضمان لقمة العيش، وهو الذي يعاني من إعاقة، ناهيك عن عدم امتلاكه مسكنا، إذ يعيش في “خربة” على سبيل الكراء، مشدّدا على أنه لا يُعقل أن يكون هذا “حال” فنان مثله، بعد كل ما قدّمه للساحة الفنية في المغرب، مناشدا المسؤولين التحرّك للاطّلاع على وضعه المزري.