الأوروعربية للصحافة

أموال المخدرات خربت الإقتصاد

قال  العضو المؤسس لجمعية تطوان اسمير الأستاذ محمد بنعبود، إن الاقتصاد المحلي لتطوان قبل ظهور الأموال المتحصل عليها من تجارة النبتة الملعونة كان اقتصادا حقيقا ومستداما .

وكانت النخبة التجارية والصناعية والحرفية تساهم بشكل فعال في تشغيل اليد العاملة وتحفيز الدورة الإقتصادية الكاملة التي كانت تستفيد منها كل الشرائح الإجتماعية.

وفي هذا الصدد أوضح الأستاذ بنعبود، أن الإقتصاد المحلي متواضعا والسيولة المالية كانت بدورها متواضعة، لكنه كان حقيقيا مبنيا على أسس متينة ولم يكن اقتصادا مصطنعا يشوبه الغش، أو ما يصطلح عليه عند علماء الاقتصاد “بالفقاعة”.

والدليل على ذلك يقول بنعبود أن حارات بكاملها بمدينة تطوان كانت تعج بالحرفيين والصناع من مختلف التخصصات مثل حي الخرازين والدباغين والنيارين فالطلب كان شديدا على كل المهن التي بدأت تنقرض شيئا فشيئا مع ظهور تجارة الأموال القذرة.

وفي نفس السياق يضيف الأستاذ محمد بنعبود أن ظهور التهريب بباب سبتة ساهم بدوره في وجود فائض محلي من الأموال القذرة الخارجة عن الدورة الإقتصادية المحلية.

وللخروج من معضلة الأموال القذرة والتخلص منها، تم استثمارها في مشاريع عقارية ومقاهي فاخرة وأنشطة استهلاكية أدت إلى القضاء على المنافسة العادلة الأمر الذي أدى إلى انسحاب النخبة التجارية والصناعية والحرفية من الميدان وترك الحبل على الغارب لأصحاب رؤوس الأموال الضخمة المتحصل عليها من المخدرات والتهريب والسمسرة.

“الخطير في الأمر” يقول الدكتور محمد بنعبود، “أن أموال المخدرات والتهريب لم تؤدي إلى القضاء على الفاعلين الاقتصاديين بتطوان بل دمرت حتى الطبقة العامة وسوق الشغل حيث خربت جميع الحرف مثل صناعة الزليج التطواني والنسيج التقليدي وصناعة الجلد والأغطية الأمر الذي جعل تطوان تعيش أزمة بطالة بنيوية إلى اليوم”.