الأوروعربية للصحافة

من فسر الزلزال على أنه عقاب إلاهي تَأَلَّى على الله وتقوّل عليه

قال سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة السابق والأمين العام السابق لحزب “العدالة والتنمية”، إن  الأصوات التي فسرت وقوع زلزال الحوز  على أنه عقاب من عند الله،  تألت على الله وتقولت عليه، بادعاء أنه عاقب بهذا الزلزال، وهذا لا يكون إلا في علم الله، فكيف عرفوه؟إ

وجاء رأي العثماني في مقال مطول عممه للرد على ماجاء في بلاغ الأمانة العامة للحزب الذي ما زال ينتمي إليه، والذي وصف زلزال الحزب الذي شرب المغرب وخلف نحو 3 آلاف قتيل، بكونه عقاب من الله للمغاربة على ما ارتكبوه من ذنوب.

ودون أن يأتي العثماني، على بلاغ الأمانة العامة لحزبه، أو تصريحات الأمين العام الحالي للحزب عبد الإله بنكيران الذي خرج يتبنى هذا التفسير، قال العثماني إن مثل “هذا  الفهم موجود مع الأسف وشائع في ثقافتنا وفهمنا للدين. وهو ناتج في رأينا عن سوء فهم لنصوص القرآن والسنة، وسوء وعي بطبيعة الكوارث وحقيقتها”.

واعتبر العثماني أن مثل هذا التفسير “يسيء إلى آلاف الشهداء والجرحى الذين لا ذنب لهم في وقوع الزلزال، بل هو قدر يجب أن يواسوا فيه ويخفف عنهم، لا أن يصدموا بخطاب يجعلهم هم أو من حولهم مسؤولين عليه”.

كما أوضح العثماني أن مثل هذه التفاسير تصرف الناس “عن واجب الوقت، أو تشوش عليه، وهو المواساة والتضامن والإسعاف والإسراع إلى الإغاثة وتضميد الجراح. كما أنه قد يصرف عن إعطاء العلوم المرتبطة بالكارثة مثل الجيولوجيا وعلم الزلازل مكانتها الضرورية في الوقاية منها”.

وخلص العثماني في مقاله المطول إلى أن الكوارث الطبيعية التي وقعت في الآونة الأخيرة، مثل زلزال المغرب وفيضانات ليبيا، حملت آلاما كثيرة، لكنها تحمل في طياتها آمالا أيضا.

ووصفها بأنها “أقدار الله الجارية المطلوب من المؤمن أن يستفيد منها العبرة والتواضع والشعور بعظمة الله، ويتعامل معها في الوقت نفسه بأقصى درجات الموضوعية والعلمية. فبذلك يحوز خيري الدنيا والآخرة”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.