المدير برهون حسن 00212661078323
الخمسي يدعو أمزازي لإطلاق نداء وطني إلى متقاعدي التعليم والاعتماد على المجازين للخروج من الأزمة الحالية
لايزال قرار وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي، الذي أكد على أن الدخول المدرسي سيكون في موعده بداية الشهر القادم وفق مجموعة من الإجراءات والخطوات، يثير الجدل والنقاش، حول صواب قرار الوزارة في ظل الارتباك الذي خلف وسط الشغيلة التعليمية وأوليا أمور التلاميذ .
الأستاذ الجامعي والخبير التربوي، الذكتور محمد الخمسي، قدم في مقال رأي نشره، تصوره للدخول المدرسي الحالي، وما كان على وزارة أمزازي أن تقوم به من أجل إنجاح هذا الدخول الذي جاء وسط ظروف استثنائية بسبب جائحة فيروس كورونا .
وكتب الخمسي قائلا :” لقد حان الوقت للبحث عن حلول جهوية لإشكالية التعليم في زمن كورونا، فهناك قواعد أساسية لمعالجة إشكال التدريس الذي تواجهه وزارة التعليم و المهنيون والأسر المغربية في زمن كورونا”.
الخمسي دعا الحكومة ومن خلالها وزارة التربية الوطنية إلى ابتكار حلول لمواجهة الوضعية الراهنية، قائلا :”فنحن اليوم في مواجهة مشكلة جديدة وعويصة، لا يمكن حلها بتفكير قديم وحلول قديمة.فقد حان الوقت لكي يهيئ المغاربة أنفسهم لحلول جديدة”، ضاربا مجموعة من الأمثلة أهمها أن بعض الآباء وهم يرفضون التعليم عن بعد، يريدون حلولا قديمة عندما يقولون: أنا وزوجتي نشتغل فلمن سنترك أولادنا؟، وآخرون يقولون:نحن لا نتوفر على شبكة الإنترنيت، فكيف نؤمن لأبنائها التعليم.ففي حالتنا التعليم عن بعد هو كذبة واضحة.
ويرى الذكتور محمد الخمسي أن الأسر المغربية أصبحت في حيرة من أمرها ، حيث قال :”إنها فعلا حيرة اجتماعية وقد آن الأوان لإبداع حلول جهوية.وحان الوقت أيضا لكي تبدع رئاسات الجامعات ومديريات الأكاديميات حلولا حسب معطيات محلية وجهوية وتتخذ قرارات تبرر بها تلك الرواتب التي تتلقى من الدولة”.
وحسب الدكتور الحمسي فإنه ليس هناك أي مبرر لعدم اعتماد شامل وعام للدراسة عن قرب بجهتي العيون والداخلة،
فعدد حالات الإصابة بها بفيروس كوفيد 19 محدودة جدا.وهذه مقاربة جهوية تبتعد عن تعميم حل مركزي قادم من الرباط.
وأضاف قئلا :” بالمغرب، هناك إمكانية القرار الجهوي من خلال رؤساء الجامعات، ومجالس الكليات.لذا كان من الواجب فتح النقاش قبل عطلة الصيف لنكون اليوم في مرحلة التنفيذ”.
وفي إطار الحلول البديلة، دعا الدكتور الخمسي إلى عدم التشبث بالكتلة الزمنية التي كنا ندرس بها من قبل، لأن التشبث بها دليل على عدم فهم الإشكال المطروح. فالتلاميذ الذين لهم توجه علمي، آن الأوان لكي ندرسهم حضوريا المواد العلمية فقط، والمواد الأخرى عن بعد. فالمهم بالنسبة لتلميذ العلوم الرياضية هو المواد التقنية والرياضيات والفيزياء. وهذا ما يسمى بالتخفيف والتركيز على المواد الأساسية”.
وأضاف الخبير التربوي،” أنه علينا ألا ننسى أن التعليم عن قرب يتم في الأماكن المغلقة (المدارس)،فهل تتوفر هذه المدارس حتى الخاصة منها على شروط الوقاية والسلامة خاصة بالمرافق الصحية وغيرها”.
كما اقترح الخمسي على وزير التعليم تجربة عبر نداء وطني إلى متقاعدي القطاع، والاعتماد على الطلبة المجازين والحاصلين على الماستر بعد تكوين قصير للمساهمة في توسيع قاعدة المدرسين، بشروط وصياغة تضمن الاستيعاب أفواج التلاميذ عن قرب وفي إطار منهجية التخفيف والحل الجهوي.
وتابع المتحدث ذاته أنه يمكن الآن خوض تجارب متميزة نابعة من هياكل تحقق الحكامة وتقترح حلولا جهوية نضمن لها الحد الأدنى من التدريس الواقعي والعلمي.، نخفف فيه الكتلة الزمنية ونقوم بتدبير البنايات بشكل عقلاني وذكي نحرص في على الصحة النفسية لتلاميذنا ونطور منظومة التعليم بما يستجيب لهذا التحدي الذي ربما سيعمر طويلا لا قدر الله.