المدير برهون حسن 00212661078323
كيف تنظر إلى مستقبل العلاقات الثنائية بين المغرب والمملكة المتحدة، خاصة التجارية والاقتصادية، بعد البريكسيت وكورونا؟
تعد المملكة المتحدة الوجهة التصديرية السابعة للمغرب، وعلى مستوى الواردات تعتبر البلد الحادي عشر المصدر للمغرب، حسب إحصائيات عام 2019، وهي بالتالي شريك تجاري مهم للمغرب. وكسادس قوة اقتصادية في العالم أرى أن المغرب مطالب بتقوية علاقاته التجارية مع المملكة المتحدة، فضلا عن الانفتاح الثقافي واللغة لهذا البلد لما توفره من فرص هائلة في عالم اليوم. وكما نرى اليوم، فعدد كبير من الدول تسارع الخطى لتوقيع اتفاقيات التبادل الحر مع المملكة المتحدة وتبني شراكات اقتصادية بعد مغادرة هذا البلد للتكتل الأوروبي.
هل سيكون المغرب فعلا، هو البلد المستفيد الأكبر من البريكسيت، مقابل تضرر إسبانيا والاتحاد الأوروبي؟
لا أعتقد أن المغرب سيكون المستفيد الأول، لأن السوق المغربية أقل أهمية بالنسبة إلى المملكة المتحدة من السوق الأوروبية، لكنه سيكون من بين المستفيدين إذا استغل هذه الفرصة، في إطار تنويع شركائه الاقتصاديين. إضافة إلى ذلك، هناك موانع تاريخية وثقافية تعطي أفضلية للفرنسيين والإسبان على حساب البريطانيين، لكن لا يجب أن تضاف إليها موانع سياسية أو ضغوط تبعد المغرب عن استثمار الفرص التي يمكن أن يجنيها من التعامل التجاري مع المملكة المتحدة. هذا البلد له مكانة عالمية كبيرة، وخروجه من الاتحاد الأوروبي فرصة لتعميق العلاقات التجارية والثقافية معه، ويجب اقتناصها.
هل يمكن أن يكون المغرب بوابة البريطانيين نحو إفريقيا؟
يجب أن يفكر المغرب في أن يتحول إلى منصة تصنيعية وتجارية للبلدان المتقدمة نحو إفريقيا. لكن في حالة المملكة المتحدة، أظن أن حضورها في إفريقيا كبير جدا، وبعض البلدان الإفريقية التي تدور في فلكها تتمتع باقتصادات نامية مهمة، ولها علاقات تجارية وثقافية مع بلدان كثيرة في القارة الإفريقية، كما لا أظن أن المغرب يمكن أن يلعب دورا كبيرا في هذا الباب. لكن من شأن العلاقات الاقتصادية والثقافية مع المملكة المتحدة أن يخدم المغرب نحو إفريقيا الأنغلوفونية، والتي توفر فرصا مهمة. من جهة أخرى، لا أظن أن بعض القوى الأوروبية، وعلى رأسها فرنسا ستسمح بذلك، إذ خلال ستعمل على ضع عراقيل في الطريق كما عادتها.
رشيد أوزار: باحث مغربي في الاقتصاد