جريدة بريس ميديا الأوروعربية للصحافة PRESS Medias Euro Arabe
المدير برهون حسن 00212661078323

من هو محمد الزواري.. المهندس التونسي الذي يقف وراء مسيرات “حماس” التي تحمل إسمه؟

إن ذكر محمد الزواري، من قِبل مسؤولي “حماس” بعد إطلاق عملية “طوفان الأقصى”، قد أثار المزيد من الغموض حول قصته التي كشف موقع “بلاستاين كرونيكل” بعض جوانبها.

يُنسب إلى محمد الزواري الفضل في منح الجناح العسكري لحركة “حماس”، “كتائب الشهيد عز الدين القسام”، المعرفة التكنولوجية اللازمة لإنشاء أول طائرات بدون طيار هجومية قابلة للحياة.

والآن يبرز اسمه من جديد بعد إعلان المقاومة الفلسطينية استخدام طائرة بدون طيار اسمها “الزواري” في إطار هجومها على إسرائيل.

خلفية

لم يكن دور محمد الزواري في مساعدة كتائب القسام، الجناح المسلح لحركة “حماس”، معروفا علنا ​​حتى اغتياله في عام 2016.

ورغم أنه لم يتم القبض على فريق المسلحين الذي قتل الزواري، إلا أن وفاته تُعزى على نطاق واسع إلى عمل الموساد الإسرائيلي المتهم باغتياله على الأراضي التونسية.

 

بعد وفاته، تحول الزواري إلى شخصية بارزة في جميع أنحاء فلسطين المحتلة والعالم العربي، إلا أن قصته غير معروفة كثيرا في الغرب.

محمد الزواري، تونسي المولد، ولد عام 1967 ونشأ في أسرة مسلمة محافظة، وأكمل تعليمه الديني والرسمي، قبل أن يتخرج من “المدرسة الوطنية للمهندسين” في مدينة صفاقس.

ومن خلال عمله في عدد من الدول العربية، حصل الزواري على مكانة أستاذ جامعي، وكان مديرا فنيا في شركة هندسة ميكانيكية، وطيارا في الخطوط الجوية التونسية، وحتى رئيس “نادي نموذج الطيران الجنوبي” حيث درب الطلاب على كيفية صنع طائرات بدون طيار بمواد محدودة.

 

انضم الزواري في شبابه إلى حركة النهضة، من خلال دوره كناشط في “الاتحاد العام لطلبة تونس”، مما أدى إلى اضطهاده من قبل نظام الرئيس آنذاك زين العابدين بن علي.

الاعتقال

سُجن محمد الزواري، وعندما أطلق سراحه، عاش بين السودان وسوريا وليبيا لمدة 20 عامًا تقريبًا، قبل أن يعود إلى وطنه بعد الثورة التونسية عام 2011 التي أطاحت بزين العابدين بن علي.

 

وفي مقابلة أجريت مع أرملة الزواري، وهي سورية الجنسية، كشفت أن زوجها اتخذ اسم “مراد”، ولم يخبرها بهويته الحقيقية إلا بعد مرور عام ونصف تقريبا على زواجهما.

وفي سوريا، كما يُزعم، في وقت ما من عام 2006، انضم رسميا إلى كتائب القسام التابعة لحماس وبدأ العمل في مشاريع الطائرات بدون طيار لصالحهم.

كتائب القسام 

وبحلول العام 2008، تمكن الزواري وفريق متخصص يعمل إلى جانبه من تصنيع نحو 30 طائرة مسيرة بنجاح.

Image

ثم أمضى بين عامي 2012 و2013 نحو 9 أشهر داخل قطاع غزة، نجح خلالها في تصنيع طائرة “أبابيل” بدون طيار. تم استخدام هذه الطائرة بدون طيار خلال حرب عام 2014 التي دارت رحاها بين إسرائيل وحماس، وأثبتت نجاحها في تنفيذ عمليات في محاولات صد القوات الإسرائيلية الغازية.

وقبل اغتياله عام 2016، أثناء وجوده في تونس، كان الزواري يعمل أيضا على مشروع غواصة مسيرة.

طوفان الأقصى 

وكشفت حركة حماس أن كتائب القسام استخدمت 35 طائرة مسيرة انتحارية تحمل اسم “الزواري” في 7 أكتوبر، مما مهد الطريق أمام مقاتليها لاختراق المواقع العسكرية الحيوية التابعة للجيش الإسرائيلي.

 

وقد أدى ذكر محمد الزواري، من قبل مسؤولي حماس بعد إطلاق عملية “طوفان الأقصى”، إلى المزيد من الغموض في قصته، والتي جاءت بمثابة صدمة للعديد من الفلسطينيين بعد إعلان كتائب القسام عن استشهاده في عام 2016.

وظلت هويته مخفية تماما حتى اغتياله، وكان النعي الذي نشره الجناح العسكري لحماس، قبيل وفاة الزواري، هو الأول لمواطن أجنبي معروف بانتمائه إلى الجناح المسلح لحماس.