المدير برهون حسن 00212661078323
نشر فريق من الباحثين المغاربة من كلية العلوم والتقنيات ببني ملال دراستين علميتين حول تأثير مرض “كوفيد-19” على الدماغ، لينخرطوا بذلك في النقاش الدائر بين العُلماء والباحثين في العالم حول هذا الموضوع.
وتشير الدراسات العلمية، التي نشرها باحثون عبر العالم منذ ظهور الفيروس، إلى رصد تلف في الدماغ بسبب الإصابة بفيروس كورونا المستجد، حيث تبين أن ثلث المرضى يُعانون من مشاكل عصبية.
وقد دفعت هذه المسألة بباحثين مغاربة إلى العمل على فرضية إمكانية تلف الدماغ، من خلال ملاحظة علامات ضيق الجهاز التنفسي، وهي واحدة من أكثر العلامات شيوعاً في مرض COVID-19 التي أثار انتباه الباحثين في علوم الأعصاب منذ البداية.
ونبهت معظم الدراسات العلمية إلى إمكانية إصابة جذع الدماغ الذي يتحكم في معدل التنفس، وهو الأمر الذي درسه الفريق المغربي المنتمي إلى مختبر الهندسة البيولوجية بكلية العلوم والتقنيات بني ملال من جامعة السلطان مولاي سليمان في مجلة أمريكية متخصصة في علم الفيروسات الطبية بعنوان: “Comment on “The neuroinvasive potential of SARS‐CoV‐2 may play a role in the respiratory failure of COVID‐19 patients”.
وأظهر الفريق المغربي بالتفصيل مراكز الدماغ الموجودة في جذع الدماغ والتي يمكن أن تتأثر بالفيروس، ويرجح أن يلمسها الفيروس الذي يسبب خللاً في مستوى هذه المراكز وبالتالي خلل في الجهاز التنفسي ويمكن أن تؤدي إلى الموت المفاجئ.
واستندت الأستاذة فتيحة الشيكر، التي أجرت هذه الدراسة، إلى بحوثها السابقة على دماغ الإنسان والكيمياء العصبية للتعرف على مركز الدماغ المحتمل الذي يمكن للفيروس الوصول إليه، لتخلص إلى أن الأمر يتعلق بالنواة الجيلاتينية والتي لها علاقة مباشرة من خلال العصب المبهم مع الرئتين.
وفي تحقيق علمي ثانٍ نُشر في مجلة الجمعية الأمريكية للكيمياء المتخصصة في الكيمياء العصبية، وفي سابقة من نوعها، تمكنت الباحثة الشكير من وضع العلاقة المحتملة بين مجمع المبهم الظهري المتواجد على مستوى جذع الدماغ والعلامات العصبية المسجلة لدى بعض المرضى مثل فقدان الشهية والغثيان والقيء، وهذه المرة بناءً على أعمال تجريبية مخبرية سابقة نشرتها في مجلات علمية متخصصة في علوم الأعصاب.
وتشير الدراسة، بعنوان “Autonomic Brain Centers and Pathophysiology of COVID-19” إلى أن المسار الأكثر احتمالًا الذي قد يسمح للفيروس بالوصول إلى جذع الدماغ، هو ما يسمى بالمسار الثالث.. وهكذا وبالإضافة إلى المسار العصبي ومسار الحاجز الدموي الدماغي، يمكن للفيروس أن يصل بسهولة عبر المعابر التي يكون فيها الحاجز الدموي الدماغي غائباً، ويطلق عليه اسم المسار الدموي الخالص.
ويضم فريق الباحثين المغاربة الذين أعدوا الدراستين البروفسور فتيحة الشيكر، أستاذة التعليم العالي في علوم الدماغ بكلية العلوم والتقنيات ببني ملال، والدكتور محمد مرزوقي، أستاذ الرياضيات الحيوية والإحصاء الحيوي والتسمم البيئي بكلية العلوم والتقنيات ببني ملال. كما ضم الفريق أيضاً البروفسور محمد نجيمي، أستاذ التعليم العالي في علم الوظائف الإنسانية وعلوم الدماغ وعضو المكتب الإداري لجمعية علوم الأعصاب المتوسطية ومدير مختبر الهندسة الإحيائية بكلية العلوم والتقنيات ببني ملال.