الأوروعربية للصحافة

الدروس عن بعد كلية الاداب بتطوان

http://www.flsht.ac.ma//news/22

كلمة العميد

الأستاذ مصطفى الغاشي.  

عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية.

 يمر العالم بأسوأ جائحة في تاريخه المعاصر؛ ولا يبدو أن هذا الفيروس الفتاك، كوفيد-19، سيتلاشى قريبا، لذلك وجب علينا التعايش معه مرحليا في انتظار التوصل الى انتاج لقاح ضده. وقد كان المغرب حكيما عندما سارع الى اتخاذ إجراءات احترازية مستعجلة وصارمة جنبت بلدنا الآمن السيناريو الأسوأ، وبذلك تمكن من المحافظة على أمنه واستقراره بفضل تجنيد جميع مكونات الشعب المغربي وتعبئة كل المؤسسات، ومن ضمنها المؤسسات الجامعية للتعليم العالي.

وفي هذا الإطار من التعبئة الشاملة، انخرطت كلية الآداب والعلوم الإنسانية، ضمن التوجهات العامة لرئاسة جامعة عبد المالك السعدي، وبتلقائية ونكران ذات في تنزيل كل الإجراءات التي اقرتها الإرادة الملكية ورئاسة الحكومة والوزارة الوصية على القطاع من أجل الحفاظ على سلامة المؤسسة وجميع مكوناتها من طلاب وأساتذة وإداريين؛ وذلك بتعطيل الدراسة حضوريا وضمان الاستمرارية البيداغوجية الرقمية ومواكبة مشاريع البحث وتوفير الخدمات الإدارية الحيوية بدون انقطاع.

وبهذه المناسبة، لا يسعني الا أن أتقدم بالشكر والامتنان لجميع أساتذة الكلية الذين لم يترددوا في تلبية نداء الواجب، فانخرطوا في العملية التربوية والمعرفية من خلال اثرائهم للخزانة الرقمية للكلية بالمحاضرات والدروس بشتى الوسائط المتاحة خدمة لطلابهم. ولا تفوتني فرصة الإشادة بالدور الريادي للأستاذ الجامعي في هذه الظروف الصعبة تعبيرا منه عن اعتزازه بانتمائه الوطني.  كما أنوه عاليا بالعمل الجبار للطاقم الإداري الذي سهر على ضمان السير العادي للمؤسسة باحترام تام وصارم للشروط الاحترازية القائمة. وفي نفس السياق، لا بد من الإشادة بالروح الايجابية لطلبة الكلية الذين التزموا بالحجر الصحي وواكبوا عملية التعليم عن بعد بكل التزام ومسؤولية صونا لسلامتهم البدنية واستجابة لواجبهم العلمي والطلابي.

ولا يراودني شك، أننا جميعا سنتغلب على هذه الصعاب التي اعترضت عملنا بسبب هذه الجائحة العالمية الكبرى، وسنعود إلى الكلية أقوى من السابق وذلك بفضل قيم التضامن والتضحية ونكران الذات التي جبلنا عليها جميعا.

رغم الظروف الصعبة التي نمر بها، فإن فترة الحجر الصحي فرصة حقيقية للمراجعة وإعادة النظر في فلسفة التكوين وجدوى مختلف الوسائط التقنية المتاحة وطرح أسئلة جديدة تستجيب للمتغيرات العالمية في أفق ما بعد جائحة كورونا.

 حفظ الله الجميع ودمتم في أمان الله. والسلام.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.