يبدو أن جائحة فيروس كورونا المستجد لم تستطع وقف حرب المواقع المشتعلة منذ أشهر بين مكونات الجسم الصحفي بالمغرب والذي انقسم الى غريمين، يعد كل واحد منهما العدة لمعركة الانتخابات التشريعية المقبلة.
فالوسط الإعلامي المغربي يعرف دينامية غير مسبوقة خصوصا بعد ظهور تكتل جديد للناشرين يحمل اسم الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين ويضم مجموعة من القيادات الإعلامية المغربية المقربة من الدوائر العليا والتي تمثل الصحف والمواقع والمنابر التي تحضى بدعم سخي من الدولة.
ففي ال 19 يونيو الجاري انعقد بالدار البيضاء، الجمع العام التأسيسي لميلاد هذه الجمعية التي تهدف حسب بلاغ لها خلق تكتل مهني يكون محاورا وازنًا في كل ما يتعلق بالصحافة والوضع الاعتباري للصحافيين، ومدافعا عن المهنة وأخلاقياتها ويقوي القطاع ويواكب مختلف التطورات المجتمعية التي يعرفها المغرب ويضمن استمرارية المطبوعات الورقية والإلكترونية والإذاعية المغربية بشكل قوي ودائم ومحترم .
وردا على هذا التكتل الجديد، انطلقت اليوم الجمعة أشغال الجمع العام الاستثنائي للفيدرالية المغربية لناشري الصحف بفندق حياة ريجنسي بالبيضاء وذلك بمشاركة أزيد من 50 ناشرا من أعضاء الفيدرالية.
وكشف بلاغ للفيدرالية صادر في 25 يونيو، توصلت أندلس برس بنسخة منه، أن « التعددية صنوة للديمقراطية، ويعتقد المكتب التنفيذي أن من الديمقراطية أيضا احترام استقلالية قرار الفيدرالية التي يعتقد مكتبها التنفيذي، أن الطريق الأقوم لخدمة المهنة هو التجميع و الوحدة و نبد التنافر والسعي الحثيث للتكتل بكل الصيغ الممكنة، لأن المهم ليس هو الآليات، ولكن المهم هو الأهداف وعلى رأسها الوصول إلى صحافة قوية وذات مصداقية في خدمة القراء ».
وتابع البلاغ: » بما أن المكتب التنفيذي لا يمكن أن يعطي ما لا يملك في هذا الإطار، فإنه قرر إعادة الأمانة التي طوقه بها زملاؤه الذين انتخبوه إلى الجمعية العمومية التي لها الشرعية و الصلاحيات القانونية لاتخاذ جميع القرارات التنظيمية و الهيكلية التي تراها مناسبة لهذه الظروف العصيبة التي يمر منها قطاع الصحافة و النشر و ذلك بروح بناءة تعطي صورة مشرفة عن صحافة رأسمالها في نهاية المطاف هو ثقة المجتمع بمن يتحملون مسؤولية تلبية حق المواطن في إعلام حر و مهني و أخلاقي ».
حزب العدالة والتنمية يحس أنه مستهدف
وفي سياق متصل، وجه البرلماني عن حزب العدالة والتنمية محسن مفيدي انتقادا لاذعا لوزير الثقافة والشباب والرياضة عثمان الفردوس حول طريقة تدبير الدعم الاستثنائي المخصص للصحف وبخاصة الدعم السخي لجمعية الناشرين الحديثة الولادة.
وقال مفيدي، خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب :”سمحو لينا نبهوكم ميمكنش الباطرونات يتسرباو هوما لولين ولي بقا نفرقوه على الباقي هادشي ميمكنش”.
وأضاف النائب البرلماني :”والغريب هو ان هذا الدعم جاء بعد لقاء مع جمعية مدازش عليها أسبوع فالتأسيس ونقزتو المجلس الوطني للصحافة والنقابة الوطنية للصحافة وفيدرالية الناشرين” متهما الوزير الفردوس بخرق الفصل 36 من الدستور.
وتابع المتحدث :”هادشي كيفكرني فالتخربيق ديال محاولة تشكيل المشهد الاعلامي وكيفكرنا بG8 وهادشي لن يؤدي الى اي شيء”، مضيفا :”عطيتو هدية من طبق لهاد الجمعية التي ولدت وفي فمها ملعقة من ذهب وملعقة ب20 مليار”.
وردا على تصريحات النائب البرلماني عن البيجيدي، تأسفت الجمعية المولودة حديثا في بلاغ لما اعتبرته “ردود أفعال متشنجة مبنية على أحكام قيمة اختزالية، الهدف منها تبخيس مجهود المقاولات الإعلامية الوطنية واختزال الخطوات التي تقوم بها الجمعية في أهداف لا تمت بصلة لميثاق الشرف الذي تأسست من أجله”.
وأضاف بلاغ الجمعية “جواب الجمعية الوحيد على هذه الردود هو العمل الميداني واليومي، من أجل الترافع عن المهنة ومهنييها لدى السلطات الوصية على القطاع، لإعطاء مهنة الصحافة المكانة التي تستحق، ولسد الطريق على من اعتبرتهم المخترقين للمشهد الإعلامي، من أجل التحكم فيه وتسيير دفته نحو الوجهة التي يشاؤون”.
إن هذه الحركية التي يعرفها القطاع تنذر بانتخابات ساخنة قد تنقسم فيها الصحافة المغربية إلى قسمين متطاحنين.